كتب/خطاب معوض خطاب
عادت أمينة المفتي إلى فيينا مرة أخرى لاستكمال تعليمها العالي، وذلك لأن تخصصها كان نادرا ولا وجود له في جامعة الأردن ولا في أي من الدول العربية، ولهذا كان سفرها إلى فيينا هو الحل الوحيد أمامها لتكمل دراستها العليا، وبالتالي تنطلق مرة أخرى في عالمها الجديد الذي اعتادته بل وأدمنته ولن تستطيع تركه أبدا.
وهكذا عادت أمينة المفتي إلى صديقتها اليهودية سارة بيراد التي دعتها للإقامة عندهم عدة أيام لتتعرف على أسرتها، وهناك، وفي منزل عائلة صديقتها بدأت أمينة المفتي توثق علاقتها بشقيق صديقتها موشيه بيراد الطيار الحربي بسلاح الجو النمساوي ومع الوقت ازداد إعجابها به، بل نستطيع القول إنه وقعت في غرامه.
وبدأ موشيه وأمينة يخرجان معا في نزهات خلوية في غابات النمسا، وفي إحدى نزهاتهما الخلوية انفرد بها موشيه بيراد في سيارته، وبينما هي بين أحضانه أفقدها عذريتها، وبينما فوجئ هو بل وأصيب بالدهشة، واعتذر لها قائلا إنه لم يكن يعلم أنها عذراء، لأنه حسب وصفه لم يتوقع أن تظل فتاة تعيش في أوروبا عذراء وسنها 25 عاما، وبينما هو على هذه الحال إذ بها هي تضمه إليها وتذوب بين أحضانه وتطلب منه ألا يشغل باله بهذا الأمر الذي لم يعد يشغلها حاليا.
وهكذا تعلقت أمينة المفتي بفتاها موشيه بيراد الذي امتلك عليها حياتها، وذلك بعدما أصبح هو أول رجل يقتحم أسوار أنوثتها، بل وأصبحت أسيرة له وتتمنى لقاءه يوميا، وابتعدت عن شقيقته نهائيا بل احتقرت ما كانت تفعله مع الفتيات من قبل، وأصبحت تقول: “نحن ما خلقنا إلا للرجال”.
ومن بعدها تركت مسكنها وأصبحت تعيش في مسكن مشترك برفقة فتاها موشيه بيراد والذي أصبح كل حياتها، وظلت هكذا حتى حصلت على شهادة الماجستير، وفرحت كثيرا بفتاها وبشهادتها، ولكنها عندما تقدمت برسالتها العلمية التي كتبتها دون اهتمام كامل وعلى عجل لنيل شهادة الدكتوراة، رفضتها لجنة المناقشة لضعف أوراقها ووصفوها بأنها غير جديرة بالمناقشة.
وحينها أصيبت أمينة المفتي بالحيرة والفكر الشديد، وذلك لأن استكمال دراستها العليا هو السبيل الوحيد لاستمرار بقائها مع حبيبها في فيينا، ولو عادت مرة أخرى إلى بلادها فلن تصبر على فراق حبيبها موشيه بيراد الذي امتلك كيانها وأصبح هو كل حياتها، فحسبما كتبت في مذكراتها قالت أمينة المفتي عن حبيبها موشيه بيراد: “لم أهتم بكونه يهوديا وأنا المسلمة، فقد أصبح نهر اللذاذات هو ديني الجديد، وصار موشيه هو وطني وأهلي”.
إذاً كيف تتصرف أمينة المفتي في هذه المشكلة التي لم تجد لها حلا، كان هذا هو شاغلها الوحيد، وعندما رأى موشيه بيراد حيرتها وما هي فيه هون عليها الأمر وقال لها إن الحل هين جدا، ودعاها إلى ترك الأمر له وأن تعتمد عليه وسترى بنفسها كيف سيحل لها هذه المشكلة التي أرقتها.
وبالفعل وبعد أيام قلائل دخل عليها حبيبها موشيه بيراد وهو يحمل بين يديه شهادة دكتوراه موثقة من الجامعة التي رفضت رسالتها من قبل، ومن يراها لدقتها الشديدة لا يستطيع أن يقول إنها غير أصلية، وحينما تساءلت أمينة عن كيفية حصوله عليها قال لها إنه حصل عليها بطريقته الخاصة، لو ولن يكتشف أحد أبدا مهما كان أنها مزورة.
وهكذا عادت أمينة المفتي إلى بلادها في سبتمبر سنة 1966 وهي تحمل بين يديها شهادة الدكتوراه التي جلبها لها حبيبها موشيه بيراد، وفرح بها أهلها كثيرا وأقاموا لها الكثير من الإحتفالات التي تليق بابنتهم التي حصلت على شهادة الدكتوراه.
ولكن هل يستقيم الحال لأمينة المفتي في الأردن؟ وماذا يحدث لها بعد ذلك؟ وهل تترك حبيبها موشيه بيراد وتتزوج من ابن عمها، هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة فانتظرونا.