الخائنة أمينة المفتي الحلقة السابعة “الهجرة إلى إسرائيل”
حكاية أشهر وأخطر جاسوسة عربية للموساد
كتب/خطاب معوض خطاب
نعم تزوجت أمينة المفتي من فتاها اليهودي موشيه بيراد وغيرت اسمها إلى “آني موشيه بيراد”، ولكنها لم تشعر أبدا بالأمان وراحة البال التي كانت ترنو إليهما، فقد سهرت أمينة/آني ليال طوال يجافيها النوم، فقط لأنها كانت تخاف أن يعثر عليها أهلها أو يراها أحد معارفها ويدلهم عليها، كما كانت تشعر دوما بأن جهاز الإستخبارات الأردنية يقتفي آثارها بتعليمات من عمها الضابط الكبير بالقصر الملكي الأردني، لذلك أصبحت تكره وتمقت كل ما يمت بصلة للعرب جميعا.
ووسط ما كانت تعانيه وفي صيف سنة 1972 شاهدت مع زوجها جريدة نمساوية فتصفحتها فإذا بها تجد داخلها إعلانا عن طلب دولة إسرائيل هجرة اليهود من جميع دول العالم إليها، وكأنها كانت تصارع الغرق ووجدت أخيرا طوق النجاة، فقامت على الفور بالاتصال بسفارة إسرائيل بفيينا واستعلمت منهم على الإعلان المنشور وتحدثت معهم في كافة التفاصيل.
وبالفعل تحدثت أمينة/آني مع زوجها عن السفر والهجرة إلى تل أبيب، وكيف أن هذه الهجرة ستعود عليهما بالكثير من المميزات المادية والمعنوية، فهما سوف يحصلان على معونة كبيرة من دولة إسرائيل، بالإضافة إلى أنهما سيتم منحهما فيلا رائعة وسيارة حديثة، والأهم من ذلك كله أن هجرتهما لدولة إسرائيل ستحميها من المخابرات العربية كلها، كما ستحميها من مطاردات أهلها لها.
وهكذا تمت هجرتهما من فيينا إلى إسرائيل، حيث هبطت الطائرة التي أقلتهما من فيينا في مطار اللد بالأراضي العربية المحتلة في يوم 19 نوفمبر 1972، وتم استقبالهما هناك استقبالا أسطوريا، وعاملوا أمينة/آني وكأنها إحدى نجمات السينما أو كما لو كانت شخصية مشهورة.
وسكن الزوجان المهاجران بفيلا رائعة مبنية من الخشب وعلى الطراز الإنجليزي في بلدة لا يبعدها عن جنوب تل أبيب سوى 15 كيلو متر، وتم إهداؤهما سيارة مرسيدس من الحكومة الإسرائيلية، كما تم منحهما جوازي سفر إسرائيليين وذلك بعدما قام المسئولون الإسرائيليون بسحب جوازي سفرهما النمساويين منهما، وهكذا أصبح موشيه بيراد وزوجته آني موشيه بيراد مواطنين إسرائيليين، وبعدها تم ضم موشيه بيراد للعمل بسلاح الجو الإسرائيلي كطيار مقاتل.
وتمر أيامهما في تل أبيب حتى يأتي يوم 29 يناير 1973، ويطير موشيه بيراد بطيارته القاذفة الهجومية الخفيفة اسكاي هوك Sky Hawk شمال إسرائيل، ويجتاز الأجواء السورية وتسقط طائرته قاذفات الدفاع الجوي السوري بصاروخ أرض/جو، وأعلنت سوريا عن إسقاطها الطائرة التي اخترقت مجالها الجوي، وأن الطائرة قد احترقت بقائدها، بينما أعلنت إسرائيل عن إصابة الطائرة وسقوطها وفقدان قائدها.
وحينما علمت أمينة/آني بما حدث صدمت وانهارت ولم تقدر قدماها على حملها، فها هو حبيبها موشيه بيراد قد فقد، وضاع سندها الوحيد في الحياة، وتم إدخالها إحدى مستشفيات الأعصاب حيث ألجمت الصدمة لسانها فأصبحت عاجزة عن النطق، وظلت تعالج من هذا المرض لما يقارب الشهرين.
وبعد أن أفاقت أمينة/آني من صدمتها وخرجت من المستشفى ضبت جام غضبها على العرب جميعا، فحسب اعتقادها العرب هم الذين أرهقوا أعصابها في صباها بالأردن، ثم طاردوها وأقلقوا راحتها في شبابها في فيينا، ثم أخيرا هم الذين ضيعوا حلمها وقتلوا زوجها بعد هجرتها إلى تل أبيب، ووصفت العرب بأنهم آفة مستقبلها المظلم، وأنهم هم سبب فجيعتها في زوجها وحبيبها.
ولذلك تضاعفت كراهيتها للعرب، وتمنت أمينة/آني أن لو استطاعت الانتقام منهم جميعا، فهل يتحقق لها ذلك؟ هذا ما سنعرفه معا في الحلقة القادمة بإذن الله فانتظرونا.