كنب بشار الحريري :
“التخطيط الاستراتيجي هو تخطيط بعيد المدى يأخذ في الاعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية ويحدد القطاعات والشرائح المجتمعية المستهدفة وأسلوب و آليات التنفيذ بما يخلق التنافس بين أفراد المجتمع لبناء مجتمعهم و النهوض به .
ويجيب على سؤال “إلى أين نحن ذاهبون” آخذاً في الاعتبار الرؤية المستقبلية للمنظمة وعلاقة الإرتباط والتكامل بين جوانب المنظمة والأنشطة المختلفة بها والعلاقة بين المنظمة وبيئتها ويعتبر التخطيط الإستراتيجي أحد المكونات الأساسية للإدارة الإستراتيجية و هو يختلف عن التخطيط التقليدي حيث يعتمد على التبصر بوضع المنظمة في المستقبل وليس التنبؤ بالمستقبل و الاستعداد له.
فالتخطيط الاستراتيجي هو : عملية متجددة يتم تحديثها كل عام لدراسة المستجدات الخارجية و الداخلية .
و هو يجيبنا على سؤالين :
– ما هي القطاعات أو الشرائح التي يستهدفها؟
– ما هو أسلوبنا في المنافسة في كل مجال من مجالات عمل المبادره؟ “
ضمن هذا النهج السالف الذكر عملت منظمة النهضة العربية للديمقراطية و التنمية في المملكة الأردنية الهاشمية في إطار تنفيذها لبرامجها و مشاريعها الصغيرة من حيث تحديد نوعية المشاريع المفتوحة التي تسمح بالوصول و معرفة الاحتياجات الأكثر إحتياجا و إلحاحا من خلال الفئات التي تستهدفها عبر مشاريعها و أنشطتها المتنوعة التي نفذتها و التي تعمل على تنفيذها …
بما يسهم في تحقيق الأهداف المتوخاة من كل مشروع و البناء على أساسها في تنفيذ مشاريع أخرى مستقلة أو تنفيذها من خلال المشروع الذي تعمل على تنفيذه لتداخله مع الاحتياجات الأساسية للمجتمع مما يسهم في خلق بنية تحتية متكاملة تسهم في النهوض بالمجتمع و الإرتقاء به بما يسهم في تحقيق التنمية المجتمعية …
و أذكر هنا مشروع تمكين اللاجئين السوريين الذي نفذته النهضة العربية للديمقراطية و التنمية في الأردن بالشراكة مع مركز تمكين و بدعم من مؤسسة المجتمع المفتوح بمرحلته الأولى في محافظتي عمان و الزرقاء : تحت شعار التعليم حق للجميع ،حيث سبق فترة التنفيذ فترة تخطيط استمرت لأكثر من سنتين حتى البدء بتنفيذ المشروع ..
إذ تخلل فترة التخطيط و التحضير للمشروع لقاءات دؤوبة مع الفئات المجتمعية المستهدفة من خلال المشروع من كلا المجتمعين الأردني المضيف و السوري اللاجئ للحوار من خلال تدارس أوضاعهم و احتياجات مجتمعاتهم الأكثر إلحاحا و التي تمس حياتهم اليومية و تتعلق بمستقبل أطفالهم …
لتكون نتاجات هذه اللقاءات و مخرجاتها محل دراسة من قبل الشريكين المنفذين ( النهضة العربية للديمقراطية و التنمية و مركز تمكين ) و الجهة الداعمة ( مؤسسة المجتمع المفتوح )
و التي نتج عنها مشروع تمكين اللاجئين السوريين تحت شعار التعليم حق للجميع و الذي ذكرنا أعلاه فترة تنفيذه في مرحلته الأولى في محافظتي عمان و الزرقاء .
و الذي نتج عنه مخرجات عديدة و متنوعة لا تتعلق بالتعليم فقط حيث تمثلت هذه المخرجات إضافة للمخرجات المتعلقة بالتعليم ب :
– مخرجات قانونية : تم التعامل معها مباشرة من قبل الدائرة القانونية في النهضة العربية للديمقراطية و التنمية .
– مخرجات خيرية : عائلات بحاجة إلى مساعدات مادية لتغطية متطلبات المعيشة حيث تعمل إدارة المشروع مع جمعيات خيرية لإعالة العائلات المحتاجة .
– مخرجات صحية : بحاجة إلى دعم نفسي و رعاية صحية .
هذه المخرجات تداخلت مع المشروع الأساسي التعليم حق للجميع و التي تمثل مشاريع صغيره جديدة تمثل احتياجات أساسية للنهوض ببنية المجتمع للحد منها و تداركها للإرتقاء بالمجتمع و النهوض به و الدفع به نحو التغيير و النجاح ..
و هذا كله لم يكن استخلاصه لولا التخطيط الاستراتيجي البعيد المدى القائم على الأخذ بالمتغيرات الداخلية للمجتمعات من خلال التواصل الاجتماعي و الالتصاق بالفئات المستهدفة ليصب كله في إطار تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة للنهوض بالمجتمعات ككل الذي يصب بدوره في بناء الأوطان و النهوض بها في مختلف المجالات.