حياة الفنانينعام
“محسن صبري”المرأة ضرورة في حياة الرجل، لكنني ملول بطبعي
حوار علا السنجري
– في عمر السادسة جعلتني الصدفة أمثل في مسرحية سيد درويش ، بطولة الفنان محمد نوح .
– جاءت دراستي بمعهد الفنون المسرحية بالصدفة
-امارس المهنة من خلال عملي بالتلفزيون المصري .
-أول عمل كان أمام الفنان محمود المليجي ، وجدت نفسي اشاهد ادائه اكثر من تركيزي في ادائي .
ممثل ومخرج مصري بدأ حياته الفنية في فترة الثمانينات ، من أبرز أعماله فيلم “لا تسألني من أنا”، مؤخرا شارك في مسلسلات مثل “واحة الغروب”، “الميزان”، “عفاريت عدلي علام”. كما حصل على جائزة عن أوبريت الدم ، أنه الفنان محسن صبري
البداية دائما من النشأة و تأثيرها في حياة الفنان
والدتي كانت تعمل في العلاقات العامة بهيئة المسرح ، انفصلت عن والدي مما جعلني مقرب لها ، أذهب دائما وأحضر العروض ، وفي عمر السادسة جعلتني الصدفة أمثل في مسرحية سيد درويش ، بطولة الفنان محمد نوح .
أنا من مواليد القاهرة ، أقمت مع والدي في مصر الجديدة ومع والدتي في حدائق القبة ، و كل حي منهم حياة ، الحدائق القبة منطقة تجمع الكثير من الحيوية و الشعبية ، ومصر الجديدة حي راقي مملؤ بالفيلات و النوادي ، فمنذ صغري لمست على حياتين بينهما تباين شديد ، ربما كان هذا أحد التأثيرات في نشأتي .
كيف كانت سنوات دراستك الجامعية ؟
تخرجت من معهد فنون مسرحية دفعة 87 قسم نقد ، جاءت دراستي به بالصدفة ، بعدما أنهيت دراسة الثانوية العامة كنت متوجه للعمل على بريمة بترول في شركة بترول خليج السويس ، هذا العمل جاء عن طريق أصدقاء والدي ، عشقي للبحر والسباحة ، وافقت على الفور بعد علمي أن هناك دراسة لمدة ستة شهور بلندن ، ثم ستة شهور في أي دولة عربية ، وفي الأخير العمل على بريمة . لكن الأستاذ عبد الغفار عودة الله يرحمه طلب مني الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية ، وسألني إذا كنت أجيد الرسم ، فأخبرته أني أجيده ، فطلب مني الالتحاق بقسم ديكور .
ذهبت للمعهد ، المعهد كان مكان له رهبة جعلتني ارتبط بالمكان ، تقدمت لإجراء الاختبارات ، وفي أثناء هذه الاختبارات الدكتور رشاد رشدي قال لي أن التحق بقسم التمثيل .
كان ذلك في عام ٧٤ ، فتقدم للمعهد أغلب من كانوا بالجبهة ، منهم محمد جلال عبد القوي ،محمد ريحان ، أحمد فؤاد سليم ، لهذا كنت طفل الدفعة أصغر ما فيهم . في ذلك الوقت دراسة المعهد سنتين عام و التخصص في السنة الثالثة و الرابعة.
نصحني صديقي الدكتور أحمد سخسوخ والذي أصبح عميد المعهد بعد ذلك ،و كما أنه أخرج لي هاملت وأنا بالسنة الثانية بالمعهد ، أن أتخصص نقد قائلا لي أن ذلك سيفيدني كممثل ومخرج واعي وأصبح ناقد جيد .
انهيت دراسة المعهد ولم أعمل بالنقد و التحقت بمعهد السينما ، أمارس المهنة من خلال عملي بالتلفزيون المصري .
ما هي ذكريات اول عمل لحضرتك ؟
الأستاذة المخرجة علوية زكي ، واحدة من أهم مخرجات التليفزيون المصري ، كان علاقة فكرية تربطني بها كمساعد مخرج ، و مخرجة عظيمة
جدا ، طلبت مني أن تراني أمام الكاميرا في دور صغير و ذلك أثناء إخراج مسلسل عبد الله النديم ، المشهد كان أمام الفنان محمود المليجي ، وجدت نفسي أشاهد أدائه أكثر من تركيزي في أدائي .
بعد فترة جاء أوردر عمل من شركة إنتاج بعجمان الأردن ، للعمل بمسلسل مسافر ، تخيلت أنه جاء بالغلط لي بدلا من الفنان محسن محيي الدين لتشابه الأسماء ، و احترام مني للشركة قررت الذهاب والإعتذار تخيل مني أن المطلوب هو محسن محيي الدين ، لكنني اكتشفت ان الأستاذة علوية زكي هي من رشحتني للعمل ، وبسؤاله إني كنت مع حضرتك من ساعة ولم تخبريني عن الدور ، فجاء ردها أني مثل أي ممثل في المسلسل ، من حقك القبول والرفض حين أرسل لك ، كانت تعامل بمنطق محترم و عقلي ، و تقدرني بهذا الشكل الرائع ، وعملت معها مسلسل لحظة اختيار ، قمت بدور ابن سميحة ايوب و عمر الحريري ، كان من تأليف الأستاذة فتحية العسال وموضوعاتها النسائية اللطيفة ، تلك كانت بدايتي ومن خلاله عرفني الجمهور .
بدايات حضرتك كانت أمام عمالقة كبار ، هل من وجهة نظرك هذا مفيد للفنان ، أو يظهر موهبته ضعيفة ؟
أعتقد أن التواجد صدف ، لكن من لديه موهبة حقيقية و واثق من نفسه، عليه إثبات ذلك ، فلم أشعر يوما بالخوف أثناء أداء اي عمل ، بل الخوف العادي الذي يعطيني دفعة و إحساس بإن اهتم أكثر بأدائي ، هذا ما حدث لي أمام الفنانة شادية رحمها الله اثناء تصوير فيلم لا تسألني من أنا ، سألني الكثير عن إحساس الرهبة والخوف أمامها ، فقد سبق لي العمل مع الأستاذ يحيى شاهين ، و سميحة أيوب ، و هدى سلطان ومحمد رضا ، لم أشعر بالخوف لكن إحساس إني كل مرة في اختبار ، يجب أن أمر به بتقدير ممتاز .
هل تفضل العمل مع شاب يقدم أول عمل ، أم العمل مع عمالقة وذوي الخبرة ؟
أفضل الدور المكتوب بحرفية في عمل جيد جدا ، الدور الذي يعطيني مساحة للتمثيل وتقديم أفضل ما لدي ، فلن يفرق معي أن كان العمل لشباب أم عمالقة .
هل الوظيفة تحد من قدرات الفنان ، هل وظيفة فنان افضل او فنان حر ؟
الوظيفة قاتله الطموح لكنها تقدم لكي خط دفاع ، فدائما لديك دخل ثابت يؤمن ضروريات حياتك قد يجعلك غير حريصة على التواجد ، لكن اذا كنتي حرة بلا دخل ثابت المنطق يختلف ، فلن ترفضي أدوار تعرض أو تخسري علاقات قد تفيدك ، بل ستكون حريص على كل عمل يقدم لك ، الوظيفة مضرة للفنان .
هل ترى أن غياب ماسبيرو عن الإنتاج الدرامي مؤثر في اختفاء الأعمال التاريخية والدينية ؟
مش مؤثر بس في الأعمال التاريخية والدينية بل ماسبيرو قام بإنتاج أفضل دراما في الوطن العربي ، فعلى سبيل المثال أسامة أنور عكاشة ، وحيد حامد ، محمد جلال عبد القوي ، كتبوا أفضل دراما اجتماعية ، الدراما التاريخية قدمها السوريين بشكل أفضل و متقدم أكتر ، ذلك بسبب الإمكانيات أكبر و الخدمات مختلفة والدولة تساهم بشكل كبير جدا ، في مصر إذا تم التصوير في أحد الأماكن السياحية مثل الهرم سيطلب مبلغ مالي كبير مقابل الساعة الواحدة ، وكذلك المطار ، لا أحد يقدر الدراما التقدير الصحيح ، لتكون فاعلة .
إقرأ المزيد ميرنا وليد جمهوري ومحبة الناس الداعم الكبير لي فنيا وبناتي روحي وسبب وجودي في الحياة
هل انتشار القنوات الخاصة التي تقدم مسلسلات فقط او افلام هل تفيد في نوع الدراما االمقدمة ؟
أعتقد أن إذاعة الدراما بإستمرار لا تعطي للقناة طابع خاص أو خصوصية ، هناك بعض القنوات قائمة على خصوصية اللون ، فهناك قنوات تستخدم الأزرق ، وأخرى برتقالي و أخرى أصغر ، و أحيانا يتم التغيير كل سنتين أو ثلاثة ، هذا منطق للبعض ، على سبيل المثال القاهرة والناس تستخدم اللون الأزرق في اللوجو و خلفية الكتابة ، بعض البرامج تقوم على البرامج الطبية ، يتم دراسة الهدف من البرامج ، ونوعية المشاهد ، التنوع في القناة مطلوب ، أغلب القنوات التي تقدم الدراما بإستمرار ليس لديها خصوصية ، فما تقدمه تقدمه باقي القنوات ، أغلبهم متشابهين في المحتوى .
أيهما تفضل أكثر الإخراج أم التمثيل ؟
لكل منهم متعة خاصة ، أذكر أول فيلم لي بالاخراج كان فيلم تسجيلي : “دجيلكا يتذكروني ” ، عن مشاعر النوبيين بعد الهجرة ، فلم به العديد من اللمسات الإسلامية والمسيحية ، و فرعونية ، خليط من الحياة ، هذا الفيلم مثل مصر في فرنسا لسينما العالم العربي ، كما أخذ جائزة من مهرجان الإسماعيلية ، وجائزة من مهرجان التليفزيون ، و يتم تدريسه في معهد السينما منذ ثمانية سنوات ، هذا يعطي حافز الاهتمام بالإخراج و لديك تصور يتم تقديمه .
مؤخرا عدت مرة أخرى للتمثيل في أكثر من عمل درامي ، هل ترى أن التجربة زدات خبرة إلى موهبة التمثيل ؟
لا اعرف ، يبدو أن اختفائي عن ساحة التمثيل زدات خبرتي ، خبرة دون ممارسة ، ربما يرجع السبب أنني من أوائل الأشخاص الذين عملوا ورشة تدريب ممثل في مصر ، أتممت تدريبي لمدة خمس سنوات ، ثم عملت ورشة مع إثنان من الأصدقاء ، قمت بتدريس كورس تمثيل لمدة ثماني سنوات ، ففي بداية دراستي ساعدت كثيرين في اجتياز اختبارات المعهد من خلال تدريبهم ، لذلك حرصت في الورشة الخاصة بي أن أفيد و استفيد ، هذا إلى جانب من يرى أعمالي ، يجد أن لدي منهج الطبيعية في الأداء ، ولازلت ابحث عن طرق للوصول لها ، وأحاول العمل من خلال ذلك .
لو وجدت آلة السفر عبر الزمن ، أي زمن تختاره لنعيش به ؟
أتمنى العيش في أوروبا بالقرن الثامن عشر ، في بداية ظهور الفلسفة ، و مقابلة الفنانين على كافة المستويات ، مثل شكسبير و فان جوخ ، و ديكارت ، خاتشادوريان ، و موزارت .
هل تري الإستقرار العائلي للفنان ضرورة
لا اعتقد ، الإستقرار بالنسبة للفنان بزواج صعب ، لطبيعة العمل وظروف التصوير .
هناك بعض الفنانين أكدوا على ضرورة الاستقرار ؟
لا تستطيع إطلاق أحكام في العموم ، فكل قاعدة لها إستثناء .
المرأة في حياتك ؟
المرأة ضرورة في حياة الرجل، لكنني ملول بطبعي ، لذلك أبحث عن من يتناسب مع طبيعتي و تكون واعية و مدي استيعابها لطبيعة عملي .
ما هي مشاريعك القادمة؟
بدأنا تصوير كلبش الجزء الثالث ، بدأنا في عمل ورشة فنية لأهل أسوان .
في النهاية أتوجه بالشكر الجزيل لحضرتك لإتاحة هذه المساحة لي ومجلتي سحر الحياة
كل الشكر و التقدير لكي و لمجلتك .