بقلم د. غادة فتحي الدجوي
ربما تأخرت وريقتي العاشرة، لكن لكل انسان عالمه الخاص الذي يحمل له الكثير من المحن و المنح، و ربما كنت في حالة إعادة اتزان لان الخمسينيات تختلف الاربعينات، حيث نحتاج إلي وقت أو دافع للوقوف من جديد، و عندما نجد عالمنا الخاص نكون أكثر قوة و ثبات.
لقد استعرت عنوان عالم خاص من رواية جديدة قرأتها خلال الأيام السابقة للكاتبة ماريانا برسوم، و توقفت عند غلافها الذي تجد فيه إنسانه تطل من خلال فتحة يمكن ان تتخيلها غرفة اعلي المنزل و يمكن ان تتخيلها ما وراء ابطبيعة، و بها كل ما يخص عالمها لتجد اقلام و اوراق متناثرة و صناديق و مانيكان ربما في نظرنا أشياء غير مترابطة و لكن عند صاحبة العالم هو كل عالمها، فلكل منا عالم خاص لايفهمه إلا نحن بكل تفاصيله، أما فصول الكتاب أو تبويباته و كأنهم فصول في حياتنا ، فتجد عناوين رنانة في الحياه مثل تانجو، نظارة ريبان، كومة قش، منذ زمن بعي، لوحة كانفاس، مصنع غزل و نسيج… و غيرها من العناوين التي ينسج خيالنا حول العنوان جملة، ثم نقرأ لنشاهد ربما بعد تخيلاتنا أو أفكار جديدة تلمس وجداننا، فالكتاب و كأنه حكايات و روايات صغيرة مختلفة لكنها متسقة.
و لكني توقفت عند اخر فصل الذي يحمل اسم الكتاب و هو ” عالم خاص” و توقفت عند الصفحة الاولى في هذا الفصل و قرأته مرات عديدة، شاشارككم إياه” الصحبة الحلوة هي التي تجعل للحياه طعما، هي التي تشبع حاجة القلب إلى السعادة، هي التي تملأ جوانح الىوح باللذة التي لا نهاية لها.
ما أجمل أن تكون محاطا بصحبة حلوة،مذاقها لذيذ و روح أصحابها هي التي يبحث عنها الإنسان كجزء من تكوينه و وجوده على الأرض”
لقد توقفت هنا، نعم تمر بنا أيام صعبه أو رائعة لا نشعر بها و بقيمتها إلا بالصحبه، و كلما تمر السنون ، و كلما تمر لنا المواقف، نبحث عن عالمنا الخاص، الذي نشعر فيه بجمال الحياه.
شكرا للكاتبة ماريانا على جمال الكلمات و المعني، و لتبحث كل امرأة غي ثنيات الكتاب عن عالمها الخاص لتخرج به إلي الحياه و تحيا كل يوم بطعم السعادة مع الصحبة التي تستحق وجودنا بينهم، فمرحبا بالحياه…