الذي كان له شرف رفع العلم السوري فوق المرصد، والذي تحدث عن تلك الأيام الخالدة وكيف تم الاستعداد للحرب، واستذكر لحظات المجد حين رفرف العلم العربي السوري فوق جبل الشيخ أشار العاقل الحاصل على وسام بطل الجمهورية إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدها العدو بشهادة أحد جنرالاته الذي أشار أنه في الأيام الأولى للحرب كان سرب الطائرات الإسرائيلية الذي يخرج لا يعود وأكد العاقل أن المقاتل السوري والمصري أسقطا أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وعند أول اشتباك معهم ظهرت طبيعة هذا الكيان الهشة وبرز الخوف واليأس بين صفوف مقاتليه
يقول العاقل إن مرصد جبل الشيخ حصن منيع مؤلف من ثلاث طبقات تحت الأرض وطابق فوقها، يرتفع عن سطح البحر حوالي 2600 متر، أنشأه الكيان الصهيوني بعد عدوان حزيران عام 1967 لمراقبة التحركات على طول الجبهة السورية من الشمال إلى الجنوب، وهو مجهز بأحدث أجهزة التنصت والتشويش، ومجهز هندسياً بحيث لا يتأثر بضربات الطيران والمدفعية من خلال الإسمنت المسلح والحجارة البازلتية الملفوفة بشبكة من الأسلاك المعدنية للحفاظ على تماسكها.وهو محاط بأسلا ك شائكة مع ألغام مضادة للأفراد والدبابات، إضافة إلى محارس خارجية وساحة صغيرة لهبوط الحوامات وطريق معبد يصل المرصد بالأراضي المحتلة، إضافة إلى مستودعات مجهزة بأبواب حديدية، ولا يمكن الدخول إلى المرصد إلا عبر منفذ واحد
ويشرح العاقل عملية التحضير لتحرير المرصد، مبيناً بأن التحضيرات تمت في منطقة جبلية من أجل التدريب على تسلق الجبال باللباس الميداني الكامل والتدرب على صد الغارات والكمائن ومهاجمة أهداف مشابهة للهدف المعادي، وكان التدريب يتم مع الرمي بالذخيرة الحية.
وأشار إلى أنه تم التركيز على رفع اللياقة البدنية للمقاتل حيث كان يتدرب حاملاً أكثر من وحدة نارية، إضافة إلى الاستخدام الجيد للأرض والتدرب على الرمي وخاصة على الأسلحة المضادة للدبابات، وأوضح العاقل أن التركيز تم على رفع الروح المعنوية والقتالية لدى المقاتلين من خلال قسم التوجيه السياسي ولقاءات القادة مع العناصر والدورات القتالية المكثفة، إذ وصل المقاتل إلى مستوى عالٍ من حيث اللياقة البدنية والاستعداد النفسي، وذلك خلال فترة لم تتجاوز ثلاثة أشهر
يوم قبل المعركة
وانتقلت القطعة من منطقة التحضير إلى قاعدة الانطلاق أو ما تسمى منطقة التحشد حيث تمت متابعة عمليات التدريب وقبل المعركة بيوم واحد جاء قائد القوات الخاصة وأعطى أمر قتال غير عادي وهو تقسيم الكتيبة إلى مجموعات وأدركنا لحظتها أن مهمتنا هي تحرير المرصد وبعد انتهاء أمر القتال عاد كل شخص لمجموعته وبدأنا التحضير للانتقال حيث تم في ليلة ذلك اليوم انتقال القطعة إلى نقطة تحرك على جبل الشيخ في الجهة المقابلة للعدو، ونفذت عمليات الإخفاء والتمويه لدرجة أن الطيران الإسرائيلي لم يلحظ أي تحرك وكان ذلك نتيجة التمويه والإخفاء الجيد.
تحرير المرصد
أعطى قائد الكتيبة مهمة تحرير المرصد وكان أمر القتال يشير إلى أن مجموعة من 3 حوامات ستقوم بالهبوط غرب المرصد مهمتها قطع الإمداد عن القوات المعادية وأسر العناصر التي تحاول الهرب، إضافة إلى قصف المرصد من قبل الطيران الصديق، وأشار إلى أن العملية بدأت في تمام الساعة الثانية ظهراً من يوم السادس من تشرين حيث قام الطيران السوري بقصف المرصد ثم بدأت المدفعية بالرمي عليه. وفي اللحظة نفسها تحركنا حيث تقدمت كل مجموعة حسب ترتيبها ومهمتها، ونجح رجالنا في تسلق الجبل حاملين أسلحتهم وعتادهم لمسافة أكثر من 2 كم وصلت المجموعات إلى أمام المرصد وهنا انقطع رمي المدفعية السورية، وبدأت رميات العدو باتجاه القوات المهاجمة، وأشار العاقل إلى أنه وصل باب المرصد الخارجي مع المجموعة التي كان يقودها وكان قراره عدم الانتظار لأن ذلك يكلف خسائر كبيرة وكانت عملية الانقضاض باتجاه جسم المرصد الرئيسي والسيطرة عليه.
ويستذكر العاقل لحظة تسلقه السارية وإحراقه العلم الإسرائيلي ورفع العلم السوري، عمره وأكثرها عزة وشموخاً.
وبعد رفع العلم تابعت المجموعة تطهير المرصد من العناصر المعادية والبقاء في المرصد ومتابعة عملية التطهير حيث تم أسر مجموعة من القوات المعادية وتعطيل أجهزة التشويش عن العمل.
لقد حاول العدو استرداد المرصد من خلال دفعه لمجموعة مقاتلة، لكن تم إبادتها بالكامل باعتراف القادة الصهاينة أنفسهم.
وفي اليوم الثالث أرسل العدو قوات مشتركة مجهزة بأحدث التجهيزات وقامت المجموعة بالاشتراك في صدّ الهجوم في جو ضبابي ورؤية محدودة حيث جرى الاشتباك مع العدو على مسافات قريبة بالأسلحة الفردية والقنابل ومضادات الدبابات وتم تدمير عدد كبير من الدبابات المعادية وصدّ الهجوم
بطولات وانتصارات
أشار العاقل إلى أن البطولات الفردية التي شهدتها المعارك أثبتت شجاعة المقاتل السوري وكفاءته وقدراته الكبيرة على استخدام السلاح وأكد أن إصرار المقاتلين على صد الهجوم والتشبث بمواقفهم ورفض التراجع أدى إلى سقوط عدد من الشهداء الذين فضلوا الشهادة على التراجع وصنعوا من أجسادهم جسراً عبرت من خلاله الأجيال إلى بر العزة والكرامة.
وأعاد التأكيد على أن المقاتل العربي في الجبهة السورية والمصرية استطاع تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وبرز ذلك جلياً في المواجهات التي تقابل فيها مع العدو وجهاً لوجه واستطاع التغلب عليه وأظهر شجاعته وإيمانه بالأهداف فكان الانتصار وأشار أن تقليده وسام بطل الجمهورية حمّله مسؤولية إضافية بأن يكون وفياً لهذا الوسام وللرئيس حافظ الأسد الذي قلّده إياه بيئة مناضلة
والعميد نايف العاقل من مواليد قرية أم الرمان الواقعة جنوب محافظة السويداء عام 1949، تلقى علومه الأساسية في مدارسها ثم تابع دراسة المرحلتين الاعدادية والثانوية في القريا، بعدها تقدم إلى الكلية الحربية وتم قبوله فيها عام 1969، تربى في بيئة مشهورة بالأدب والشعر والثورة إنها لحظات لا تُنسى تلك التي عشناها مع بطل من تشرين أعاد لنا في حديثه عبق المجد الذي رسمته تلك الحرب الخالدة