نادية لطفي: عندما يكون للفن رسالة سامية وشعلة امل ونضال وقت الحروب والأزمات ” كانت جندي علي الجبهة في حرب اكتوبر والقشة التي قسمت ظهر شارون”
تقرير : كريم الخطيري
لم تكن الفنانة الجميلة نادية لطفي، إحدى نجمات الصف الأول في السينما فقط، ولم تكن الفتاة التي يتسابق عليها المخرجون لإعطائها ادوار الحب و الرومانسية قط فهى أيضا صاحبة مواقف سياسية واضحة فى كل القضايا العربية
فنانة جميلة تنازلت عن نظارتها السوداء وقت الشدة والأزمات، واشتهرت بمواقفها البطولية التي أوضحت من خلالها ان الفنان قادرا علي ان يحارب ويكون جندي مقاتل بمواقفه ورأيه ووقوفه بجانب بلاده وقت الحرب
فالجميلة الرقيقة اكتسبت كثيرا من صفات الجنود حين كانت تنظم زيارات خلال حرب الاستنزاف جمعت فيها الفنانين والأدباء ومنهم فطين عبد الوهاب وفؤاد المهندس وجورج سيدهم، ونجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس، وتعلمت كيف تروض الألم حين جمعت شهادات الأبطال المصابين فى حرب أكتوبر خلال فيلم «جيوش الشمس» مع المخرج شادى عبد السلام، وهو فيلم تسجيلى يحتوى على مشاهد حقيقية من أحداث حرب أكتوبر 1973، وسجلت خلاله النجمة المناضلة شهادات الجنود المصابين والجرحى عن الحرب داخل مستشفى قصر العينى.
نضالها المصري في 56 و 73
استغلت إحدي ممارساتها القديمة في التصوير فسجلت 40 ساعة تصوير في القري والنجوع المصرية لتجمع شهادات الأسري في حربي 1956 و1967 حول الجرائم الإسرائيلية، ولم يقتصر فنها فقط علي التمثيل فبالرغم من تقديمها 70 فيلم علي مدار 30 عامًا مختتمة أعمالها بـ الأب الشرعي عام 1988، إلا انها حاولت في مجال الانتاج وأنتجت فيلم تسجيلي باسم دير سانت كاترين، في السبعينات، وأنفقت عليه مايقرب من 36 الف جنيه مصري وأصابها الإحباط عندما عرض التليفزيون المصري شرائه بألف جنيه فقط.
كانت الفنانة الكبيرة نادية لطفى ضمن فريق المتطوعات فى أعمال التمريض بمستشفى المعادى العسكرى خلال حرب أكتوبر 73، حتى أنها شاركت فى أعمال التنظيف، ومسح أرضية المستشفى التى كانت تمرض الجرحى بها.
القضية الفلسطينه
اعتادت نادية لطفى أن تهزم الخوففي عام 1982 قررت نادية اختراق الحصار الاسرائيلي لمدينة بيروت ولقوات المقاومة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات، وصورت بكاميرتها ما حدث في الحصار ونقلته عنها القنوات العالمية، ووصفوا كاميرتها بأنها مدفعا وجهته إلى صدر “شارون”.
وقضت أسبوعين في صفوف المقاومة الفلسطينية، أثناء الاجتياح الاسرائيلي لبيروت وطاردها الموت في كل لحظة، ولازالت تحتفظ في مكتبتها الخاصة بـ 25 شريط فيديو لوقائع حقيقية عاشتها بنفسها وتنفست فيها الحصار الإسرائيلي للمقاومة الفلسطينية.
وبسبب مواقفها قال عنها الشاعر الفلسطينى عز الدين المناصرة: كانت نادية لطفى امرأة شجاعة عندما زارتنا خلال حصار بيروت عام 1982، وبقيت طيلة الحصار حتى خرجت معنا فى سفينة شمس المتوسط اليونانية إلى ميناء طرطوس السورى.
انتصار أكتوبر
قالت عن انتصارات حرب أكتوبر المجيدة: أصبت بانهيار عصبى وهبوط فور سماعى خبر عبور قواتنا المسلحة خط برليف وتحقيق النصر، لأنى لم أصدق وقتها أننا انتصرنا.
تكريمها من الرئيس الفلسطيني
زارت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أثناء فترة الحصار الصهيوني، وكرمها الزعيم الراحل، والذى جاء بنفسه إلى منزلها، وأهداها شاله، تقديرا لمواقفها العروبية.