كتب عماد وديع
فنان كبير دخل القلوب بطريقته الكوميدية في النطق بالعربية واللكنات الأجنبية بكل لغاتها دون حائل اسمه الحقيقي يوسف إدمون سليم تويما
ولد في 10 ديسمبر سنة 1897 بالقاهرة في ميدان رمسيس من أسرة ذات أصول لبنانية يونانية كانت تقيم في مصر وكان والده موظفاً في الحكومة المصرية ولعب إدمون دور الخواجة في الأفلام المصرية واشتهر بأدوار الصائغ أو الخواجة الذي يتحدث العربية بلهجة أجنبية
وبدأ يوسف إدمون الدراسة في إحدى المدارس الفرنسية، وأصبح يتقن اللغة الفرنسية بالكامل،و أثر ذلك إلى حد ما على اللغة العربية كتابة وقراءة ومحادثة لديه فقد اعتاد كتابة الأحرف العربية بالفرنسية ثم قولها بلهجة اجنبية التي اشتهر بها في المسارح ودور السينما، وكممثل كان يقوم في الغالب بشخصية الخواجة وبدأها بدوره في فيلم انتصار الشباب عام 1941.
وفي قسم المسرح حيث بدأ حياته خلف الكواليس في فرقة شركة ترقية التمثيل العربي إخوان عكاشة ثم انضم لفرقة رمسيس بالعمل في الإدارة المسرحية مع اثنين من مديري المسرح الرواد هما محمد حجازي وعلي هلالي ومن شدة إخلاصه في العمل كان يسافر إلى باريس كثيراً لمشاهدة العروض المسرحية هناك ويعود من كل رحلة ومعه عدة مسرحيات فرنسية يطلب تقديمها على مسارح رمسيس باللغة العربية
والفنان الكبير يوسف وهبي عندما اكتشف ثقافته في اللغات كوّن لجنة للقراءة، أطلق عليها اسم لجنة التأليف والترجمة للإطلاع على ما يقدم إليها من مؤلفات أو مترجمات، بجانب الإطلاع على المسرحيات العالمية في أصولها الأجنبية وكان إدمون من بين أعضاء هذه اللجنة الثلاثية من الذين كانوا يجيدون اللغة الفرنسية في ذلك الوقت، ومعه عزيز عيد وفتوح نشاطي وظل يعمل في فرقة رمسيس، إلى أن أنشئت الفرقة القومية عام 1935 فالتحق بها منذ ذلك التاريخ في قسم الترجمة حيث كان يقوم بمراجعة المسرحيات الفرنسية المترجمة على أصولها الأجنبية ..
كما عمل مع زكي طليمات عام 1944 حيث ترجم معه مسرحية الوطن لفيكتوريان ساردو ولاقت نجاحاً كبيراً عند عرضها بمسرح دار الأوبرا والتي أخرجها زكي طليمات وفي السينما كان يعتبر مرجعاً للسينمائيين في اقتباس وتمصير الروايات الأجنبية، عن طريق مكتبته الخاصة الزاخرة بالكثير من تراث المسرح العربي والعالمي ومثل إدمون تويما في 115 فيلما، منها: الخمسة جنيه، ومصطفى كامل، و البوليس السري والفيلم الرومانسي الغنائي الرائع الأيدي الناعمة في عام 1963، وفيلم نادية 1969 ..
ومن المفارقات أن دوره كمدرس للغة الفرنسية في فيلم “نادية” هو دوره في الحياة فعلا لأنه كان يقوم بتدريس الفرنسية للعديد من الفنانات والفنانين والمشاهير في عالم الفن، بالإضافة إلى تقديم خدمات للمسارح ودور السينما والشاشة الصغيرة
ومن أشهر أدوار إدمون تويما أيضًا دور الخواجة، سواء صائغ مجوهرات أو مدرس لغة أجنبية، ومن أهم أفلامه العتبة الخضراء”، “صاحب الجلالة”، و“نادية”، “شارع الحب”، “دعاء الكروان” كماأدى أول دور له صامتًا في السينما المصرية في الفيلم الغنائي الشهير “الوردة البيضاء
امتدت موهبته إلى التأليف وأبدع فيه، ولا يعرف الكثير من الناس أن إدمون تويما هو مؤلف فيلم “نشيد الأمل” عام 1937، والذي كانت السيدة أم كلثوم تقوم ببطولته، وكما ساهم في مجال الفن ما بين المسرح والسينما، بالإضافة إلى العروض المسرحية
ورغم أن الفنان إدمون تويما معروف بدوره كخواجة، إلا أنه لعب دور فلاح مرة واحدة في حياته وهذا ما حدث في فيلم “أرض النيل” للمخرج عبد الفتاح حسن عام 1946، وكان الفيلم من بطولة الفنان الكبير أنور وجدي، عقيلة راتب، جورج أبيض، وزكي طليمات
كانت آخر أعماله وهو فيلم المذنبون والذي قامت ببطولته الفنانة زبيدة ثروت والفنان حسين فهمى وقد توفي الفنان إدمون تويما في شهر أغسطس من نفس العام الذي عرض فيه الفيلم بعد أن ترك الكثير من الخدمات التي قدمها للمسرح المصري والسينما المصرية ثم التلفزيون خلال اكثر من نصف قرن من الزمان . فقد شارك في أكثر من مائة فيلم وساهم في 150 عملاً.
و قد توفي أشهر خواجة وأشهر كومبارس في تاريخ السينما المصرية إدمون تويما في 5 أغسطس 1975 عن عمر يناهز 77 بعد أن ترك عشرات الأفلام وترك بصماته وأدائه الأنيق وخصائص لهجته الفريدة، خاصة عبارة الشهيرة “وي مون بيه”،ورغم مشاركته في العروض بأدواره القليلة ، إلا أنه كان لا يزال في قلوب الجماهير لأدائه المميز وترك بصمة واضحة على جميع الأعمال التي شارك فيها
زر الذهاب إلى الأعلى