رؤى جوني
تلعب وسائل الإعلام والوسائل التكنولوجيا دورا كبيراً في حياة الكبار قبل حياة الأطفال، ولا يخفى تأثيرها المباشر أو غير المباشر على القناعات والأفكار والسلوكيات التي تطال الحياة اليومية للبشر، فما بالكم إذاً بتأثيرها على الأطفال ونفوسهم وسلوكياتهم، لذلك أدرج في هذا المقال بعض الآثار الإيجابية والسلبية لوسائل الإعلام والتكنولوجيا خلال مراحل حياته.
الآثار النفسية والحسية:
إن وجود وسائل الأجهزة الذكية بمتناول يد الطفل لوقت طويل مع سهولة الدخول إلى مواقع شبكة الانترنت أصبح أمراً شائعاً ويسيراً، قد يعجب الأبوان بفكرة مواكبة أبنائهم لتطور العصر ووسائل الاتصال، دون مراعاة للوقت الطويل الذي يقضونه باستخدامها، ولا مراعاة المواقع التي يتم الدخول إليها من قبل الطفل، وهذا أمر قد يكون بالغ الخطورة في بعض الأحيان إن تم الدخول بشكل عشوائي فبعض المواقع تنشر ثقافة العنف والقتل والإباحية وتشجع على الإدمان، وهذا قد يخلق طفلاً متوتراً، مشوشاً، عدوانياً، ولقد سمعنا عن عدد كبير من حالات الانتحار التي حدثت للأطفال من جراء دخول هذه المواقع دون رقيب، وهذا ينطبق أيضاً على التلفاز .لذلك على الوالدين تحديد المواقع التي يمكن الدخول إليها والتي يمكن للطفل من خلالها الإفادة من المهارات المختلفة وطرق التعامل وزيادة ثقافته تبعاً لمراحل نموه، بالإضافة لدورها في تحسين الحس الجمالي لدى الأطفال سواء بألوانها أو طبيعة الموسيقى والحركة والصور التي تعمل على تنمية الخيال لوجود شخصيات غير موجودة في الواقع .
الآثار على الناحية الصحية:
إن البقاء لوقت طويل أمام أجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية، غالباً ما يخلق طفلاً خاملاً قليل الحركة، مصاباً بالسمنة والترهل بدل قضاء الوقت بالرياضة والجري والمسابقات ،ويترافق ذلك مع تناوله لوجبات دسمة أو غير صحية أو أطعمة سريعة ومعلبة، لا يخفى على احد في أيامنا هذه مقدار تأثيرها السيئ على الصحة والتسبب بالسمنة لدى الطفل، إن هذا الأمر له آثار خطيرة على صحة الأطفال مستقبلاً .
هذا بالإضافة لخطر الإصابة ببعض الأمراض المبكرة والتشوهات في الهيكل العظمي .
سبل الوقاية:
1- من المهم ضبط وتقليل ألعاب الفيديو، ومن الخطأ أيضاً منعها.
2- تشجيع الطفل على اللعب بالعاب ذهنية ورياضية محفّزة تهدف لتحيق أهداف معينة.
3- تشجيع الألعاب المشتركة بدل الألعاب الفردية، مثل كرة القدم والسلة والتنس والسباحة.
4- خصصوا وقتاً للعائلة لمشاهدة الأفلام او الذهاب في رحلات أو قضاء الوقت في نقاشات بنّاءة.
5- علّموا الطفل التعبير عن ذاته بالنقاش الهادئ المنطقي وتقويم طريقة تفكيره بذات الأسلوب.
6- من المهم عدم قضاء وقت طويل أمام الأجهزة الإلكترونية والتلفاز لتأثيرهما على الصحة النفسية والجسدية
في النهاية علينا العمل على خلق جيل يميز الفرق بين ما هو صحيح وما هو سيء باستخدام عقله والتفكير السليم كي لا يقع فريسة مغريات أو مطبات فنحن لانربي طفلنا لوحدنا بل تعددت العوامل المؤثرة التي يمكن ان تترك أثرها في أطفالنا.
كانت هذه بضع النقاط الهامة حول تأثير التكنولوجيا نفسياً وجسدياً على الطفل، وبعض الملاحظات لإعداد جيل مثقف، قوي ومنضبط نفسياً وأخلاقيا ذي بنية صحية سليمة بدلا من هدر طاقته وهدم مستقبله.