نوتات رمضان مع أنس فرج
لم نتقن بعد البساطة حرفة ، فلا يمكن صناعة مسلسل مليء بالشعارات كما الألغاز ، ولسنا جمهور يتقبل الاستسهال الزائد دون أن يستمر أمام الشاشة للإصغاء لحوار أو التصفيق أو حتى البكاء
هذا ليس زمن العار فصرخة “بثينة” تخطت نواح “أم العز” وكاميرا رشا شربتجي وهي تتحرك في منزل أبو منذر لا يشبه دوران العدسة في شجار الشبان بـ حارة القبة كذلك هو ليس زمن الحرائر ،فندية العلاقة بين أيمن زيدان وسلاف فواخرجي بقيت عالقة في الذهن وتخطت المشاهد الكرتونية في الكندوش
بالطبع لن نقف دقيقة صمت على سوق الحرير فلا حكاية ليقال تمت ولا تصعيد لينتهي بتشويق ،هنا لا يقابل ” المعلم عمر ” ابن عمه ” المخرز ” لا يهتز الجمهور لشجار أولاد الحرايري ولا تمسك ” قمر ” تلافيف عقل الجمهور كما فعلت سعدية
نحن لسنا في زمن الذئاب إذا شاخت ، لا يرتقي نص 350 جرام ليقارب رونق حكاية جمال ناجي قبل عامين ، يخطف محمد لطفي الكاميرا لتشويق سينمائي مصطنع فهنا ليس الطاعون ذاته الذي يروي الصفيح بشغف تبنيه للشخصية هناك
نحن تخطينا مرحلة العناية المشددة في الدراما ، لا لهيب كالذي صنعه العزلان في غابة الذئاب ، الموسيقى تجرح الصفيح بدل أن تصقله وجمود الألوان لا يشعل الشارة بعمق كما التهبت ساعات الجمر ،هنا ” الطاعون ” وشمس الموازيني ” ولكن ليس الحارة الآيلة للهدم وجحيم القاع والاختراق المنتظر للشخصيات
هكذا نهرب مع الخريف إلى عشاق يمرون بصمت ،يسكتون أكثر مما يتحدثون ،لا تفيض الحوارات بعشقهم فهم ليسوا أهل الغرام ،وسيرة الحب غابت عن يومياتهم فغدوا يتشربون الواقع المتبدل ويضيعون بل بقيوا يحبون
نحن خارج زمن آخر للعشاق ،لا عنترة يمر من هنا ولا عيون وضحا تسرق التفات نمر ابن عدوان ،فصراعات صقار لا ترتقي لجمالية نظرة غليص وثأره فإذا ذهبنا إلى حارات الشام تأتي حكايات الحب مقصوصة لا تحتوي المشاهد المشبعة ولا تصنع حالة لهفة كقصة سليم وعفوفة في ضيعة ضايعة
نحن غادرنا زمن الانتظار ،فحي الرويسات لا يشبه حي عبود وملامح الفقر على الشخصيات لا تحفر في القلب درجات الصعود في عيون بنات أبو أسعد ،فنتاجات عشرين عشرين كمسلسل وعام لا يحمل غنج تاج حيدر ولا تعب قمر خلف ولا تمرد سلاف معمار ولا دلع نسرين طافش
قد نجد هنا أو هناك حواراً لطيفاً ، جملة خاطفة ،لكن أن نخرج من الموسم بأسماء شخصيات على أصابع اليد الواحدة وأن أكتب النوتات الأخيرة وهناك قرابة عشر أعمال لديها أجزاء في الموسم المقبل
فـ الدراما كما سورية ليست بخير …
زر الذهاب إلى الأعلى