بقلم إيناس رمضان
صوت جهوري مفعم بالحماس والإصرار يجوب مختلف الأحياء يصدره بائع الروبابيكيا يوميا يدعوك للتخلص من مقتنياتك القديمة مقابل مبلغ زهيد يمكنك القول هو موكل بشراء كراكيبك من ملابس أو أجهزة أو أثاث وغيرها من أشياء مادية حريص على شراء كل ما هو قديم لديك أو ما ترغب في التخلص منه ومهارة المشتري دفع القليل قدر المستطاع.
وقد دفعت البطالة بعض الشباب إلى تطوير تلك المهنة و تحويلها إلى موقع إلكتروني (بيكيا) والذي يعد الموقع الأول في مصر والعالم العربي الذى يقوم باستبدال المخلفات بسلع غذائية.
أينما كانت صوره قد يدفعك الفضول يوما إلى التعامل مع تلك الفئات أما رغبة حقيقية في التخلص من كل ما لا تحتاجه دون جهد ،أو لقياس مهاراتك في عالم التجارة من خلال عقد صفقة بينك وبين تاجر الروبيكيا وإن فشلت تبحث عن غيره من يدفع أعلى سعر، أنت تقدر قيمة كراكيبك والتجار كثيرون والتجارة شطارة كما يقولون مدركا حقيقة أن ما يمثل لك اليوم لا شئ يعنى لغيرك الكثير تلك هي الحياة !!!
تأملت اليوم عالم الروبيكيا وحاولت خوض التجربة و إبرام صفقة جديدة مع إحدى التجار ولكنها باءت بالفشل عندما عرضت عليه بضاعتي رغم كثرتها فما السبب ؟
لقد عرضت عليه شراء خيبات الأمل، وصفعات الزمن، وخذلان الأصدقاء ، والهموم المتراكمة و مرارة الفقد والأحزان المتتالية والعلاقات الإستغلالية وقليل من الخوف وبعض القلق …..
لم ينتظر حتى أنهى حديثي وجده فر هاربا!!!!
ترى لما؟ هل لأنني لم أجيد التسويق أم تلك البضاعة لا تباع ولا تسبدل ؟
هل عرفت السبب ؟
نعم، هذه البضاعة أشبه بالبضاعة البايرة لن تجد لها مشتري ولن يحملها عنك صديق وقد يتخلى عنك الجميع فالأغلبية يريد شراء أفضل ما لديك بأبخس الأسعار ولا يعنيه معاناتك فلا تحزن.
ستظل وحيدا و ينتابك شعور بأنك في أصعب مراحل الحياة ولكن تدريجيا ستعلم أنها أكثرها نضجا تلك المرحلة التي تتمكن فيها من الاستغناء عن كراكيب حياتك قبل أن تظل عبء عليك وعائق يحول بينك وبين الاستمتاع بالحياة.
تأملات عابرة سبيل
زر الذهاب إلى الأعلى