ليس البسطاء من يلجؤون الى التنبؤات المستقبلية ولا الجهلة ولا الفقراء بل الإعلام نفسه والذي من المفروض ان يكون الصورة الثقافية للبلد
نعم على اغلب الفضائيات يتبجح الآن معظم المتنبؤون ويتكلمون في مواضيع تتعلق باقتصاد البلد وسياسته وسعر الدولار ومصير الرؤساء ورؤساء الوزراء ومصير الفنانين المشهورين والدول الأوربية والعربية.
مايك فغالي ليلى عبد اللطيف وغيرها كثر يتكلمون عن أدق التفاصيل في حياة الشعوب والدول
والمذيعون يتكلمون معهم وكأنهم يتكلمون مع انبياء والمنجم يتكلم بثقة تفوق ثقة الطبيب بنفسه عند تشخيص مرض صعب التشخيص لان الحاضنة الشعبية لهم هي على استعداد إلى تصديقهم اكثر من استعدادها لتصديق الأطباء وحتى العلماء في أي مجال تخصصي .
سؤال لهؤلاء “المتنبئين” الذين لم يصلوا إلى ما وصلوا اليه من “البجاحة” لولا دعم سياسي واعلامي مقصود لرفع مستوى التغييب في المجتمعات المتخلفة:
هل اعطى السياسيون اسرارهم الخاصة لهؤلاء المتنبئين ؟
ألا يوجد خجل من تعاطي أمور الأبراج والتكلم بلهجة الثقة هذه التي يتكلم بها هؤلاء
كيف يمكن ان يتربى هذا الجيل “البائس أصلا” وهو يرى الآباء والأمهات ينتبهون الى ذلك الأفًاق وكأن حياتهم تتعلق به أكثر من مما تتعلق بالوضع السياسي والاقتصادي للبلد
سؤال أخير ما الذي أتى بهؤلاء المنجمين الى الفضائيات العربية ؟ا لماذا لا يذهبون الى الفضائيات الاوربية ألم تسالوا أنفسكم هذا السؤال؟
الى أولئك الذين يتكلمون عن المؤامرات التي تحاك ضدنا ،ألا ترون أن أكبر مؤامرة هي تلك التي تزرع في أذهاننا حبَ قراءة الغيب ومعرفة الطالع وقراءة الكف وقراءة الفنجان
هل سيتحول الاعلام الى خادم امين لبث كل ما هو كفيل بتقهقر العقل .
ألا يكفي تقهقر الذوق العام في الفن بجميع اشكاله؟ الا يكفي تقهقر الأخلاق والقيم؟
في دول أخرى يتكلمون عن آخر المنجزات العلمية والتكنولوجيا/وآخر الأبحاث للقاحات و الادوية المفيدة، وآخر الدراسات التي تتعلق بالوقاية من الامراض ومحاولة المد بعمر الانسان والعناية بالأطفال والمسنين،
وهنا على الفضائيات العربية” وربما بعض الاجنبية” الاف العيون والآذان تنتظر تقرير مصيرها من افواه أناس وجدوا في مجتمعاتنا ” :الرزق من المهابيل ممتع”
زر الذهاب إلى الأعلى