بقلم: لميا بانوها
مثل هذا اليوم من ٨٥سنة والساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة من مساء هذا اليوم عام ١٩٣٤ بدأ إرسال الإذاعة المصرية بصوت المذيع الشهير /أحمد سالم
مفتتحاً الإذاعه المصرية قائلاً ” هنا القاهرة.. سيداتي وسادتي أولى سهرات الإذاعة المصرية في أول يوم تحييها الآنسة/ أُم كلثوم”.
إرتبطت آذان العديد من الأجيال بالإذاعة المصرية على مدار سنوات طويلة
وكان لبرامجها ارتباط وثيق بالحياة المصرية اليومية، واستطاعت الإذاعة
الحفاظ على أجيالٍ ناشئو وشباب بحفاظها على الذوق العام وعدم الخروج
عن نسق الطابع الشرقي للمواطن من خلال برامجها وكافة الأعمال المُقدَمة.
وخاصةً حفلات السيدة/أُم كُلثوم والتي كانت تذاع يوم الخميس من كل شهر،
الذي كان يُقدمه الإذاعي الشهير/جلال معوض، حيث كان يقوم بوصف الحشد الهائل من الجمهور ويُخبر المُستمع بالوصلات التي ستُغنيها كوكب الشرق
وإن كانت ستُغني أغنية جديدة أم لا، ثم يصف فستان سيدة الغناء العربي
ولونه وكيف أنها تقف من جلستها لتحية الحضور، مُحاولاً بهذا الوصف رسم
صورة في مُخيلة المستمع .
وبرامج أخرى تربى عليها أجيال مثل برنامج أبله فضيلة ومدى أهمية كل حدوتة والعِبرة والنصيحة التي تنقلها لكل طفل من خلالها، ثم برنامج “ربات البيوت” مما كان لهذه البرامج من دور مجتمعي وثقافي هام قد أثر في نفوس المستمع .
فقد لعبت الإذاعة المصرية دوراً كبيرا طوال تاريخها وهاماً في مجالات عديدة
ولَم يستطع أحد أن يأخذ عليها ما تم أخذه على التليفزيون من سلبيات وأخطاء
واضحة لا يصح بثها للمشاهد.
وأخيراً أكبر خطأ في حق أبنائنا أننا لم نعودهم على الإستماع للإذاعة فهى المُحرك الرئيسي لخيالهم وملكات الإبداع لديهم، فمازالت للإذاعة المصرية سحرها وعُشاقها بما تقدمه من برامج هادفة وموسيقى راقية.
كل عام والإذاعة المصرية بخير ورُقي….
عيد ميلاد الإذاعة المصرية