كتبت علا السنجري
ملامح مميزة ، نظرات تنم عن الكثير من الأفكار تدور داخل تلافيف عقله ، هو المعنى الحقيقي للتمرد على كل شئ ، حتى أنه يتمرد على نفسه ، مبدع بدرجة جنونية ، مبهر حد الاندهاش ، العبقري سمير العصفوري
ولد سمير العصفوري بمدينة بور سعيد في 27 فبراير 1937 ، التنشئة في مدينة ساحلية أثرت إلى حد كبير في تكوين شخصيته ، فأخذ إقدامهم ، وجرأتهم ، وقدرتهم على التعامل مع كل ما هو جديد والتفاعل والتكيف معه .
أنهى سمير العصفوري دراسته الثانوية في بورسعيد عام 1956 , ثم انتقل للقاهرة يلتحق بقسم الدراسات العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس , في عام 1960 ، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، قسم التمثيل والإخراج ، حيث حصل على تقدير جيد جداً ، بترتيب الأول على دفعته عام 1964 .
سمير العصفوري بعد التخرج تم تعيينه ممثلاً ومخرجاً في فرق مسرح التلفزيون ، ثم مخرجاً بالمسرح القومي . في عام 1974 أصبح مديراً لمسرح الطليعة ، طغت حيويته على المسرح ، من حيث جرأته على التجديد والتجريب . أتسم مسرح الطليعة هوية متطورة بنكهة (عصفورية) , فأسس (قاعة 79 ) عام 1979 كنموذج للقاعات التجريبية بمصر ، والتي تم تغيير اسمها فيما بعد إلي قاعة ( صلاح عبد الصبور ) تكريما لذكراه .
سمير العصفوري في عام 1982 تولى منصب مديرا عام المسرح القومي , ثم مستشاراً للبيت الفني للمسرح 1994.
أثرى المخرج المسرحي الكبير سمير العصفوري المسرح بالعديد من العروض المسرحية الناجحة التي تنوعت بين التراث والكوميديا المعاصرة ومن أشهرها “مأساة الحلاج” و”العسل عسل والبصل بصل” و”حزمني ياااه”.
سمير العصفوري شارك في إعداد العديد من النصوص الفنية ومنها على سبيل المثال : ” ومازالت المغنية الصلعاء صلعاء ” ليونسكو ، “بدرمان” لماكس فريش ، و”زنزانة المجانين” عن رواية عنبر رقم 6 لتشيكوف.
سمير العصفوري أخرج العديد من المسرحيات مثل : “نجمة الفاتنة ” تأليف بهجت قمر ، لفؤاد المهندس مستوحاة من إيرما لادوس ، ” جوازة بمليون جنيه ” لمسرح الريحانى ، “ولاد على بمبة ” مستوحاة من الأخوة كرامازوف ، ” انها حقا عائلة محترمة ” ، ” العيال كبرت ” ، ” لعبة اسمها الفلوس ” وغيرها من الاعمال الرائعة . كما شارك في العديد من الأعمال الفنية بالتمثيل ، آخرها كان في مسلسل أرض النفاق .
القلم والورقة لا يفارقونه أبداً ، مؤمن بفكرة «تفكيك النص» ، عمله كمخرج مسرحي يجعله غير ملتزم بأى قيود ، لا فى مكان الكتابة ولا حتى فى تسلسلها ، فكثيراً ما تجده فى كتاباته المختلفة يبدأ بالنهاية قبل البداية ، سأله العديد عن السبب في هذا الأسلوب ، رده الدائم هو : : «أنا موظف عند نفسي».
سمير العصفوري منذ عام 2002 حتى عام 2010 ، غاب عن العمل الفنى بشكل عام ، وخشبة المسرح بشكل خاص ، حيث قضى معظم وقته بتجهيز كتابه «المسرح وأنا.. ذكريات وحكايات» .
سمير العصفوري يلخص فلسفته في مقولة : «ممكن أقبل وأرفض فى نفس الوقت، فأنا أعيش دائماً بمبدأ أنا وذاتى» ، يعتبرها أيضا من أبرز عيوبه.
سمير العصفوري يرى حركة المسرح الحالية كما يصفها بكلماته : «اتغيرت عن زمان، الأعمال الكبيرة اختفت والجمهور نفسه مزاجه اتغير».
سمير العصفوري متزوج من الفنانة «إنعام سالوسة» ، التي تعرف عليها حين كان طالباً بكلية الآداب، وكانت هى زميلة له، حيث قررا المضي في نفس الطريق ليشاركوا بعضهما البعض ليس فقط فى الحياة الزوجية وإنما أيضاًً فى معظم الأعمال الفنية التى قام بتقديمها معا .
سمير العصفوري مازال لديه الكثير و الكثير من الابداع ليقدمه ، على مواقع التواصل الإجتماعي قدم مؤخرا مبادرة إلى رجال الأعمال لإنتاج اعمال فنية تضم مجموعة من مبدعي مدينة بورسعيد ، محترفين و هواة ، متعه الله بالصحة والعافية ، وأعطاه المزيد من الابداع.
