قصة قصيرة بعنوان(الاميرة النائمة)
دعاء محمد تكتب
قالوا الصندوق أمناً بما يحويه وقالوا انك في الصندوق
ولكنك لم تكن أمن!
وثقت بك يا الله .فأعطني جائزة صبري
علي حب تمنيته مراراً
علي عشقاً يصب علي قلبي صباً
علي شفاه عذراء تمنت قُبلة تُحييها
عل جسد تمني حضن يضمه ضماً حتي تتكسر عظامه من حنان الضامم
فهل هذا هو الحلال الذي تنتظره أميرتي الفاتنة حتي تعيش به كل أحلام مراهقتها وأُمنيات شبابها لما رأت زوجين محبين ولما شعرت بالوحدة تنخر في عظام روحها
واين تجد الونيس من يُأنس روحها ويجعلها دافئة ومحبة كالزرعة التي يرعاها فلاح مُجد.
فأين أنت يا فلاحي العزيز ؟
لقد بحثت عنك في أروقة البلاد والطرقات وكل مكان تخيلتك به ولم أجدك!…
هنا تبكي أميرتي النائمة وكأنها غفت فقط لتهرب من واقعها .
ثم وياللسخرية تجد واقعها تجسد في خيالها لينتج حلم ميلودراما .
حلم لم تنتجه السينما بعد.
تجلس أميرتي وحيدة تتذكر جل أحديثهم وسمرهم وهي تضحك وتبكي في اناً واحد.
تضحك للذكرة التي لمست شغاف روحها وتبكي لخسارتها صاحب الذكرة
فهو رجلها وجل ما تمنت يوما ورأت حبيب يُعامل حبيبته ,قد فعله لها.
فأضحي مجنونها كمجنون ليلي
فأحضر لها الورود والشكولا والايس كريم ومعشوقها الابدي غزل البنات بالحجم الاكبر دائما صباحاً ومسائاً عادة تعود عليها حتي أدمنتها منه.
فيحضر لها طلاء اظافر باللوان التي تحبه ويقوم بوضعه بنفسه لها كأبنته المدللة .
والشنطة الاخرة خلفه تحوي فستان من نفس اللون لتتنانق وتسعد كطفلة ليلة العيد.
وحينما تشتد حماسة سهرتهم معاً يقومون بتخريب المطبخ سوياً حتي يصنعوا وجبة تصلح للطعام يتخللها الكثير والكثير من الضحك والاحضان والقبلات المتبادلة.
فليس بينهم شجار كممن يتداوله اصدقائهم عن حرية رجل ومرأة في علاقة زوجية .
فكل شجاراتهم طفولية المذاق بنكهة المزاح والضحك المستمر حتي ينتهي الشجار بشدها له ليقع في أحضانها عنوة .
وينتهي يومها بتوسدها لصدره كوسادتها المفضله لها .ولانفاس صدره كسيمفونية عشق ترددها بابتهال حتي تطمئن روحها لشريكها وشريك فراشها .
ومعاملتها كالاميرة دائما وابداً ليجعل قلبها يغرد فقط حينما تسمع صوته.
وجلستهم المفضله هي في حضنه ترتوي من جفاف عاشته عمراً قبل أن تلتقيه .
ليروي كل حقل فارغ من روحه داخل روحها.
ومزحتهم الدائمة لتعوض قُبلتها الاولي .
وهو يُعوضها بكل ضمير!ضاحك مبتسم
فهي أبنته الاولي و صديقته وأخته الوحيدة وزوجته حتي بعد الممات.
فهي بالنسبة له كل مؤنث تمثل بها.
لكن استوب…
وعودة الي الوعي .
بدلاً من هزر العقل الباطن لامنيات يصول ويجول لتحقيقها بالحلم .
طالما لم تتحقق منذ سنين في واقع اميرتي
وكأن بقصتها زوجة الأب الشريرة كسندريلا
وحينما تذهب للحفل عليها العودة قبل الساعة الثانية عشر حتي لايذهب السحر وحتي لاتُعاقب
هذه هي الاميرة النائمة علي هذا السرير .وقد فاتها قطر الزواج.فلتبكي بدل الدموع دماً علي إحساس الفقد بكل ما تحويه الكلمة من معني.
الطلاق والعنوسة والعزوبية أيهما أشد أثراً في مجتمع عربي شرقي فكر فقط في عادات وتقاليد!
ولكن أميرتي مصيرها أشد بؤساً فكلهم أشرار من حولها وهي من وقع عليه التضحية بذاتها
كعذراء تزف . كعروس للنيل ثم يُرمي بها في مياهه لتموت غرقاً .في سبيل لحياة كلها رخاء لشعبها من بعدها!
فليحا الشعب ويحيا النيل وهي المُضحي دائما!
فهي لهذا خُلقت واضحت معجونة بالتضحية شأت أم أبت!
وهو مذكرها السالم الذي يستقبل التضحية بكل أنفة وتكبر وكأنه يُمن عليها كونها مُضحية في سبيل سعادته الاسيرة!
وكعذراء جبال الانديز .لتمحوا أثام شعبها يجب أن يُلقوا بها من أعلي قمة الجبل . أو يتركوها هناك لتموت وحدها بسلام في أحضان الجبل . ولتكن في حياة أُخري قديسة يعبدونها!
فهاهي بطلتي تعاود الوقوف علي قدميها بعد كل حدث يمر بها .فيدمر بها روحها الشفافة التواقه للحرية وللمجد
فتحاول حتي صنع خيال لتحيا به الحياة التي تريد.بدلاً من أن تفقد عقلها من كثرة ما حدث لها من مصائب
هتتخيل الزوج المحب الذي تمنته دوماً كي يكمل ثقوب حياتها وينشلها من وحدة تضيع بها روحها وتخرج من معركتها خاسرة وناقصه جزء من روحها تفقده كل يوم تباعاً
فهي الان تتمني ان يمن الله عليها بالحصول علي نصفها الاخر حتي تكتمل دورة حياتها بدل من دور الكومبارس الذي تحياه منذ الازل
فها هي فتاتي المفضلة تقبع فعلياً داخل واقعها المرير كمسجون حكم عليه بالسجن مدي الحياة وليس له حق النقض او الدفاع لهيئة البشر
وهم من هم !
هم أسواء من عاشرت في البشرية!
أُناس يسلبوا حق الانثي وشرفها ومالها وكرامتها
ولم يكتفوا بعد …
بل يقبعوا علي مرائي منها ليخططوا
هل من مزيد لنزيقه لها
من مر لامر
حتي تلفظ اخر أنفاسها!
وتظل أميرتي نائمة إلي الابد…