بقلم دكتورة زينب زكى
نهرنى وكأن لم ينهرنى من قبل .. وقرر أن أترك قاعة المحاضرات دون سابق إنذار أو حدوث أى شيء خطأ مني .. انهمرت بالبكاء لشعورى بالقهر والظلم البين وإحراجى أمام زملائى .. ثم استدار إلي .. قائلا انتظرنى بالخارج وإلا سترى ..
كادت الصدمة تطيح بعقلي .. ماذا فعلت لكل هذا الظلم ؟ ..
استسلمت للأمر الواقع .. وأخذت أشاهد من بعيد ما يحدث بداخل القاعة .. ووجدته يستفيض فى شرح القانون وأهميته وتحقيق العدالة والواجب تجاه نيل الحقوق والدفاع عنها ..
ثم كانت المفاجأة .. قام الاستاذ بسؤال الطلاب .. هل أنا ظالم ؟ فنكسوا رؤؤسهم ولم يتفوه أحد بكلمة واحدة .. فكرر السؤال ولكن بشكل آخر .. هل أنا ظالم عندما طردت زميلكم من القاعة بدون أسباب واضحة ؟ فكان الصمت حليفهم .. فإستطرد قائلا .. كيف تدرسون القانون والحقوق وتنكسوا رؤوسكم عند مطالبتكم بقول الحق !! هيا إنهضوا وأجيبوا بصراحة عن سؤالى بدون خوف أو إحراج .. هل أنا ظلمت زميلكم ؟؟ فقالوا جميعا نعم ..
فقال لهم ولم تصمتون على الظلم وأنتم متأكدون من هوية الجانى والمجنى عليه .. فالساكت عن الحق شيطان اخرس..
دعونى أعلمكم درس اليوم ..
لا تساعد الظالم على ظلمه .. ولا تترك المظلوم حتى ينال حقه .. ثم إستدار ونادانى واعتذر لى وقبل رأسه قائلا كنت فقط استخدم الموقف لشرح الدرس فكنت خير نموذج ساعدنى لتحقيق هدفى
هكذا الحياة .. مليئة بالظالمين والمظلومين .. ولكن .. كلما سنحت لك الفرصة لردع الظالم ونصرة المظلوم كلما أثابك الله خير الجزاء
ماما زوزو