بقلم : د. فتيحة بن كتيلة، الجزائر.
عن جابر رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجئ أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا، فيقول : ما صنعت شيئًا ثم يجئ أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين زوجته فيدنيه منه ويقول : نعم أنت) رواه مسلم.
الزواج شراكة بين شخصين مختلفين في البيئة، والتنشئة الاجتماعية، والاتجاهات والقيم وهذا الاختلاف إذا لم يتفهموه قد يسبب مشكلات بين الزوجين.
والحياة الزوجية ليست دومًا مستقرة وهانئة، بل تمر بالعديد من المشكلات والمدمرات، فمنها الظاهر ومنها الباطن، ومنها العابر الطفيف الآني، منها الدائم المدمر ولابد للزوجين من معرفة أهم المشكلات الزوجية والسعي لإدارتها أو حلها، ولا يخلو بيت من المشكلات، فحتى بيت النبي صلى الله عليه وسلم كانت فيه المشكلات الزوجية.
ومن هذه المدمرات نذكر على سبيل الذكر لا الحصر :
1- الفروق الفردية:
المرأة تختلف بيولوجيًا عن الرجل من حيث بنية الجسم وسيكولوجيًا، من حيث المزاج والانفعالات، والتفكير، والاستعداد، فإذا لم يتقبل الزوجين هذا الاختلاف ولم يتعايشا معه يقعا في صدام ومشاحنات، ويقول الحكماء : (من أعظم البلايا معاشرة من لا يوافقك ولا يفارقك).
2- تدخل الأهل :
تدخل أهل الزوج أو أهل الزوجة في حياة الزوجين، فتتعدد الآراء والاتجاهات ويقرر الأهل نيابة عن الزوجين، مما يجعل الحياة الزوجية حياة جماعية وليست خاصة، وكل واحد يرى أنه يريد مصلحتهم، وكما يقولون : (كثرة الطباخين تحرق الطبخة).
3- الملفات المفتوحة:
الملفات المفتوحة قنبلة موقوتة سرعان ما تنفجر على الزوجين مهما طال الزمن، لذلك ينبغي على الزوجين عدم ترك الملفات مفتوحة وحل كل الخلافات بينهما، وغلق كل الملفات مهما بدت المشكلة بسيطة في البداية.
3- الإهمال:
الإهمال بين الزوجين من أهم مدمرات العلاقة الزوجية فهو بمثابة القاتل للحب، وكلما حل الإهمال مات الحب وتلاشت المودة، فلابد للزوجين أن يستبدلا الإهمال بالاهتمام، لأن الاهتمام أكسجين الحب ودافع إيجابي للعلاقة الزوجية.
4- الانتقاد الدائم:
الكثير من الأزواج يمتلك عين الذبابة، فلا تقع عينه إلا على سلبيات الشريك وتصيد الأخطاء، ولا ترى عينه المحاسن والإيجابيات، فتجده دائم اللوم والنقد والتذمر، مما يقتل رغبة الشريك في الاستمرار معه وتقديم الأفضل.
الصمت الزواجي:
الكثير من الأزواج متواجدون معا جسديًا وغائبون عاطفيًا، يجمعهم منزل واحد وغرفة واحدة ولكن كل منهم منغمس في حياته الخاصة، فالزوج مع هاتفه أو التلفاز والزوجة مع أهلها وصديقاتها، وهذه دلالة على وجود شرخ في العلاقة العاطفية بينهما.
ومما سبق وجب على الزوجين كلما لاحظا أيًا من المدمرات في حياتهما الزوجية أن يسعيا لإصلاح وإنقاذ زواجهما وأن يدركا أن السعادة الزوجية لا تأتي هديه أو تتحقق بما نمتلك من مؤهلات جسدية أو مادية، بل تتحقق بالرضى والسلام الداخلي، والنظر للزواج على أنه ميثاق غليظ وليس علاقة عابرة أو شهوة مؤقتة أو عصا موسى لتحقيق الأحلام والطموحات، وأن يسعيا لخلق جو الحوار بينهما .