كتبت / غادة عبدالله
المرأة هي جزء لا يتجزأ من الحياة، وهي المكمل لها ونصف المجتمع الذي ينجب ويربي النصف الآخر، وقد خصّ الله سبحانه وتعالى المرأة بمكانةٍ عظيمةٍ وجعل لها الكثير من الحقوق التي تضمن لها العيش الكريم، وقد أوصى بها أماً وأختاً وزوجةً، وكرمها مثلها مثل الرجل، ولم يجعلها أقل رتبة منه أو مرتبةً ثانية في الحياة، لذلك تقتضي العدالة الإلهية أن يكون للمرأة حقوقٌ مثلها مثل الرجل، كما عليه في المقابل واجبات تناسب طبيعتها العاطفية والنفسية والجسدية، ولم يكلفها الله سبحانه وتعالى فوق طاقتها. تُساهم المرأة اليوم في دفع عجلة التقدم والحضارة بشكل فاعل، بل إنها تقود الدول وتقود الانتصارات الكثيرة، فالكثير من النساء أصبحن ملكاتٍ لدول عظيمة، وقُدمن انتصارات كثيرة في الحروب، والكثير منه اليوم أصبحن وزيرات ومعلمات وطبيبات ومهندسات، فالمرأة أثبتت أنها قادرة على أن تقوم بجميع الأدوار في الحياة العملية، دون أن يؤثر هذا على دورها المعروف كأم تحمل وتلد وتربي.
وربما تكون قد سمعت أصدقاءك يتحدثون عن اليوم العالمي للمرأة، أو وسائل الإعلام تتناقل أخبارا عن هذا اليوم، لكن أي يوم يصادف اليوم العالمي للمرأة؟ وهل هو مناسبة للاحتفال أم للاحتجاج؟
حيث يحتفل اليوم في جميع أنحاء العالم باليوم العالمي للمرأة والذي يوافق كل عام الثامن من مارس، يأتي الاحتفال تقديراً لدور المرأة ومساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة، وقد بدأ الاحتفال بهذا اليوم بعد انعقاد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في 7 مارس 1945.
حيث جائت فكرة الأحتفال باليوم العالمي للمرأة عن طريق:
انبثق اليوم العالمي للمرأة عن حراك عمالي، لكنه ما لبث أن ثم أصبح حدثا سنويا اعترفت به الأمم المتحدة، ففي عام 1908، خرجت 15,000 امرأة في مسيرة احتجاجية بشوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات، وفي العام التالي، أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي أول يوم وطني للمرأة، واقترحت امرأة تدعى كلارا زيتكن جعل هذا اليوم ليس مجرد يوم وطني بل عالمي، وعرضت فكرتها عام 1910 في مؤتمر دولي للمرأة العاملة عقد في مدينة كوبنهاغن الدنماركية. وكان في ذاك المؤتمر 100 امرأة قدمن من 17 دولة، وكلهن وافقن على الاقتراح بالإجماع.
وقد احتفل باليوم العالمي لأول مرة عام 1911، في كل من النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا.
وجاءت ذكراه المئوية عام 2011 – لذا فنحن نحتفل هذا العام باليوم العالمي للمرأة رقم 109.
وأصبح الأمر رسميا عام 1975 عندما بدأت الأمم المتحدة بالاحتفال بهذا اليوم واختيار موضوع مختلف له لكل عام؛ وكان أول موضوع (عام 1976) يدور حول “الاحتفاء بالماضي، والتخطيط للمستقبل”.
وتركز احتفالية هذا العام على موضوع “العالم المتساوي هو عالم التمكين”، وهو دعوة للناس للعمل معا لخلق عالم متساوي جندريا.
وأصبح اليوم العالمي للمرأة موعدا للاحتفال بإنجازات المرأة في المجتمع وفي مجالات السياسة والاقتصاد، في حين أن جذوره السياسية تقوم على فكرة الإضرابات والاحتجاجات المنظمة لنشر الوعي حول استمرارية عدم المساواة بين الرجال والنساء.