محمود هلهل
في حديثٍ مع صحيفة سحر الحياة قال محفوض :
تطوعت في قوى الأمن الداخلي عام 2006 و مع بداية 2011 واثناء قيامنا بمهمة مداهمة لبعض الإرهابيين تعرضت لإصابة أدت لكسر في الأضلاع وتفتت في الفقرة القطنية الأولى سببت تهتك في النخاع الشوكي نتج عنها شلل سفلي كامل حسي حركي و بدأت رحلة العلاج في مشافي دمشق لأكثر من عام تم نقلي إلى محافظتي طرطوس فاستأجرت منزل بالقرب من المدينة لمتابعة العلاج على امل التحسن.
و بعد مرور ثلاث سنوات وصلت لمرحلة من اليأس بسبب الوضع الجديد و مررت بأزمة نفسية وقتها ، لكن بعد مدة من الزمن وصراع داخلي مع نفسي اتخذت قرارا بالتعايش مع الحالة الجديدة إيماناً باستمرارية الحياة
فقررت الإنطلاق من جديد،كانت البداية مع المطالعة والقراءة لتوجيه التفكير عن وضعي كما بدأت أتعلم العزف على العود بسبب حبي له.
و قررت الخروج لزيارة أصدقائي من جرحى الجيش و بعضهم في وضع أصعب مني .
و أردف :
مواجهة المجتمع و الناس تحدي كبير وصعب في حالتي هذه لكن تابعت ثم عملت في مبيع الإكسسوارات و المكياج ثم عملت في صيانة أجهزة الهواتف النقالة، و بالرغم من وجود تحديات كثيرة لكن مع التصميم تغلبت عليها.
لقد كانت فترة حساسة جداً و أمام اختبار كبير هو قدرتي على التعامل مع الناس ، و استطعت أن أخلق طريقة تعامل جديدة بيني وبينهم بعيدة عن نظرة الشفقة والعطف والعجز .
الإنطلاق مع الجمعيات التطوعية :
اتصل بي أحد الأصدقاء وعرض علي التطوع ضمن جمعية فضا للتنمية المجتمعية، كانت المرحلة المفصلية في حياتي
تطوعت بالجمعية واتبعت برنامج تنمية مهارات أنا ومجموعة أشخاص أيضا لديهم إصابات و شباب جامعيين
شكلنا فريق ضمن الجمعية وبدأنا العمل لخلق تغيير إيجابي في المجتمع
اتبعت العديد من الدورات والورشات التي أضفت لشخصيتي العديد من المهارات والتفكير المختلف
بعدها قررت متابعة التعليم وسجلت في جامعة طرطوس التعليم المفتوح كلية الاقتصاد أيضاً تجربة جديدة ومكان جديد والهدف الدمج مع المجتمع بكافة المجالات
بعدها عملت لمدة سنة مع منظمة قرى الأطفال ( اس أو اس) ايضا كانت تجربة جميلة
و دعيت لعدة ورشات في بيروت أيضاً كانت تحدي كبير بالنسبة لي وكانت النتيجة رائعة.
العمل المسرحي و فريق قادرون
تابع عاطف حديثه وقال : اتجهت للعمل المسرحي والإخراج والكتابة وأنجزت ضمن الفريق العديد من الفعاليات التي تضمنت فقرات عديدة منها الباليه مع المدربة ميراي عيسى التي كانت قد أسست فريقها الباليه في الشيخ سعد و المسرحيات الهادفة والتي تحمل رسائل موجهة بهدف تعزيز قيم السلام والمحبة والانسانية .
عمل فريق قادرون :
تأسس الفريق في جمعية فضا للتنمية المجتمعية في طرطوس حيث ضم الفريق مجموعة من الشباب الجامعيين المهتمين بالعمل المجتمعي وعدد من الجرحى بهدف تحقيق الدمج المتبادل بين الجريح والمجتمع وبناء القدرات ولترسيخ فكرة العمل المجتمعي من أجل احداث تغييرات ايجابية في المجتمع.
أطلق الفريق عدة مبادرات بعد دراسة واقع البيئة المحيطة وتحليل السياق.
من المبادرات تحليل واقع مديرية الصحة والمراكز التابعة لها كونها أكثر جهة يحتاجها ذوي الاحتياجات بهدف سهولة الوصول وتأمين كافة المستلزمات
تم تهيئة مكان للكراسي المتحركة في مديرية الصحة و إنشاء عدة أمكنة أخرى لذوي الإحتياجات الخاصة منها مركز الشيخ سعد الصحي ومركز الرادار الصحي .
بعدها تم إنشاء مكان في مدرسة غياث أحمد كون وجود طالبة من ذوي الإعاقة والذي وفر لها سهولة وصول ومتابعة دراستها.
المبادرة الثانية كانت كتابة رسائل سلام على جدران المدارس والأماكن العامة.
المبادرة الثالثة كانت إعادة التدوير.
بعدها اتجه الفريق كمبادرة فردية ممثلا بالجريح عاطف محفوض والجريح مرهف منصور والجريح علي الأحمد للعمل الإنساني تمثل بمتابعة حالات الجرحى و إنشاء قاعدة بيانات من أجل استخلاص مشاريع تخدم كافة الجرحى باستخدام قدراتهم ولتحقيق الدمج في المجتمع.
كما تم تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهذه الشريحة بالإضافة للدعم المادي بالامكانيات الفردية الشخصية البسيطة
الهدف من هذا العمل وقوف الجريح بجانب الجريح بكافة الإمكانيات لأنهم إخوة الجراح.
كما تم إجراء عدة عمليات جراحية للأطفال .
وتم دراسة إنشاء مشروع استثماري و القائمين عليه جرحى وذوي إعاقة بهدف خلق حالة دمج مجتمعي بين الجريح والمجتمع وخلق فرص عمل وإشراك هذه الفئة في الحياة من جديد لنثبت للعالم أن إرادة الحياة أقوى من اي شيء. رغم صعوبات إيجاد جهة تتبنى هذا الموضوع الإنساني .
بعدها اتجه الفريق للعمل الثقافي مع فئة الأطفال كون هذه الشريحة هي مستقبل البلد والهدف من هذه الأعمال الثقافية ترسيخ قيم المحبة والسلام والتسامح في نفوس هؤلاء الأطفال و إيصال هذه الرسائل للمجتمع عن طريقهم.
