فاطمة عبدالحميد
النجم القدير صلاح السعدني الذي لُقب بـ العمدة، إسطورة خالدة على مر أجيال، ظاهرة فنية تجبرك على التأمل في ملامحها الفنية المحفورة بقوة في ذاكرة الفن وبين سطوره، يعد آخر الحرافيش الفطاحل الذين تمكنوا في رسم معالم التحدي والإرادة والقوة على وجوه المصريين.
نسج “العمدة” كل تفاصيل شخصياته التي جسدها بروحه وتلقائيته التي دائماً ما كانت تخرج من القلب لتصل إلى قلوب كل من شاهده، قدم طوال تاريخه فنا يحاكى الشعر، وهذا ليس بغريب عليه، فهو يملك شغف المعرفة وحب المغامرة والاكتشاف.
جسد صلاح السعدنى أدواراً لن تنسى، وعلى سبيل المثال رائعة أسامة أنور عكاشة “ليالى الحلمية” بأجزائها الخمسة، التى تنافس فيها قطبا المسلسلات وثنائيها الرائع: يحيى الفخرانى فى دور الباشا سليم البدرى، وصلاح السعدنى فى دور الباشا الفلاح سليمان باشا غانم، والتى حاول البعض وقتها نسبها إلى الباشا محمود سليمان غنام باشا الذى كان وزيراً للتجارة والصناعة فى آخر حكومتين وفديتين تحت رئاسة النحاس باشا الأولى فى مايو 1942 والثانية فى يناير 1950، وبسبب دوره هذا منحته الجماهير عن حب لقب العمدة سليمان باشا.
إقرأ المزيد محمود قابيل صاحب الحضور القوي
ومن أهم أدوار السعدني التي قدمها ببراعة وتفوق على النفس والروح، شخصية “حسن أرابيسك”، فى هذا المسلسل الرائع أيضاً الذى كتبه أبرع من قدم لنا المسلسلات، أسامة أنور عكاشة، وكأن أسامة عندما كتب “ليالى الحلمية” وكذلك “أرابيسك” كانت أمامه، على الورق صورة صلاح السعدنى، الذى حاول فى هذا الدور أن يعيد للحارة المصرية أخلاقياتها وسلوكياتها الرائعة بل إن “أرابيسك” كان يحاول أن يدق ناقوس الخطر بأن أى عمليات ترميم حتى ولو كانت فى ثوب التجميل لا فائدة منها بل لا بد من نسف التالف، من أساسه.