بقلم / غادة عبدالله
حتى بداية العقد الثاني من القرن الحالي كانت صناعة السياحة من أهم مصادر الدخل القومي المصري ، إذ كانت تدر على مصر نحو 14 مليار دولار وكان يزور مصر نحو 14 مليون سائح سنويا من مختلف بلدان العالم، وكانت مصدر رزق لأكثر من خمسة ملايين شخص ما بين عاملين مباشرين في مجال السياحة وعاملين في صناعات خدمية أو صناعية أخرى تستفيد من الرواج السياحي المصري.
وللأسف مع هبوب نسائم الربيع العربي وما تلاه من إنفلات أمني في مصر والدول العربية المحيطة تدهور السوق السياحي المصري بصورة كبيرة وتأثر تأثرا سلبيا خطيرا بما حل بمنطقة الشرق الأوسط كلها من تفكك وإنهيار ثم الصعود المتنامي للعمليات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط ومناطق الجوار الأوروبي حتى كادت حركة السياحة تتوقف تماما في كل منطقة شرق المتوسط وشماله وجنوبه ، غير أن تأثير إنحسار حركة السياحة على مصر يعد الأكبر تأثيرا لأن المليارات التي كانت تضخها السياحة على خزينة الدولة كانت تأتي في المقام الأول بين مصادر العملة الأجنبية للدولة المصرية.
أقرا ايضا:
نصائح للتغلب على اكتئاب الشتاء وأسبابه
مصر عبق التاريخ والطبيعة الساحرة :
فالطبيعة لم تبخل على مصر بعطائها فقد وهبها الله سبحانه وتعالى تميزا في طبيعتها يستهوي الأبصار والقلوب، ولا يكتفي الجمال والسحر بمجرى النيل وعاء أبديا يستقر فيه وإنما امتد جمال مصر ليزين ساحليها على البحرين الابيض والأحمر وليغوص عميقا في صعيدها وينتشر في صحاريها .
فمصر عبق التاريخ وهي الأشهرفرعونيا، يونانيا، رومانيا،قبطيا ، عربيا، اسلاميا، وفي العطاء الانساني، هي مهد الثقافة العربية والانسانية، في الفكر والادب والسياسة، والفن، والصحافة والعمارة .
فمصر أصل من أصول الحضارة الإنسانية وعلى أرضها نشأت الزراعة والكتابة والصناعة والحرف والعلم، وتحتوي مصر على الآثار الحجرية العملاقة التي تعتبر من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، بالإضافة إلى وجود أهرامات الجيزة، وأعلى سدّ، وكذلك أكبر مصنع للأقمشة، وأقدم جامعة، كما يُمكن رؤية روائع الفن، والهندسة المعمارية الإسلامية في مصر خاصةً في العاصمة المصرية القاهرة، والتي تعدّ مدينة الألف مئذنة، وأم الدنيا.
أقرا ايضا:
التكنولوجيا الحديثة ومدى تأثيرها فى حياتنا
الموقع الجغرافي لمصر وأهميته :
حيث تقع مصر في قارة إفريقيا، وتغطي مساحتها من اليابسة 995.450 كيلومتراً مربعاً، و6000 كيلومتراً مربعاً من جهة المياه، وبذلك تكون في المرتبة 30 في العالم من حيث المساحة، والتي تبلغ 1.001.450 كيلومتراً مربعاً، وتعرف الدولة بجمهورية مصر العربية، والتي تقع غالبيتها في شمال شرق إفريقيا، وتمتد عبر شبه جزيرة سيناء إلى جنوب غرب قارة آسيا، حيث تربط قارتي إفريقيا وآسيا، وتشارك حدودها مع قطاع غزة، والسودان، وليبيا، مما يعطي موقعها أهميةً استراتيجية كبيرة، كما تمتلك حدوداً مائيةً على طول البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر، وقد اكتسبت مصر قوةً عالمية مميزة بسبب موقعها الاستراتيجي المطل على الأطراف الإفريقية، والأوروبية، والآسيوية، بالإضافة إلى أنّ مصر تعدّ جزءاً لا يتجزأ من ثقافة وسياسة دول الشرق الأوسط، والعالم العربي.
حيث أدّى الموقع الجغرافي لمصر تمييزا واضحا بين دول العالم ، فهي قلب العالم القديم تتوسط القارات الثلاث أفريقيا وأسيا وأوروبا ولذلك أهمية كبيرة حيث جعلها محط أنظار الكثير من سياح العالم، والمسافرين منذ آلاف السنوات، وتطل على بحرين استراتيجيين هما البحر الأحمر والبحر المتوسط، وتربط بينهما بقناة السويس أهم الممرات الملاحية الدولية، ولا يجد السائحون أي صعوبة في الوصول من دول القارات الثلاث إليها برا أو بحرا أو جوا.
المناخ المصري:
يعتبر الموقع الجغرافي، وتضاريس الأرض الطبيعية من العوامل المؤثرة في تقسيم مصر إلى مناطق مناخية فريدة، إذ يسود مناخ حوض البحر الأبيض المتوسط في المنطقة الشمالية المصرية، والذي يكون فيه الجو حاراً وجافاً في الصيف، ومعتدلاً شتاءً، بينما تقع بقية مناطق مصر في المنطقة القاحلة والجافة.
تنوع المقاصد السياحية المصرية:
تعتبر مصر واحدة من أبرز نقاط الجذب السياحي بين دول العالم نظرا لما تتمتع به من كنوز سياحية متعددة الوجوه، ومن أهمها السياحة الثقافية حيث الحضارات القديمة ماثلة للعين، وتنطق بما كانت عليه الأمم التي شيدت تلك الحضارات منذ فجر التاريخ.
والى جوار المنتج السياحي الثقافي القديم فإن تراكم عطاء تلك الحضارات اختزن في تراث انساني فريد تعبر عنه حياة المصريين المتنوعة والغنية بأنماط مميزة من الطبائع والسلوكيات والعادات جعلت من الانسان المصري نفسه، المجبول بعصارة موروثات حضارية عريقة، نقطة جذب سياحي متفرد.
أقرا ايضا:
تعرف على ” مانسا موسى” أغنى رجل فى التاريخ
لقد تفردت مصر بكثرة المناطق الجاذبة للسياحة ويترافق مع هذه المقومات الهائلة للمنتج السياحي المصري بنية اساسية متطورة وحديثة من المرافق والمنشآت ومختلف مستلزمات الخدمات السياحة الراقية من مجموعة كبيرة من أفخم الفنادق العالمية الى شبكة مواصلات جوية وبرية وبحرية ونهرية متميزة والى مرافق اتصالات ومراكز ارشادات سياحية تجعل من زيارة السائح الى مصر مهما كان هدفه ومقصده زيارة مفعمة بالمتعة والاثارة والفائدة.
ان مصر لديها الكثير من المعالم السياحية والكثير من الاماكن الترفيهية التي تساعد على جلب الملايين من السياح سنوياً الى داخل مصر بغرض السياحة والترفيه عن النفس.
*حيث إن أي سائح أو خبير سياحي في العالم لن يجد صعوبة في تصنيف مصر كأحد أهم المقاصد السياحية في العالم أجمع فهي تجمع بين كل العناصر اللازمة لنجاح صناعة السياحة بها.
فمصر تجمع بين عبقرية المكان وعبق التاريخ واعتدال المناخ وتنوع التضاريس ووفرة المقاصد السياحية لكل أنواع السياحة، فهي بحق عنصر جاذب لمختلف جنسيات السياح بتنوع أهوائهم.