في زمن ليس ببعيد قد تكون عشر سنوات مضت اقتصر لعب الأطفال وخاصة في لعبة كرة القدم علي الأندية لمن يستطيع إليها سبيلاً ، أو اللعب في الشارع أو الحارة أو إن كنت من أحد سكان ريفنا العظيم فاللعب في تلك القطعة من الأرض البور أو أمام مسجد البلدة كما كنت أنا ورفاقي ، ومع ظهور ذلك الإختراع الذي طور الرياضة نسبياً والذي يطلق عليه ملاعب النجيل الصناعي ، بدأت نسبة ممارسة الرياضة بانتظام أو علي الأقل في مكان ملائم لتلك الممارسة في الزيادة والتي قد تصل إلي أضعاف ، وهنا بدأت تتبلور فكرة الأكاديميات الرياضية وتدريب الأطفال ( البراعم والناشئين ) علي يد مدربين إن صح هذا اللقب في ملاعب أو صح هذا الوصف وسنعرف لاحقاً لما نقول ( إن صح ) وأصبحت الآن أري في كل مدينة بل في كل قرية أكاديمية وأكثر ومع انتشار تلك الأكاديميات؛ تجعلنا نقع نحن أولياء الأمور في حيرة ويصبح لدينا مخزون كبير من الأسئلة والتي تحتاج إلي إجابات تحمل طابع الأمانة في أوقات انتشر فيها الغش والنصب في بعض الأحيان … أعزائي أولياء الأمور قد يحمل هذا المقال في طياته إجابات لجميع الأسئلة والمخاوف التي تصيبكم بالقلق من اختيار المكان الأنسب لأبنائكم ، هذا المكان الذي قد تتشكل فيه شخصية أبنائكم ليست فقط الرياضية ولكن الشخصية بجميع جوانبها الأخلاقية والاجتماعية والنفسية فالمدرب أب واللاعبون إخوة والملعب منزل ، إنها أسرة كاملة موازية لأسرة اللاعب أو الطفل الحقيقة فهل تلك الأسرة نافعة أم ضارة ؟ عزيزى ولي الأمر سنقدم لك مجموعة من النصائح التي قد تعطي لك مساراً صحيحاً عند اختيار مكان لتدريب نجلك .. النصيحة الأولي : في اختيار الأكاديمية التي سينضم إليها نجلك اختر الأكاديمية التي يكون فريق العمل فيها أكاديمي مؤهل للتعامل مع كافة المراحل العمرية من خريجي الكليات المتخصصة في التربية الرياضية و الدارس المتمرس الذي يمتهن الرياضة بشهادات معتمدة فهناك العديد من الجوانب التي يغفل عنها المدربون من غير خريجي كليات التربية الرياضية والمتعلقة بالتعامل مع الجانب النفسي والبدني للطفل .. النصيحة الثانية : أحد أهم عوامل تطور نجلك هو متابعتك شبه الدائمة له في التدريب فالتقييم الأهم لكل منظومة التدريب هو تقييمك الموضوعي لكل ما يحدث داخل الوحدة التدريبية من تدريب ومعاملات بين الأطفال وبين الأطفال والمدربين ولكن احذر من طريقة انتقادك للعمل حتي لا تؤثر سلباً علي تعامل المدربين مع ابنك فالقول اللين والتعامل بلطف من أهم عوامل زيادة الإهتمام بل وتحسن العملية التدريبية .. النصيحة الثالثة : وهي الأهم فقد يتوقف علي طريقة تفكيرك كولي أمر وهو مستقبل نجلك الصحي والنفسي والرياضي أرجوك وبشدة أن يكون هدفك الأول وخطتك لنجلك هو الرياضة في حد ذاتها ، الرياضة من أجل صحة جسدية ونفسية أفضل لابنك ، الرياضة من أجل الاستغلال الأمثل لوقت الفراغ ،، وليس احتراف اللعبة فقط أو تحقيق بطولة ، فمن المستحيل أن يصبح الجميع محترفون أو أبطال ولكن من الأجمل والأعظم أن يصبحوا أصحاء رياضيون يمارسون تلك العادة الأفضل في حياة الفرد .. النصيحة الرابعة : ممارسة الرياضة تحتاج إلي جسم سليم؛ فممارسة الرياضة مع وجود انحرافات قوامية أو مشاكل صحية سيزيد الطين بله وتتضاعف مشاكله وقد يصادف حظك السئ مدربون يفتقدون المعرفة بتلك الأمور ، لذلك من الضروري عمل كشف أولي للجسم قبل الممارسة للإطمئنان علي وضع المفاصل وقوة العضلات أو ملائمتها للنشاط الممارس بعدها إما ممارسة الرياضة أو تأهيل وعلاج تلك المشاكل ومن ثم ممارسة الرياضة . النصيحة الخامسة : الرياضة أخلاق وفاقد الشئ لا يعطيه ومن أهم وظائفك كولي أمر وواجبك نحو نجلك هو معرفة أي مجتمع تضع فيه الأمانة التي منحك الله إياها وهم الأبناء ، لذا تابع وبشدة طريقة تعامل المدرب مع اللاعبين هل هو قدوة لهم؟ وقد يقتدي به دون غيره من الأشخاص ، راقب ألفاظ المدرب مع الأطفال طريقة التشجيع وكذلك العقاب و شخصية المدرب عموماً هل يصلح أن يكون مثال يحتذي به أم لا ؟ النصيحة السادسة: التدريب ليس عملية ارتجالية وانما مجموعة من العلوم والدراسات لها قوانينها وخطواتها ونظام يجب اتباعه لتحقيق التطور والأهداف المرجوة ، فإن لم يكن هناك تدريب منظم مدروس وعمل علي أساس التدرج في المهام التي يكلف بها اللاعب من البسيط الي المعقد ثم الأكثر تعقيداً وتدريب تستشعر فيه أن هناك جهد مبذول ووعي وفهم من قبل المدربين فلا داعي للتواجد في هذا المكان لأن العشوائية لا تصنع نتائج أو تقدم وإنما هي مجرد مضيعة للوقت . النصيحة السابعة : قلنا في بداية المقال مدربين إن صح هذا اللقب؛ عزيزي لكل مهنة دخلاء فليس كل لاعب كرة قدم يصلح للتدريب دون دراسة وعلم ، لا نعارض وجود مدربين ولكن يجب ان تكون مؤهل لهذا العمل وخصوصاً مع الأطفال الذين تختلف احتياجاتهم تدريبياً عن الفرق الأولي فجسدهم مختلف وخصائصهم السلوكية والتحمل البدني ليست كالكبار لذا فهم أمانة تحتاج إلي متخصص ، أعرف الكثير يمتهنون التدريب وهم لا يصلحون له وغير مؤهلين لذا فلا تسلم أبناءك لهؤلاء، أما عن الملاعب فسلامة ابنك من سلامة أرضية ومرافق الملعب وكذلك ما يرتديه من ملابس وأحذية لذا قولنا في البداية إن صح وصفها بالملاعب النصيحة الثامنة : لا يوجد إنسان قد يضمن لنجلك اللعب لأحد الأندية قبل أن يقوم بإعداد الطفل جيداً ويقوم بتدريبه لمدة تسمح له بذلك ، قد تقابل من يعدك باللعب لأكبر الأندية حتي من قبل أن يري نجلك فهو بالتأكيد لا يعلم عما يتحدث ، لا تدفع المال أو الرشاوي لدخول ابنك أحد الأندية لن يستمر فيها إلا بموهبته إن كان موهوباً فلا داعي للمال تكفي الموهبة والتوفيق من الله .. وأخيراً : إن وجدت من المدربين والأكاديمية ما يرضيك فلا تبخل في إعطاءهم حقوقهم من الدعم والتشجيع ، فمنهم من يعمل مخلصاً بكامل طاقته من أجل نجلك وفي الغالب المقابل ليس بالكثير فأبسط حقوق هؤلاء الذين يراعوا ضمائرهم هو التقدير المعنوي .. الآن عزيزي ولي الأمر قد نكون وضعنا الخطوط العريضة والتي قد تساعدك بقدر كبير في إختيار مجتمع رياضي مفيد لأبنائك ..