بقلم سناء عبد الوهاب
العلاقات الاجتماعية مثل الخيوط المتشابكه بعضها يكون أقرب مايكون والبعض الآخر معقد وبعيد والإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يختلط مع من حوله من الناس. وهذه العلاقات تختلف ومنها الجيره، فالإنسان عندما يجاور شخص ما فإنه يراه بصفة دائمة ويأتي في ذلك قول الله تعالى؛
بسم الله الرحمن الرحيم
(لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلاقليلا) صدق الله العظيم.
والذي يتضح لنا من النص أن الجار كلما كان أقرب تأكد حقه.
فالعرب كانت تطلق على الزوجة جارةوذلك لشدة قربها من زوجها.
ومن الجدير بالذكر أن مفهوم الجار مفهوم عام أي انه لا ينحصر في جيران المنزل فقط فالجار يطلق على كل من تجاور في المكان كأهل المزارع، والبساتين، والبائعين في الاسواق.
وعن إيذاء الجار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره)
عدم الإيذاء أو الإساءة للجار، حيث انه من الواجب على المسلم كف الأذى والامتناع عنه تجاه أي شخص.
ومن أشكال وصور الإيذاء مايلي.
حسد الجار، وتمني زوال النعمة عنه، والاستهزاء به، واحتقاره، ونشر وإفشاء أخباره وأسراره بين الناس، والكذب على لسانه، والسعي لبغض الناس له، وتتبع أخطاءه، وإلقاء المهملات أمام بيته، والعمل على ازعاجه بالأصوات المرتفعة والمزعجة.
ولم تترك السنة المباركة حديثها عن حقوق الجار حيث قال رضي الله عنه (ياأبا ذر إذا طبخت مرقه فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك)
وأيضا قال (والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره (أو قال لأخيه)مايحب لنفسه.
وقال عليه الصلاه والسلام (لايمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره)
وعن ذلك أيضا لقد اختلف الفقهاء في حد الجوار إلى عدة أقوال ومنها.
ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن حد الجوار أربعون جارا في كل اتجاه واستدلوابما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حق الجار أربعون دار هكذا وهكذا وهكذا وهكذا وهكذا يمينا وشمالا وقداما وخلفا )
لهذا أوصيكم بالجار.