علا السنجري
اليوم 6 ديسمبر عيد ميلاد ملكة الفوازير و سينورة الشاشة و الحسناء التي لم يؤثر غيابها عن الفن على نجوميتها ، بل زادها تالق، عيد ميلاد سعيد للنجمة شريهان .
سبعة عشر عاما مرت على آخر ظهور فنى لشريهان فى فيلم «العشق والدم» عام 2002 ، إصابة شريهان بأحد أشرس وأندر أنواع السرطان ــ الغدد اللعابية ــ هو سبب بعدها عن الأضواء كل هذه السنوات، ورغم قدرتها على مواجهة هذا الابتلاء، بالإرادة والصبر واليقين والإيمان، فإنها لا تزال تعالج من آثاره حتى اليوم، حيث تتابع حالتها الصحية .
للمزيد
شريهان علمت بإصابتها يوم تكريمها بمهرجان الاسكندرية السينمائى عن آخر أفلامها «العشق والدم»، فاعتذرت عن عدم الحضور برسالة قصيرة أرسلتها للسيناريست ممدوح الليثى، تشكر فيها القائمين على المهرجان، وتطلب من الجميع الدعاء لها، لمرورها بأزمة صحية دون أن تكشف عن حقيقة ما أصابها. تم الإعلان عن طبيعة مرضها بعد ذلك
إقرأ أيضا
صلاح قابيل جاءت شهرته في شائعة وفاته
شريهان اعلنت عن عودتها للساحة بمشروع ضخم مزيج بين المسرح والسينما، يبث على شاشة تليفزيون dmc، يضم 13 عرضا عن 13 سيدة تركت بصمة فى التاريخ، من بينهن «كوكو شانيل» ، من تأليف مدحت العدل و إخراج هادي الباجوري .
شريهان تستعد للعرض الجديد عن «بديعه مصابنى» من تأليف مريم ناعوم، وإخراج محمد ياسين، كما اختارت أن تكون «شهرزاد» الشخصية الثالثة التى تقدمها من حيث الترتيب مع المخرج محمد ياسين أيضا، وتأليف محمد أمين راضى.
لا تتوقف قائمة الشخصيات التى تريد أن تقدمها شريهان على المسرح، عند هؤلاء، وإنما تمتد فى مرحلة لاحقة إلى «مارى كوين»، و«حتشبسوت»، و«رابعة العدوية»، و«شجرة الدر»، و«انديرا غاندي»، و«سندريلا»، و«كارمن»، و«جريث كيلي»، «ايفا بيرون»، و«قطر الندى».
شريهان خلال فترة العلاج، زهدت حياة الشهرة تماما. اتخذت قرارا بإخفاء أخبارها وصورها عن الإعلام، ليس فقط لأنها تتابع حالتها الصحية، ولكن لأنها كانت تخشى أن يراها جمهورها في صورة غير التي اعتادها .
خلال خضوعها للعلاج الكيماوى أنجبت شريهان ابنتها الثانية «تالية القرآن» من زوجها رجل الأعمال علاء الخواجة، وهو الأمر الذى اعتبره الكثير من المعجزات، ولكنه لم يعد غريبا على سيدة استطاعت أن تقهر كل ما تعرضت له من أزمات، وتمتلك ارادة قوية، مكنتها من تحويل كل محنة إلى منحة.
شريهان لم تكن هذه الأزمة الصحية الوحيدة التى تجاوزتها ، فلقد تعرضت لحادث بالطريق الصحراوى عام 1989 أصابها بكسر فى عمودها الفقرى، ولكنها بالعزيمة والإصرار عادت مرة أخرى إلى الفن، ووقفت على خشبة المسرح الذى تعشقه المسرحية الاستعراضية «شارع محمد على».
محاولات إعادة شريهان للتمثيل لم تنقطع منذ 2010، وإنما كانت تتوقف قبل أن تكتمل، إما برفض من شريهان نفسها، أو لأسباب أخرى كما حدث مع مسلسل «دموع السندريلا» الذي كان من المقرر أن تعود به عام 2012، ولكن التجربة لم تكتمل لأسباب تتعلق بعدم الانتهاء من كتابة السيناريو فى الوقت المناسب لتقديمه.
لم تفقد شريهان نجوميتها رغم غيابها عن الأضواء كل هذه السنين، ولكن لم يكن يتوقع الجمهور، أن يجدها فى قلب ميدان التحرير وسط الحشود بداية من يوم 28 يناير 2011، لتعلن مشاركتها فى الثورة ضد نظام مبارك. كانت شريهان تفضل عدم الكشف عن هويتها، فتدخل الميدان وتخرج فى صمت، حتى التقطتها كاميرات الصحافة والتليفزيون، ورغم ذلك كانت مقلة فى إدلاء أى تصريحات إعلامية، قناعتها أنها تشارك كمواطنة وليس كنجمة.
لم تتوقف شريهان عن الظهور في الفعاليات السياسية طوال أيام ثورة يناير وفترة حكم المجلس العسكرى، بالإضافة إلى فترة حكم الإخوان التى أعلنت موقفها الرافض لاستمراره بالمشاركة فى حملة تمرد، ولكن مع إزاحة نظام الإخوان عن السلطة بثورة 30 يونيو اختارت مرة أخرى أن تعود لبيتها وتتوقف عن الظهور.
بالتوازي مع الثورة نشطت شريهان فى التواصل مع الجمهور، عبر حسابات رسمية على مواقع التواصل الإجتماعى، تطلع من خلالها متابعيها على آخر أخبارها، ووجهة نظرها فيما يجرى على الساحة، وتستغل هذه المساحة أيضا فى نشر صورها الجديدة التى يقابلها الجمهور فى كل مرة بانبهار شديد، احتفاظها بجمالها وأناقتها ورشاقتها رغم كل ما مرت به، فالزمن والمرض فشلا فى أن يغير صورة شريهان فى عيون جمهورها ومحبيها..
شريهان ولدت في مصر “القاهرة” لعائلة متوسطة الحال فوالدها كان محامي ووالدتها ربة منزل ، و اخوها هو الراحل عازف الغيتار عمر خورشيد ، واختها هي جيهان أرملة المعلق الرياضي فايز الزمر والسيدة هويدا زوجة المخرج كريم ضياء الدين.
شريهان درست الحقوق وقد أنهت دراستها بعد سن 18 من الجامعة بحيث كانت تنوي أن تساعد والدها في إدارة أعماله إلا أن حبها للفن جعلها تصبح راقصة استعراضية وممثلة محترفة حيث تلقت دروس خاصة بالرقص التعبيري ورقص الباليه في مدارس في باريس.
اكتشف الفنان الراحل عبد الحليم حافظ شريهان وهي طفلة من خلال شقيقها عمر خورشيد وأول أعمالها كان عبر فيلم “ربع دستة أشرار” و فيلم “قطة على نار” عام 1978م.
بعد ذلك انتقلت شريهان نقلة نوعية بعد 5 سنوات أثناء مشاركتها في فيلم “الخبز المر” أمام الفنان الراحل فريد شوقي عام 1982م.
دخلت شريهان عالم الفوازير عام 1985م أول مرة ولمعت بحيث أصبحت الاستعراضية الأولى في مصر لأدائها العالي سنين متتالية.
برز شريهان في مسرحيات متعددة بأدوار استعراضية منها: “سك على بناتك” ، “علشان خاطر عيونك” عام 1989م ، “المهزوز”.
أشهر الأعمال التي أدتها شريهان على صعيد السينما: “ريا وسكينة” 1984م ، ” الطوق والأسورة” 1986م ، “العذراء والشعر الأبيض” 1983م ، “عرق البلح” 1997م ، “العشق والدم” عام 2001م.
أبرز مسلسلات شريهان التلفزيونية: “المعجزة” ، “رحمة” ، “ألف ليلة وليلة” ، “دمي ودموعي وابتسامتي”.