في محطتي اليوم لن ابحر بعيدا عن اهتمامي الدائم بالأسرة المصرية وماحدث فيها من تغييرات جذرية لم نتعود عليها ولم نرها مع أسرنا للأسف الشديد
ومحطتي اليوم أحبائي مليئة بالشكوى والمعاناة والحزن وشعور بالقهر من نساء يعشن دور الزوج والزوجة بعد أن تخلى الزوج في هذه الأيام عن دوره في إدارة شئون المنزل والأسرة وتربية الأبناء وترك كل شئ للزوجة دون طلب منها فوجدت نفسها تتولى إدارة المنزل وتربي أبناءها وتتابعهم في مدارسهم وتعتني بهم وتذهب بهم إلى الطبيب والأسواق وأماكن الترفيه بل وبكل جرأة وقلة حياء يطلب منها أن تشاركه في مصروف البيت بدفع مرتبها أو جزء منه ويمارس عليها سلطاته الذكورية من أمر ونهي وطلبات !!!!
ماذا حدث للرجال ؟وأي لعنة أصابت عقولهم حين تخلوا عن رجولتهم وتركوا زمام أمور حياتهم في يد الزوجة ونسوا تماما أن تخليهم بإرادتهم عن أدوارهم في الأسرة وفي حياة الأبناء وتحول المرأة إلى رجل الأسرة فجأة تجعل الرجل بلا فائدة ولن يمثل أي شئ في حياة أبنائه ولن يملك إتخاذ أي قرار خاص بهم حتى وإن حاول أن يلزم أبناءه بأي أمر فلن يفلح في ذلك لأنهم أدركوا أن الأم هي من تدير كل شئ في الأسرة بسب اتكالية الأب وعدم القدرة على تحمل المسئولية
وسوف يكتشف الرجل متأخرا فداحة ماارتكبه من جرم في حق نفسه وأبنائه وزوجته حين يجد نفسه مهمشا لادور له في حياتهم وقد فقد نفوذه حين تمادى بلا مبالاة وترك كل المسؤوليات على عاتق الزوجة بسب ضعف شخصيته أو تراخيه أمام زوجته التي ترغب في الإمساك بأمور البيت والأسرة متجاهلا تماما مفهوم الحقوق الشرعية وقوامة الرجل التي حددها الدين والمألوف من أفكار في المجتمع فالرجال قوامون على النساء بما أنفقوا فأين ذلك ؟
ولن اخفيكم سرا من تجارب شاهدتها بنفسي بل وعشت مع أصحابها أن محطة تخلي الرجل عن مسئولياته تجاه الأسرة نتائجها خطيرة ودائما تؤدي إلى المشاحنات اليومية بين الزوج والزوجة وتجعل التوتر والانفعال يسود بين أفراد الأسرة وفي أحيان كثيرة ينتهي الأمر بالطلاق.
ولقد رأيت محاولات من نساء في هذه المحطة لإعادة الرجل إلى تحمل مسئوليته تجاه أسرته وزوجته بالتدريج وبهدوء ولكنهن فشلن فشلا ذريعا فقد تعود الرجل على حياة اللا مسئولية وركن إلى الراحة
واستغربت كثيرا من موقف هؤلاء الازواج والرجال الذين فقدوا إحساسهم بالمسئولية تجاه أسرهم مبررين ذلك بانشغالهم في العمل أو السفر وكثرة الأعباء
ورأيت بعضهم يكتفون بالجلوس على المقاهي مع أصدقائهم وقضاء الأوقات في الترفيه فقد فقدوا معنى الرجولة حين تركوا الزوجة تقوم بدورهم وهم أحياء يرزقون بلا غيرة وبلا مبالاة
والمدهش في الأمر أن هذا النوع من الرجال الذي تخلى عن دوره الشرعي كأب وزوج لايدرك كيف تهتز صورته أمام أبنائه خاصة حين تقوم الزوجة بتوبيخه أمامهم فتتأثر مكانته لديهم ممايؤثرفي نفسية الأبناء خاصة وأن الأمر مرتبط بالأب فيزداد الأمر سوءا نظرا لما يمثله الأب من قوامة وسلطة ذكورية لها اعتبارها في المجتمع الشرقي فتسقط صورة الأب وتهتز مكانته وينتج عن ذلك تشويه لفكرة الأب ومكانته في الأسرة والمجتمع٠
وأقول لكل رجل شرقي لاتتخلى عن مكانتك وقوامتك التي حددها لك الدين والمجتمع وإن عودتك لدورك المنوط بك في الأسرة هو حصن الأمان لك ولأبنائك فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن عدم مشاركة الأب في تربية الأبناء وفي مهام الأسرة وتخليه عن دوره في الاهتمام بزوجته هو سبب مباشر وحتمي لحدوث خلل نفسي عند الأم والأبناء وضياع الأسرة
وأقول لكل زوجة تقوم بدور الرجل مكرهة أو بإرادتها حافظي على انوثتك ولاتفقديها بقيامك بواجبات الرجال فقد أظهرت دراسة حديثة أن معظم النساء اللاتي يقمن بدور الرجال حتى وإن كرهن ذلك يسهمن في رفع معدلات هرمون(التستسترون الذكوري) لديهن مما يؤدي إلى اكتسابهن بعض صفات الرجولة في التعامل والتخلي عن صفات الأنوثة ومتى تنازل أحد الطرفين عن دوره فهذا ينذر بانهيار الأسرة والمجتمع
22/8/2019