كتبت / غادة عبدالله
تتعرض واحدة بين كل 20 فتاة وامرأة لشكل من أشكال الختان، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، ويعني ذلك أن 200 مليون أنثى تعيش اليوم تعرضت لتغيير أو استئصال كل أعضائها التناسلية الخارجية أو بعض منها، حيث يعرف الختان بأنه… قطع أو استئصال أعضاء تناسلية خارجية للأنثى، وغالبا ما تنطوي عملية الختان على استئصال أو قطع الشفرين والبظر، وتصفها منظمة الصحة العالمية بأنها أي إجراء يجرح أعضاء الأنثى التناسلية لأسباب غير طبية.
وفي اليوم العالمي لعدم التسامح مطلقا مع ختان الإناث في السادس من فبراير/شباط، تنادي الأمم المتحدة بإنهاء ممارسة الختان، وعادة ما تخضع السيدات والفتيات للختان في مرحلة الطفولة، وأحيانا في مرحلة المهد والرضاعة، أو في وقت لاحق في مرحلة المراهقة، وتسبب عملية الختان مشاكل جسدية ونفسية غالبا ما يستمر تأثيرها على النساء لبقية حياتهن.
وفى مصر نعاني بشكل كبير من هذه المأساة ومع الكثير من محاولات الدولة غيرالناجحة بشأن تشكيل نقاش قوى وموحد في عجز الدولة عن إيقاف أو حتي خفض نسبة ختان الإناث بشكل ملموس، حيث تشير الإحصائيات الحالية إلى أن 92% من السيدات غير المتزوجات اللاتي تقع أعمارهن ما بين 14-49 عاماً قد خضعن لعمليات ختان. وفي الفترة ما بين 1994-2014 كانت نسبة الانخفاض الكلي لمعدل الانتشار أقل من 5% فقط بين السيدات غير المتزوجات. علاوة على ذلك، فإن هناك 58% من السيدات المصريات و50% من الرجال المصريين يدعمون الاستمرار في هذه الممارسة، (طبقاً لمسح السكان الصحي في مصر لعام 2014 ). بل وأكثر من هذا، ووفقًا لنتائج المسح النشء والشباب في مصر لعام 2014، فإن 70.7% من الشابات و68.6% من الشباب المشاركون في المسح ينوون ختان بناتهم في المستقبل.
كما أن الغالبية العظمي من الفتيات في مصر (75%) والواقع أعمارهن بين 9-12 عاماً خضعوا لعملية ختان، ونسبة 14% ممن أجريت لهن عملية الختان أجريت لهن هذه العملية قبل أن يتجاوزن السابعة من عمرهن. وأكثر من 70% من حالات الختان يقوم بها أفراد بالقطاع الطبي.
وقد جرم ختان الإناث في مصر قانونيا ودينيا منذ سنوات، فعلى المستوى القانوني، جرمت الحكومة المصرية عمليات ختان الإناث عام 2008، عقب قضية أثارت الرأي العام بعد وفاة طفلة بالمنيا لإجرائها عملية ختان في عام 2007، غير أن بعض المنتمين للتيار السلفي طالبوا بإلغاء القانون عام 2012 عقب صعود تيار الإسلام السياسي إلى السلطة واستحواذهم على نسبة كبيرة بمجلس الشعب، إلا أنهم لم يستطيعوا إلغاءه.
وفي عام 2007 أصدرت وزارة الصحة المصرية مرسومًا وزاريًا يحظر الجميع، بما في ذلك الكوادر الطبية، من إجراء عمليات ختان الإناث، في المستشفيات والعيادات الحكومية وغير الحكومية، على حد سواء.
ومن الناحية الدينية، فقد أصدر مفتي الجمهورية السابق، الشيخ علي جمعة في عام 2007، فتوى تدين ختان الإناث، كما صدر بيان عن المجلس الأعلى لمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، يوضح أن ختان الإناث لا أساس له في جوهر الشريعة الإسلامية أو أي من أحكامه الجزئية.
وفي نفس العام، أكد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، المتنيح، أن هذه العملية تعتبر مأساة كبيرة، حيث تتعرض 6 آلاف فتاة يوميا لهذه الممارسة الضارة التي ليست لها أي سند ديني في المسيحية ولا صحي ولا علمي.