حياة الفنانين
“اعتدال الشوفي “اسألوا شجر التوت رواية أتعبتني ،والقراءة إحدى المتع التي أنصح كل شخص بتجربتها ولا أظنه سيندم
إعداد وحوار /ريمه السعد
تدقيق لغوي/ ميرفت مهران
قالت أوكتافيا :إن كل قصة أبدعتها قد أبدعتني ،ولذلك أنا أكتب لأكون نفسي
اعتدال الشوفي كاتبة دخلت عالم الكتابة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي شاركت بأعمال قصصية ونصوص قصيرة صدرت ضمن كتب مشتركة مع كتاب عرب من مختلف الدول..، شاركت مع كتُاب وكاتبات من دول عربية مختلفة حتى نضجت تجربتها لتجد نفسها في كتابة الرواية ، روايتها الأولى هذيان الأمكنة التي حازت على جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها السابعة عن فئة الروايات العربية غير المنشورة.. وقد صدرت مؤخرا عن دار كتارا للنشر والتوزيع الكائنة في دولة قطر..
أما الرواية الثانية اسألوا شجر التوت فقد صدرت منذ قرابة الشهر عن دار الينابيع للنشر والتوزيع بدمشق.. وهي في طريقها للقراء..
الكاتبة المتألقة اعتدال الشوفي ابنة جبل العرب ضيفة مجلة سحرالحياة
أهلا ومرحباً
– أهلا وسهلاً بحضرتك
بداية نعرف القراء على الكاتبة اعتدال الشوفي وعن مشوارك الأدبي من أين كانت البداية ؟
– البداية الحقيقية ليست ببعيدة تقريبا،ماقبل ذلك كان مجرد خواطر وأفكار مشتتة. لم تسعفني الظروف لملمتها. قبل عدة سنوات ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي بدأت بكتابة ونشر النصوص النثرية وبعدها بدأت أميل للكتابة السردية نوعا ما. فكان لي تجارب في القصة القصيرة جداً وساهمت من خلال العالم الافتراضي بعدة كتب تشاركية مع كتاب وكاتبات من دول عربية مختلفة.. حتى نضجت تجربتي وركزت قدراتي الأدبية في كتابة الرواية فوجدت نفسي هنا.
نبارك لكِ صدور إنجازك الجديد “اسألوا شجر التوت ” لتحدثينا عن فكرة الرواية ؟
اسألوا شجر التوت رواية أتعبتني وأتمنى ألا تكون كذلك بالنسبة للقارئ. أردت من خلالها إلقاء الضوء من خلال شخوص الرواية وأحداثها على ما تركته الحرب وتراكم الأزمات في نفوس البشر وانعكاساتها على الواقع المعاش. كذلك ماتحمله ذاكرة المكان من قصص وحكايات تتقاطع مع الحاضر تارة وتناقضه تارة أخرى.
هل كنتِ تتوقعين فوز روايتك “هذيان الأمكنة ” بجائزة كتارا للرواية العربية ؟ وما تأثير هذه الجائزة على مشوارك الأدبي ؟
حين تلقيت خبر الفوز أتاني شعور بالعدالة والانصاف، نعم كنت أتوقع ذلك وانتظرته بفارغ الصبر.. لم تكن ثقة بقدر ما كان يقينا .. والحمدلله الذي وفقني بذلك.
ولماذا سميت “هذيان الأمكنة “
– أثناء كتابة الرواية وجدت العنوان ملحاً على مخيلتي حين كتبت أحد المشاهد الذي يصور حجم الدمار الذي طال المدن ونفوس من بقوا عالقين بين الركام. وبعدها وجدته يسير معي حتى آخر مشهد. للأماكن أيضاً أرواح تلاحقنا أينما ذهبنا..
تكتبين القصة القصيرة والروايات ما هو الأقرب إليك وترغبين في كتابته أكثر ؟ و هل القصة القصيرة التي تكتبها اعتدال الشوفي بمقدورها ان تحاكي الواقع ؟
– لم أنجح بكتابة القصة القصيرة والتي أعتبرها من أجمل الأجناس الأدبية. ولكنها كما الشعر تحتاج لتقنيات متفردة أعترف أنني فشلت بصياغتها.. لي تجارب في القصة القصيرة جداً كما ذكرت، وهي نمط أدبي حديث نسبيا يتميز بكثافة السرد وجمالية اللغة، وقدرته على حمل بعض الأحداث اليومية بأسلوب فني مرمّز قد لا تدرك أبعاده عين الرقيب.
ماذا يعني لك مفهوم الرواية ؟
الرواية فضاء أدبي واسع تمنح للكاتب مساحة من الحرية في أسلوب السرد، وتقنيات القص. ورغم أنها حديثة العهد نسبيا بالنسبة للقصة والشعر، الا أنها تجاوزت كل القيود، لتشكل نقطة التفاف في تاريخ الأدب العالمي بشكل عام والعربي بشكل خاص. وهي برأيي قادرة على حمل الزمن الماضي بوصفه ثابتا والحاضر بوصفه متغيرا ودمجهما معا لتخلق زمنا خاصا بها وفضاء رحبا يتجاوز حدود الزمان والمكان معا. بالإضافة إلى أن الرواية قد تتسع لتحتوي كل الأجناس الأدبية إذا ما تم توظيفها بالشكل المناسب والمنسجم مع الحبكة.
الكاتبة اعتدال الشوفي كيف تتفاعل مع العالم الافتراضي ؟ وما هي إيجابياته وسلبياته باختصار
– هو وسيلة وليس غاية. العالم الافتراضي هو من قدمني للقراء، وكان وسيلتي لإيصال صوتي وحروفي للعالم. مايقدمه العالم الافتراضي من معرفة واتساع في الرؤى يعجز عنها العالم الحقيقي إن صحت التسمية خصوصاً في بلادنا حيث لا تكافؤ في الفرص. وبذات الوقت قد يغرق رواده في كثير من الأحيان بالوهم وتلك هي المشكلة.
لماذا يقتني القراء الروايات وليس الكتب برأيك ؟
– كما ذكرت الرواية الجيدة، واسعة المحتوى. ربما لأنها على الأغلب تقدم متعة القراءة. لكونها تشرك القارئ في تصورات الحدث. ولكنها لا تكفي لترفد ثقافته بالعكس أرى أن القارئ الجيد هو من ينوع في قراءاته ولا يكتفي بنمط معين.
ما النصيحة التي تحب ان توجهها الكاتبة اعتدال الشوفي للقراء ، وخاصة في ظل غياب المطالعة والقراءة ؟
– كثيرا ما يسألونني كيف تجدين الوقت للقراءة والكتابة. وأقول حين نعتاد القراءة سنخلق الوقت لأجلها، لأنها تصبح متنفسا لنا.. القراءة إحدى المتع التي أنصح كل شخص بتجربتها ولا أظنه سيندم..
رسالة شكر لمن توجهينها ؟
– لكل من عبر حياتي وترك بنفسي أثراً لا يزول.. لعائلتي الكبيرة والصغيرة.. وأولا وليس آخرا للكتب الجميلة التي منحتني أسرارها..
كلمة نختم بها حوارنا ؟
– الشكر لحضرتك ولكل من يحاول البحث عن كل جديد والإضاءة عليه ولو بكلمة..
اقرأ المزيد بسوم سلوم ” نصيحتي لكل أم اجعلي الكتاب القصصي رديف لكتاب طفلك المدرسي