بقلم الدكتور: محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
الحب : ح ب
حرفان لا ثالث لهما
علاقة بين اثنين
وقد تزيد بما يزيد بالحب الفريد
الحب معجزة الله الخالدة على جدار الإنسانية
الحب يتجاوز السدود والحدود والبلاد والعباد واللغات والعادات
الحب مفرد لا يُثنى ولا يُجمع
الحب جوهر لايتحد مع غيره مثل الماس والذهب
الحب فريد وحيد يلمع بدفء المشاعر كل يوم بالجديد
الحب أسطورة لا تنتهي
أبجدية من أعرق المشاعر
سفر من أسفار الروح حيث الخروج خارج المجرة أو النفاذ داخل الذّرة
التاريخ الإنساني يرفل بقصص الحب التي مازالت تتنفس الصعداء في رئة الإبداع الإنساني .
لولا الحب ما كان الخلق
لقد خلقنا الله للحب
نحبه ويحبنا ونحب بعضنا البعض
إذا انتشر الحب غُلقت أبواب المحاكم
الحب هو العصا السحرية التي جعلت السحرة يؤمنون بمعجزة موسى
أحبكم جميعاً دون استثناء
إذا ملأ نور الله قلباً لن يترك فيه مكاناً للكراهية والحقد والغل والحسد
أحب أعدائي الذين يعطونني حسناتهم مجاناً, أو يحملون عني أوزاري
وأحب أحبابي لأني أتمنى لهم كل ما أتمناه لنفسي
بوصلة الحب اليوم تتوقف عند تلك الشخصية
((هيلين كيلير))
هي في حد نفسها معجزة بكل المعايير والمقاييس
صاحبة القلم الماسي الذي يخط يراعاً وإبداعاً
أمريكية الجنسية
وُلِدت في مدينة توسكومبيا في 27 يونيو 1880
وتوفيت في 1 يونيو 1968
هي بوصلة للحب بلا منازع
تذكرتها فقررت أن أقيم لها حفلاً بعد أن تجاهلتها المحافل الدولية في غبار الأحداث .
تقول الموسوعات العلمية عنها مايلي :
(( أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية، وقد عانت هيلين كيلر من المرض فى سن اثنى عشر شهراً وافترض أطباء الأطفال بأنها مصابة بالحمى القرمزية والتى تصنف بمرض التهاب الرأس مما أدى إلى فقدانها السمع والبصر تماماً. وفى تلك السنوات بدأت كيلر حياتها العلمية مع الأطفال المشابهين لحالتها . وعندما بلغت سن السابعة قرر والديها إيجاد معلم خاص لها . لذلك أرسل مدير مدرسة بيركنزا للمتفوقين الشابة المتخصصة(( ساليفان )).
حيث استطاعت ساليفان على الاقتراب من الفتاة والذى كان له دور كبير فى مجال التعليم الخاص .
بعد أن أنهت كيلر التعليم الثانوى التحقت كيلر بكلية رادكليف حيث حصلت على شهادة الليسانس . وقد عاشت كيلر بعد ذلك مع معلمتها ساليفان بشكل دائم حتى وفاتها .
وفى خلال سنوات التعليم انضمت كيلر إلى مدعمى الاشتراكية وفي عام 1905 انضمت كيلر إلى الحزب الاشتراكى . وقد أصبحت كيلر بعد ذلك ناشطة بارزة وامرأة خيرية .حيث كانت مدعومة من قبل التعليم والتنشئة الاجتماعية للأشخاص من ذوي الإعاقة وكانت شخصية بارزة ونشطة فى الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية . وفى عام 1934 مُنحت كيلر جائزة (( ليندون دجونسون )) وهو وسام الرئاسة للحرية .
ومنذ عام 1980 حيث يحتفل منذ ذلك العام بعيد ميلاد هيلين كيلر بمرسوم صدر من جيمس كارتر حينها . بالإضافة إلى ذلك فقد أصبحت كيلر فتاة ذو ثقافة شعبية حيث كانت شعبيتها من خلال مسرحيتها ” صانع المعجزات ” . ))
وُلِدت هيلين طفلة طبيعية بدون أي مشاكل أو إعاقة صحية .
عندما بلغت العام والنصف أصابها مرض خطير تم تصنيفه بأنه “التهاب بالرأس” . وكان حديث الأطباء حول ذلك المرض أنهم يعتقدون أنه فى واقع الأمر كانت الحمى القرمزية والحصبة الألمانية أو التهاب السحايا . وقد صرح وقتها طبيب الأطفال أن حياة الطفلة في خطر ولكن المفاجأة كانت أنها تعافت من المرض ولكن سعادة الأبوين لم تستمر كثيراً حيث بعد أن تعافت هيلين من المرض فقدت حاسة السمع والبصر وعلى الرغم من فقدان هيلين للسمع والبصر ولكن طفولتها كانت تحمل طابع البهجة وكانت الفتاة على علاقة وطيدة مع نظائرها من فاقدي السمع والبصر .
عندما كانت هيلين فى سن السادسة من عمرها، سمع والدها عن طبيب العيون البارز بالتيمور و الذي شارك فى العديد من أمراض العيون المعقدة ومع ذلك فقد ذهب كلير إلى بالتيمور. ولكن الطبيب يبدو عاجزاً عن علاج الفتاة . ولكنه نصح العائلة بأن يذهبوا إلى الطبيب الكسندر غراهام وفى المقابل دعت مديرة مدرسة المكفوفين عائلة هيلين بأن هناك معلمة تدعى سليفان وبالفعل فى شهر مارس عام 1886 جاءت استجابة ناجحة من هيلين مع المعلمة الجديدة سليفان. لذلك سليفان بعد الاستجابة الناجحة التى أجرتها مع هيلين وصلت إلى محل أقامة هيلين لتبدأ عملها معها بشكل دائم عام 1887
استمر عمل المعلمة سليفان مع هيلين لمدة 49 عام .
وقد مارست سليفان دراسة التاريخ واللغات الأجنبية وخاصة العلوم . وفى شهر مايو عام 1888 قامت بعمل زيارة لمدرسة بيركنز للمكفوفين حيث التقت كلير لأول مرة مع نظائرها المكفوفين .
في عام 1900 فازت هيلين بحق الإلتحاق في مؤسسات التعليم العالي .
قبيل إنهاء دراستها الجامعية أصدرت أول كتاب لها (( قصة حياتي ))
أنهت هيلين دراستها الجامعية عام 1904وكانت أول شخص من المكفوفين الصم الذين حصلوا على شهادة الليسانس .
من مؤلفاتها :
نشرت هيلن كيلر ثمانية عشر كتاباً، ومن أشهر مؤلفاتها: العالم الذي أعيش فيه، أغنية الجدار الحجري، الخروج من الظلام، الحب والسلام، وهيلين كيلر في اسكتلندا. وترجمت كتبها إلى خمسين لغة. ألفت هيلين كتاب “أضواء في ظلامي” وكتاب “قصة حياتي” في 23 فصلا و132صفحة في 1902، وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاماً .
من أقوالها المأثورة :
(( عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا” ))
ومما قالته أيضا :
(( الحياة إما مغامرة جريئة وإما لا شيء))
يلتقي عميد الأدب العربى دكتور طه حسين مع هيلين كيلر , من حيث حقبة الميلاد , لقد وُلِد عميد الأدب العربي في 15 نوفمبر 1889 وتوفي في 28 أكتوبر 1973 , ولكنه جانبه الحظ أنه كان يسمع ويتكلم .
تشترك الخطوط العامة للأديبة هيلين كيلر والدكتور طه حسين في الدعوة لقيم الحب والجمال والحرية والدعوة للعلم والفكر .
وفى عام 1952 قامت هيلين بجولة فى الشرق الأوسط ، حيث زارت مصر ولبنان وسوريا والأردن وإسرائيل ، وحرصت على لقاء العديد من كبار الشخصيات الثقافية والسياسية فى المنطقة، لكن كان شغفها لزيارة مصر كبيراً وخاصة لمقابلة الأديب العالمى الدكتور طه حسين الذى طالما حلمت بلقائه لأنه كان مثلها قهر الظلام وتحدى الإعاقة ونادى بمجانية التعليم وحقق مكانة أدبية عالمية واحتل بعلمه منصب وزارة المعارف وعمادة الأدب العربي ،ومدت “هيلين” أناملها إلى وجه “طه حسين” عندما التقته وراحت تتحسسه حتى تتعرف على صاحب هذه الملامح بنفسها، وتحفر ملامحه في خيالها, وكان لقاء العمالقة هيلين كيلر وطه حسين في بهو الحب , وكلاهما أنشودة حب للبشرية بلا عنصرية .
هيلين كيلر كفيفة ولكنها بصيرة , صماء ولكنها تصغي لكل حرف , بكماء ولكنها بليغة اللسان في الكلام والبيان والبرهان في الحب .
ألم أقل لكم إن الحب هو : بصر الكفيف وسمع الأصم ولسان الأبكم
زر الذهاب إلى الأعلى