كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان مختار عثمان يُعَدُّ واحدا من أكثر فناني عصره موهبة وإبداعا رغم أنه من الفنانين المهمشين الذين تتغافل عنهم وسائل الإعلام، وقد عُرِفَ بأدائه المتفرد وهيئته المميزة وصوته المعروف وخفة ظله، وقد لا يتذكر اسمه الكثيرون منا ولكننا بالتأكيد سنتذكره على الفور حينما نعلم أنه من جسد شخصية والد الفنانة فاتن حمامة في فيلم “حب ودموع” بطولة فاتن حمامة وأحمد رمزي، وشخصية والد الفنانة ليلى مراد في فيلم “ليلى بنت الفقراء” بطولة يوسف وهبي وليلى مراد، وشخصية مدير الفرقة المسرحية في فيلم “نهارك سعيد” مع منير مراد وسراج منير، وشخصية المخرج في فيلم “بلبل أفندي” مع فريد الأطرش وصباح، كما أبدع في عدد كبير من الأفلام الأخرى، منها “البيت الكبير” و”كرسي الاعتراف” و”خاتم سليمان” و”الدكتور” و”العزيمة” و”وداد”.
وقد ولد الفنان مختار عثمان في سنة 1898 في ساحل سليم بمحافظة أسيوط ورحل عن الدنيا في يوم 19 مايو سنة 1964، وهو من إحدى أكبر العائلات الارستقراطية في المحافظة، وقد اشتغل بعض أبنائها بالسياسة ومنهم ابن عمه محمد محمود باشا الذي تولى وزارة الزراعة ثم أصبح رئيسا لوزراء مصر والمسمى باسمه الشارع الشهير بميدان التحرير، وقد التحق بإحدى المدارس في أسيوط وبعد أن انتقلت الأسرة للإقامة في القاهرة التحق بمدرسة السعيدية الثانوية، وخلال دراسته فيها تعرف علي زميله الطالب يوسف وهبي، وعندما أسس الفنان يوسف وهبي فرقة رمسيس المسرحية كان الفنان مختار عثمان حاضرا وبقوة في معظم المسرحيات التي قدمتها هذه الفرقة.
وقد سافر مختار عثمان إلى فرنسا لدراسة المسرح وبعد عودته شارك في عدد من المسرحيات منها مسرحية “إلا خمسة” مع نجيب الريحاني، وكان يُعْرَضُ عليه كثيرا العمل في السينما وكان يرفض، حتى استجاب أخيرا لطلب كل من طلعت حرب باشا والمخرج أحمد بدرخان اللذين أقنعاه بالعمل في السينما، وقد استطاع أن يحتل مكانة كبيرة وسط نجوم زمن الفن الجميل رغم عزوفه عن السينما لمدة طويلة قبل طرق بابها والدخول في عالمها، وقد قيل له يوما ألا تود أن تكون وزيرا مثل ابن عمك محمد محمود باشا؟ فقال: “لا أحب أن أكون وزيرا، ولكنني أحب أن أقوم بتمثيل دور الوزير”.
زر الذهاب إلى الأعلى