أدم وحواء
الحركة النسوية والوعي الأنثوي
بقلم . د فتيحة بن كتيلة
ظهرت الحركة النسوية من منطلق تصور فكري وفلسفي يسعى لفهم جذور وأسباب التفرقة بين المرأة والرجل من حيث الحقوق كحق الانتخاب، والمقاعد السياسية ، وحق حضانة الأطفال في حالة الطلاق، وهي حركة لم تؤسس من فراغ بل قامت على حقائق وإحصائيات واقعية وواقع مؤلم تعيشه النساء في بلاد الغرب، خلاف الواقع الذي تعيشه المرأة المسلمة التي كرمها الإسلام كأم وأخت وزوجة، وابنة، كفل لها كل حقوقها.
المرأة كالغصن الرطب تميل وتنحني مع العاصفة لكنها لا تنكسر
وظهرت هذه الحركة في بدايتها كمنهج لرفع الغبن والظلم عن المرأة وكل أشكال التمييز بين الجنسين ، لكن الحركة النسوية الحديثة انحرفت عن المطلب الأساسي والفكرة الحقيقية ونادت بفكرة تحرر المرأة لكن بالمفهوم الغربي وجعلت من أهم أولوياتها الاهتمام بالجسد والرغبة في الاستقلالية وعدم الرغبة في الزواج والتفكير في الهجرة وتصوير المجتمع والعائلة والرجل كأعداء للمرأة، وأن الرجل متسلط يمنع المرأة من تحقيق أحلامها وطموحاتها، كما روجت لفكرة أن الضوابط الاجتماعية والدينية التي تحكم المجتمع ماهي إلا تخلف ورجعية، وحان الوقت أن تتحرر المرأة من هذه القيود والتابوهات ، وهذا الطرح الجديد أفقد المرأة وعيها وخدر فكرها وغيب عقلها وأثر على وعيها الأنثوي وصور لها صورتها المضطهدة المظلومة، المقهورة، وفي أثناء سعيها المزعوم لإثبات ذاتها فقدت أنوثتها وفضيلتها وفطرتها،وسعت لتدمير القيم الإسلامية وجعلها تلهث للتحرر والعيش بعيدا عن حضن الأسرة وأسوار العائلة ،وهمسوا لها أن من أرادت النجاح والرقي عليها تحطيم قيود الأسرة ، والضوابط الدينية وبفقد علاقاتها وقيمها وتمردها على المجتمع بقدر ما تحقق النجاح، كما سلطت هذه الحركة النسوية ( الفمينيست) الضوء على أن العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة صراع أزلي
،والمرأة هي المضطهدة وهذا الرجل غاصب لحقوقها والمرأة التي ترضى بالعيش تحت سلطة الرجل هي امرأة ذليلة وفاشلة ورجعية، في حين المرأة العاملة المستقلة ماديا والبعيدة عن الأسرة والعائلة هي امرأة سعيدة وناجحة وبهذا التفكير المتطرف فقدت المرأة أنوثتها التي فطرها الله عليها وهي أنوثة الفضيلة التي هي القوة الناعمة هي الثقة بالنفس ، هي الجرأة دون تجاوز الحياء،
في يوم المرأة العالمي تعرفي على الألوان التي ترمز لهذا اليوم