وريقتي السابعة بعنوان “و روت سارة الراوي كل الحكايات”
الفن كلمة عندما نسمعها تجول صور كثيرة بأذهاننا، صور لأغنية أو تابلو أو قصيدة سمعناها و ارتبطت بذكرياتنا و ربما نبتسم أو تبتسم عيوننا بدمعة حائرة أو تعلو ضحكاتنا و نتمتم بكلمات لا يفهمها أحد غير أنفسنا تأثرا بالذكرى…
الورقة السابعة
في خمسينيتي، أتذكر الأشخاص الذين مروا في حياتي مع كل أغنية أسمعها بشكل مختلف، عندما أسمع بيني و بينك الكينج أتذكر أبي و عندما أسمع كده يا قلبي الجميلة شيرين أتذكر أخي رحمة الله عليهما، و عندما أشاهد أفلام احبها أتخيل نفسي و كأني البطلة، و عندما أشاهد فيلم الوان السما السبعة أتذكر ورش الدوران الصوفي مع الرائع أحمد برعي ، حقا الفنون مرأة القلوب…
و في أمسية حضرتها منذ أعوام قليلة سمعو “العرباوية الجميلة سارة الراوي” لمس صوتها قلبي، و اصبحت من متابعيها و كانت ضيفة غالية في برنامجي الاذاعي، و أمس بعد وعكة صحية طويلة كافئت خمسينيتي بسهرة فنية في بيت السناري لسارة التي رأتني لأول مرة لكنها تعرفني من صوري و حلقاتي، لكنها فنانة بقلبها فأهدتني تحية خاصة ضمن تحياتها للضيوف الذي بينهم كبار شعراء و فنانين، و بدأت سيمفونية غنائية فلكلورية مثل نزلت سوق الجمال، و يا مراكبي، و بتناديني تاني ليه و الكثير و وسط ذكريات كل الحاضرين المرتبطة بالأغاني و الرائع كان الحضور مختلف و متنوع الثقافات و المستويات الاجتماعية و الثقافية و العمرية لكن تجمعنا جميعا صفة حب الفن، ثم أهدتني الفنانة سارة أغنيتي المفضلة في الختام ” على ورق الفل” فكنت اغني كالأطفال معها و كأنها تغنيني أنا فقط…..
أتدرون لما أحكي لكم عن الأمسية؟!
اولا: لأشارككم كم حالة السعادة التي كنت فيها و كان معي صديقتين شاركوني سعادتي….أي السعادة مشاركة فلا تبخلوا على أنفسكم و من حولكم بلحظات السعادة الصافية .
ثانيا: أول مرة أذهب لبيت السناري أحد المنارات الثقافية الذي أقامت به الحفلة و كان هناك أيضا معرض لفن التصوير ، علينا أن نذهب لأماكن جديدة و نكتشفها، بيت السناري في حي السيدة زينب و يوجد أماكن كثيرة مثل وكالة الغوري و بيت السحيمي و غيرهم… فلنبحث عن أماكن جديدة للتعلم و الفن و الحياة ، لنخرج خارج الهالة المزيفة من السوشيال ميديا الي الحياه.
ثالثا: فن الفلكلور و الموروثات الشعبية في مصر، أحد أعمدة الفنون و الثقافة و هو لون هام من الفنون المحببة للجميع ، و كلمات الأغاني من حياتنا و تدور حول تفاصيل مشاعرنا و أفكارنا و طباعنا و تراثنا بموسيقي قوية راقية و كلمات تشكل ذكرياتنا بسعادة
و أخيرا أحب احكي لكم عن سارة الراوي بنت محافظة الإسماعيلية و هي من أصول بدوية ، شاركت في العديد من الحفلات الغنائية لتغني كل أنواع الفلكلور الصعيدي و الفلاحي و البدوي و الاسكندراني لتحيي تراث الفن و الموروثات من الفنانات جمالات شيحة و فاطمة سرحان ، و أخر أعمالها كانت مشاركتها في المسلسل الرائع جزيرة غمام، أنها إنسانة بدرجة فنانة…
أحبائي استمتعوا بالحياة و بالصحبة، أمس في الحفل لقد استمتعت بالصحبة ، بالفقه الموسيقية الرائعة، بإطلالة سارة البدوية و ضحكاتها و تعبيرها بحركات بسيطة طبيعية كانت تحرك أجسامنا و ابتساماتنا و قلوبنا، بأجواء بيت السناري التي جعلتني ابحث عن تاريخ البيت و اشارك اصدقائي بالمعلومات ، بتحية الفنانة لقلبي جعلتني سعيدة بشعور المحبة الخاص، بسعادة صديقاتي و أني كنت سبب لها، بالسماء و النجوم التي كانت تغطي رؤوسنا، بصورنا المضيئة بابتسامتنا ….لقد رسمت و روت سارة الأولي قصة السعادة من خلال أغانيها فجعلتنا نذوب في الحياه… السعادة عادة … السعادة مشاركة… فليكن كلا منا الراوي المرات القادمة… و لتحيا الحياه.
الورقة السابعة
اقرأ المزيد وريقات خمسينية الوريقة الخامسة/ استراحة مقاتل بقلم د. غادة فتحي الدجوي