مقالات
سلسلة “رحلة الإبحار في الأعماق”
بقلم نجلاء فتحي عزب
_محطة أخيرة_
نعيش في فترة حرجة من عمر هذا الزمن تتقلب علينا. الأحداث وكأننا في قطار مشحون بالركاب من كافة الأنماط والأعمار معهم بضائعهم أشياء عديدة لاستخدماتهم الشخصية والحياتية ينتظرون سويا كل ما يطرأ عليهم وتجلبه المحطات من بشر على مختلف أشكالها من يحمل خيرا ومن يحمل شرا ومن أراد سرقة ومن يتمنى رفقة ومن يريد وسيلة نقل قريبة ،ومن يريد وسيلة أسرع، ومن يريد راحة، ومن يريد التسلية، ومن يريد الألفة ومن يريد الضرر ومن و..و… ابتلاءات تأتيك وأنت بمكانك أما بيديك لأنك سمحت لها بالعبور ومشاركتك في صنعها أو رغما عنك وفي الحالتين الصبر عليها هو الحل .
تماما مثلنا الآن نعيش نتصارع في هذه الحياه نتنافس على الصعود والوصول مارين بكل تجارب الحياة وكل ما يطرأ عليها من متغيرات وابتلاءات ،ومن يأتيها من أحداث في كل محطة تمر بحياتنا تأخذ منا أشياء وسنين ونترك الميدان وننزل لمرحلة اخيرة ، أو نستمر في التعايش ونأخذ كل الجرعات اللازمة للاستمرار في الانتظار والصبر فقط لحين أن تأتي هي نفسها المحطة الأخيرة .
ما أجمل أن تستقل قطارا تعرف وجهته ونهايته وكيف تقضي فترة انتقالك بأمان دون أن تظلم أو تظلَم، أو تتعب احدا أو تُتعَب ما أروع أن تكون بلا وسيط بلا رقيب سوى نفسك، أيام كلها اختبارات وكأننا من وضعنا أنفسنا بأيدينا لامتحان عسير يليه آخر أشد عسرا وآخر أشد وأعتى،لا نحاول أن نتنفس في هدوء ، نلهث وراء ماذا ؟!
سراب حتما هيأته حقيقية ولكن داخله فراغ ، داخله فخ نعتقد أننا سنملأ منه ما يكفي راحتنا وعزنا ومجدنا ولكننا لا نكتفي ، وإذا به يغوص بنا إلى أعماق من الخذلان ، لنفيق على نهاية محتومة لا نراها بالعين المجردة، لكنها واضحة وضوح الشمس.
لأننا بكل بساطة لا نرى إلا الفخ (لهو الدنيا) مستحوذ على تفكيرنا وعلى أفكارنا، على عيوننا وعلى أنظارنا على أمالنا وعلى أحلامنا.
النتيجة قاسية
ولكن مازلنا في القطار لم نصل بعد ، فلنحسن اقامتنا فيه، ونلتزم بالثبات رغم التحديات حتى نصل إلى المحطة في الوقت المحدد المنتظر، ونحن مسرورين بما اجتزنا و أنجزنا ، فرحين بما أتانا الله من فضله.