كتبت / شيماء شوقي
سوء الظن بالآخرين مرض إجتماعي وأخلاقي وله أضرار نفسية ودينية يجب التخلص منها حتى يسود الحب والتواد والتراحم بين الناس ، قد نسييء إلى بعض البشر عن جهالة دون دليل واضح وملموس ، ، فإن ظنك للآخرين و هم لا يستحقون منك ذلك معصية كبيرة للمولى عزوجل ، فإن سائر ما في القلوب خفي لا يعلمه إلا الله ولا يحاسب عليه سواه سبحانه وتعالى
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)[الحجرات: 6]
سوء الظن والتربص بالآخرين تسبب في عدم تقبلنا لبعضنا
مما ادى إلى الخصومات والعداوات وتقطع صلة الارحام
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾
[سورة الحجرات]
لا تسمح لنفسك أن تكون فريسة سهلة لسوء الظن بالآخرين في اي وقت وحين لأنك ترتكب بذلك معصية وإثما كبيرا في حق نفسك وفي حق الآخرين
هناك اختلاف أن تاخذ حذرك او تحترس من الآخرين وبين سوء ظنك بهم ، الاحتراس واجب حتى نتجنب الكثير من المشاحنات والخلافات وحرصا على الاستمتاع بعلاقة إيجابية مع الآخرين على عكس سوء الظن بالآخرين فهو يؤدي إلى نتيجة سلبية وتتسبب في معظم الأوقات في فشل هذه العلاقة
كيف تتخلص من سوء الظن بالآخرين ؟
البعد عن البغضاء والأفكار السلبية حتى تتسع قلوبنا بالحب والتواد والتفاهم بيننا وبين الآخر
إترك أي أمر لا يعنيك و اشغل ذاتك من أجلها حتى لا نختلف فيما بيننا كثيرا”
البعد عن الغيبة والنميمة فليس كل البشر ترى بعضها بعين واحدة فكل منا له وجهة نظر في الآخر
التحلي بالصبر علي الٱخرين فكلنا محملين ومكبلين بالهموم والأعباء فيجب أن نلتمس لبعض الأعذار
لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا.
فسوء الظن بقعة سوداء تقع في القلب وتستقر به و يجب علينا تطهيرها أول بأول حتي يظل قلبك طاهرا نظيفا معلقا بالإيمان
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من بذل الجهد في مجاهدة مع النفس البشرية من أجل تهذيبها وتقويمها ، حيث أن جمال النفس الداخلي أبقى وأفضل من الجمال الخارجي فيجب ان نهتم بـ قلوبنا وأعماقنا من الداخل أولا حتى ينعكس ذلك ظاهريا ، فإن أحسنت إلى الناس أحسنت لنفسك وللناس.
اللهم نحسن ظننا في الناس ونحسن ظن الناس بنا ،
زر الذهاب إلى الأعلى