مقالات

الدكتورة أنيسة حسونة أيقونة الصمود والقوة والعطاء

كتب/خطاب معوض خطاب

توفيت أمس الدكتورة أنيسة حسونة الكاتبة والسياسية بعد رحلة طويلة من محاربة مرض السرطان، جعلتها واحدة من أشهر محاربات ومقاومات المرض الخبيث في مصر، وقد عرفت الدكتورة أنيسة حسونة بصلابتها وصمودها ومقاومتها الطويلة لمرض السرطان، والجدير بالذكر أن والدها هو المستشار محمد عصام الدين حسونة وزير العدل الأسبق في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.

والدكتورة أنيسة حسونة مؤسسة مستشفى الناس للأطفال أكبر مستشفى لعلاج الأطفال بالمجان في أفريقيا والشرق الأوسط، لم تتوقف عن تقديم كل ما بوسعها من أجل خدمة أطفال المستشفى رغم آلام مرضها وقسوته، وهي تعد بحق أيقونة الكفاح والنضال والصمود والقوة والعطاء، فرغم معاناتها وكفاحها ضد مرض السرطان قادت مستشفى الناس لخدمة الأطفال المرضى وعلاجهم بالمجان.

وقد ولدت الدكتورة أنيسة حسونة بمحافظة القاهرة في يوم 22 يناير سنة 1953، وحصلت على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة، وعملت فترة كملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية، وتولت عددا من المناصب في بعض المؤسسات والهيئات السياسية الهامة، مثل أمانة صندوق المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا، وعضوية المجلس التنفيذي لمؤتمر باجواش للعلوم والشؤون الدولية، بالإضافة إلى الأمانة العامة للمجلس المصري للشؤون الخارجية، وعضوية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية.

اقرأ أيضا الفنانة يسرى تنعي الدكتورة أنيسة حسونة رمز من رموز العطاء والخير

وقد كان للراحلة دور كبير في مؤسسة الدكتور مجدي يعقوب التي كانت مسؤولة عن إدارتها لسنوات عديدة، وتعتبر أول سيدة مصرية يتم انتخابها أمينا عاما للمجلس المصري للشؤون الخارجية، وعضوا بالمجلس التنفيذي لمنظمة الباجواش للعلوم والشؤون الدولية الحاصلة على جائزة نوبل لعام 1995، وقد تم اختيارها للانضمام إلى مجلس النواب المصري في سنة 2015 ضمن الأعضاء المعينين، حيث قدمت عددا من مشروعات القوانين، وانضمت إلى عدد من الهيئات الاستشارية والفكرية على المستوى العربي والعالم أجمع، من بينها مؤسسة “نساء من أجل السلام عبر العالم” في سويسرا، وكانت عضوا بالغرفة التجارية الأميركية بالقاهرة وبجمعية الأعمال المصرية البريطانية، وكان آخر المشاريع الخيرية التي شاركت بها الراحلة تأسيس مستشفى الناس للأطفال لتقديم الخدمة المجانية للمرضى.

والدكتورة أنيسة كانت محاضرة مميزة في المعهد المصرفي المصري ووزارة الخارجية، وكان لديها العديد من الأنشطة التثقيفية في المجتمع المدني من مؤسسات ومجالس قومية.

وتم اختيارها من قبل مجلة “آرابيان بيزنس” في سنة 2014 على قائمتها السنوية لأقوى 100 امرأة عربية على مستوى العالم وذلك عن مجال المجتمع والثقافة، وخارج النشاط السياسي والعلمي كان تفرد وتميز الدكتورة أنيسة حسونة وسيرتها الطيبة لأسباب أخرى، مثل أنشطتها وأعمالها الخيرية التي كانت تداوم عليها سواء مع مؤسسة الدكتور مجدي يعقوب، أو مستشفى الناس.

وقد أصيبت بالسرطان في آخر سنوات عمرها، وأجرت عمليات جراحية كبيرة دخلت بعدها مرحلة العلاج الكيماوي، وللأسف فقدت القدرة على التحرك فقامت باستخدام كرسي للتحرك، وكثيرا ما كانت تقول إن الرضا لمن يرضى وأنها تحمد الله على ما أصابها وأن غدا سوف يكون أفضل.

والدكتورة أنيسة حسونة تعد أول امرأة تنتخب أمينا عاما للمجلس المصري للشئون الخارجية، وقد ألفت الدكتورة أنيسة حسونة كتابا واحد قبل وفاتها، وكان هذا الكتاب يحمل عنوان “بدون سابق إنذار”، وروت الدكتورة أنيسة حسونة من خلال هذا الكتاب وقائع حربها مع مرض السرطان الذي كان قد أعلنت عن إصابتها به منذ فترة، والكتاب يستحضر روح الإنسان التي لا تقهر والقوة الخفية الهائلة للإرادة البشرية حينما ينبغي عليها أن تواجه المخاطر والمصائب الكبرى والابتلاءات، وهي لا تملك سوى رجاء رحمة الله، بالإضافة إلى مشاعر الحب النابعة من قلوب المحيطين بها، وقد كان كل شيء فى حياتها يسير طبيعيا وموحيا بالخير والأحداث السعيدة، من حيث النجاح الكبير على المستوى الأسري والعملي، والتفوق اللافت في إدارة واحدة من أهم وأكبر المؤسسات الخيرية العاملة فى مصر، وتوج الأمر في النهاية باختيارها من قبل رئاسة الجمهورية نائبة في مجلس النواب، ثم وقع الأمر فجأة وكأنه عاصفة بدون سابق إنذار”.

وفي احتفالية خاصة أقيمت منذ أيام قليلة لتكريم المرأة المصرية في يوم المرأة العالمي، تم اختيارها للتكريم من قبل السيدة حرم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسط تصفيق من جميع الحاضرين بعد صعودها إلى المسرح على كرسي متحرك، فيما كانت علامات التعب بادية وواضحة عليها، وكانت قد استعانت بكرسي متحرك وقالت إن العلاج الكيماوي الذي تخضع للعلاج به يمنع وصول الدم بصورة طبيعية للرأس وهذا صعب، وأن هناك أدوية لها بعض الأعراض منها تقليص قدرة الجسم على الحركة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock