جمعية سحر الحياةعاممقالات
حكايات من بهية “الحكاية السادسة” “أمير ريموند” ووثيقة حب فوتوغرافية
بقلم إيناس رمضان
“أمير ريموند رياض ” لم يكمل عامه الأول في مؤسسة بهية ولكنه عاشق لها منذ أن خطت قدماه ذلك المكان وحاله مثل حال الكثيرين فتلك المؤسسة لها تأثير عجيب في النفوس وكأنها تستقطب الخيرين لها فتشعر بانتمائك ومسؤوليتك اتجاهها وكأنه عقد وفاء بينك وبينها ،ووثيقة مبنية على الحب والعطاء والإخلاص وهذا ما حدث معي أنا شخصيا وتكرر على مسامعي من شخصيات عدة وفئات مختلفة سواء زائرين أو عاملين وجميع المريضات وكل المتطوعين وأخيرا ومنذ أيام قليلة سمعت نفس الكلام من زميل عزيز كنت أتابع خطواته منذ فترة لأني وجدته صانع البسمة،مانح الحب، ومصدر الطاقة الإيجابية هناك للمتعافيات ولكل الزملاء يستقبل يومه بتحية تملأها التفاؤل فى وجه كل من يقابله و ابتسامة نابعة من القلب لا تفارقه طوال يومه رغم مشقة ما يقوم به فهو الفنان والمصور الفوتوغرافي لتلك المؤسسة والذي يوثق كل الأحداث بداخلها بتقنية عالية ومهارة فائقة.
يعيش “أمير” حالة من التفكير الدائم لإحداث التوازن المطلوب للحصول على لقطات متميزة ذات جودة فائقة ،مع حرصه الشديد في التعامل مع من يقوم بتصويرهم فهو جابر خواطر ويتعامل مع الجميع بصدر رحب لذا وجدتني اتجه إليه وأرغب في الحديث معه لمعرفة حكايته مع بهية.
“حكاية ذلك الحب الذي لا يتوارى رغم أن صاحبه يتوارى وراء الكاميرات” .
البدايات
يتذكر أمير تفاصيل زيارته الأولى لتلك المؤسسة والتي كانت في يوليو الماضي وبالتحديد في الثاني والعشرين منه فقد دعي لحضور حفل هناك وكان من ضمن الضيوف وجلس يستمع لقصص نضال بعض المتعافيات في بهية.
ذلك النضال الغير المتكافئ الأطراف ولكن الثقة بالله والأمل في غدا أحسن يجعل كل متعافية تنتصر عليه وتقهر ذلك المرض اللعين المسمى ب”السرطان” الذي يخشى الكثيرون مجرد سماع إسمه فما أدراك إذا كان ظلك الذي لا يغيب !!!!!
وعن شعوره يقول أمير بكيت من قلبي وشعرت بتغيير داخلي وشعور لن أتمكن من وصفه فقد رأيت الحب في عيون كل العاملين وجدت كل فرد يقدم خدمة للمكان من قلبه لأجل مساعدة من يحتاج إليه وأدركت لحظتها أنه سيكون لي دور في هذا المكان رغم أنني كنت أعمل في الخارج وأتقاضى أضعاف ما أقتضيه في بهية ولكن أخذت قرار العمل في تلك المؤسسة لحبي لتلك الخدمات المقدمة والمساهمة ولو بالوقت من أجل سعادة هؤلاء السيدات الفضليات.
أعمل في بهية بكل سعادة ورضا وأشعر بالبركة في حياتي وبيتي وقد عرض علي العمل في بهية في ظروف غريبة وكأن القدر يؤهلني حقا لهذه الخدمة.
فقد أصيبت قريبة لزوجتي بسرطان الثدي وتبرعت بوقتي وتكفلت بالدعم النفسي لها وليس الدعم المادي فأنا لا أملك ولوكنت أملك ما ترددت لمساندتها في تلك المحنة كونها وحيدة وشاركتها جلسات الكيماوي المريرة عن حب ودون كلل وأدركت ما تعانيه عن قرب وفي تلك الفترة كنت أبحث عن عمل ثابت وجاءتني فرصة العمل في مؤسسة بهية المتخصصة لعلاج سرطان الثدي للسيدات فلم أتردد.
فقد يتوفر الرزق في كل مكان ولكن ما أجمل أن نعمل في مكان يمنح بصيص من الأمل
بهية في عيون مصورها الفوتوغرافي
أشعر بالسعادة لأنني أنتمي لذلك الكيان الثابت وتلك المؤسسة العريقة المبنية على صخر ذات الأساس المتين منذ النبتة الأولى لها والتي زرعتها السيدة بهية وهبي رحمها الله قبل مماتها ويرويها أفراد أسرتها حتى تنمو وتترعرع وصولا إلى مجلس الإدارة ومجلس الأمناء الذين لا يدخرون الوقت والجهد للحفاظ على هذه المؤسسة العريقة والتغلب على كل المعوقات ومواجهة السلبيات.
كما أوضح أمير في حديثه أن مؤسسة بهية تصعد السلم تدريجيا بدقة و احترافية مهنية من خلال إدارة متمكنة فهي لا تسعى للوصول إلى القمة بسرعة بقدر ما تسعى للوصول إليها بمنتهى الكمالية مما أتاح لها أن تحتل مكانة كبيرة في الشرق الأوسط في فترة وجيزة ليس هذا وحسب بل تمكنت من تحمل جزء كبير من أعباء الوطن في القطاع الطبي. .
وأشاد بجميع العاملين هناك واختص بالذكر قسم العلاقات العامة في المؤسسة ووصفه أنه يعمل بقلبه وإدارة المتطوعين ودورها الفعال في المساهمة في تقديم كافة أنواع الدعم النفسي للمتعافيات والذي يساهم بشكل كبير في استجابتهم للعلاج، وقسم خدمة المرضى وهو قسم مستحدث وجديد داخل بهية يساهم في حل مشاكل الوافدين بالتنسيق مع الإدارات المختلفة للحفاظ على هذا الكيان .
وعن سؤاله عن أكثر ما يؤلمه في بهية أجاب أمير بأن قائمة الانتظار تسبب له الوجع ويأمل أن تساهم التبرعات في التغلب على تلك القائمة وأشاد بدور المؤسسة في الالتزام وتطبيق النظام على الجميع حتى العاملين بها.
هذا وقد أكد أن سعادته تنبع من رؤية ابتسامة وضحكة المتعافيات في بهية فهؤلاء السيدات بالفعل “بيحاربوا المرض بضحكاتهم” ومن يقترب منهم ويشعر بالمشقة التي يمرون بها يقدر قيمة تلك الضحكة التي تخرج من القلب وتزداد سعادته بشفاء أحدهن وعند مشاركتهم الجولات الترفيهية و التقاط الصور لهم مع الضيوف فأشعر بقمة السعادة وهذا حلمي الشخصي إسعاد كل واحدة في بهية .
وعلاقتي بالجميع علاقة حب وود واحترام وأسعد بسماع دعواتهم الصادقة و أسعى لرسم البسمة على وجوههم وهذا ما أشادت به النائبة “مايسة عطوة ” عضو مجلس النواب ورئيس كتلة ستات وشباب أدى التحدي في زيارتها لبهية منذ عدة أيام فقد لمست بنفسها حالة من الحب المتبادل بين المتعافيات والعاملين بدون مونتاج لأنه الواقع داخل بهية .
“من يقدم الحب يستقبل الحب”
هكذا اختتم أمير حديثه بأن الحب هو الطريق إلى قلوب الجميع وأنه لا يستطيع أن يثمر في الأجواء المشحونة لذا يقدم رسالة حب وبرقية اعتذار إذا أخطأ في حق أحد دون قصد.
زميلي العزيز شغفت بالتصوير منذ نعومة أظافرك ليكن بعد ذلك رسالتك في الحياة وتبدأ معه بعد هذه السنوات أجمل الحكايات حكايتك مع بهية.
أكن لك كل التقدير والأحترام وأتمنى لك المزيد من الإبداع يا فنان
وإلى اللقاء وحكاية جديدة من “حكايات من بهية”