…بقلم الاستاذة فتيحة بن كتيلة
رفقا بأنفسكن من تعب لا ترجى منه فائدة، حافظن على هدوئكن وأسركن بالتسيير الحسن والتدبير، فالمرأة الناجحة مدبرة حكيمة، ساترة للعيب، حافظة للغيب، تعين زوجها على مصاعب الحياة، ولا تكن هي والحياة
عونا عليه، تمد له يد العون، وترفق بحاله، وتقتصد في ماله، ولكن في السيدة خديجة مثال ونموذج يا حفيدات عائشة.
فلا تجعلن قدوتكن في الحياة فنانة أو ممثلة تعاني أضطرابا نفسيا وكبتا مرضيا حولته إلى نوع من أنواع السلوك العدواني المعادي للرجل، فجعلت عقدتها في الحياة الرجل والمجتمع مرددة شعارا عيش حياتك ولا يهمك،
لا يغرنكن ما يعرض في السوشل ميديا من صور للحلويات وملابس فاخرة، وموضات، وقصات وصبغات، وكأن المرأة خلقت دمية متنقلة بين صالونات التجميل، مسرفة مبذرة دون اعتبار لجمال الخلق والروح.
أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسد إنسان، قد تكلفين نفسك وأنت غير مقتدرة والله يعلم ضعفك، ومن شدة الرغبة في ممثالة صويحباتك وحتى لا تظهرين في موقف أقل منهن، تصل بك الأمور إلى تدمير استقرارك الأسري وتحطيم حصنك المنيع بسبب كثرة الطلبات والمستلرمات، بحجة رمضان والعيد، وكلها طلبات ما أتى لها بها من سلطان.
فرفقا بأزواجكن وآبائكن وأنفسكن، فالعيد ليس حلوى فاخرة تتبادلي صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، وليس العيد بملابس باهضة تقسم ظهر الزوج، العيد شعيرة دينية
ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، والتعظيم يكون لمقاصد شرعية بعيدا عن مظاهر الترف و الإسراف، والتعدد والعدد.
يكفيكي للعيد بيت نظيف معطر، ونوع حلوى بسيط ولذيذ ممزوج بسكر الحب، ومغلف بشيكولاتة الدفء الأسري، يقدم بحضن أبوي سيكون طعمه لذيذ، فلست مجبرة على أن تبدي كل فنون صنع الحلويات، علي حساب سعادتك الأسرية،
لا تقلبي المواجع على زوجك بمقارنته بغيره، والانتقاص منه بسبب فقره او ضيق حاله، فالعالم كله في أزمة والقادم قد يكون أسوء من انهيار للاقتصاد العالمي، فيا عزيزتي المرأة انت الضمة التي تضم الجراح وتنعش الظمآن، ولست كسرة تكسر قلب زوجها، ولا فتحة تفتح باب العيوب عند كل خلاف.
كون بسيطة قنوعة واثقة من نفسها، ساعية لرضى ربها، غير مبالية بنعيق الناعقات وصراخ الفارغات، في ثوب الناصحات، لا يغرنك زخرف القول والشكل والمظهر المتبدل كشكل الحرباء، بدعوى الرقى والتمدن.
فوالله ما وجدت أرقى من الرقى مع الله والتذلل له، والخضوع في رحاب الله.
بقلم الأستاذة فتيحة بن كتيلة