السيدة راوية عطية التي تعد أول نائبة برلمانية في تاريخ مصر والعالم العربي ولدت في يوم 19 أبريل سنة 1926 وكان والدها شمس الدين عطية يعمل سكرتيرا عاما لحزب الوفد بمحافظة الغربية قبل يوليو 1952، وبسبب قربه من مصطفى النحاس باشا دخل السجن عدة مرات نظرا لمواقفه السياسية وهو ما كان له بالغ الأثر في تشكيل وتوجيه اهتماماتها وآرائها السياسية، وقد التحقت بمدرسة الأميرة فوزية الثانوية وحرصت على الاشتراك في جميع المظاهرات التي قامت بها المدرسة ضد الاستعمار، وبعد الثانوية التحقت بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم تاريخ.
وبعد تخرجها عملت بالصحافة 6 سنوات حيث تدربت على يد الكاتبين الراحلين مصطفى وعلي أمين، وكذلك حصلت على دبلوم التربية وعلم النفس وعلى ماجستير صحافة ، وعلى دبلوم دراسات إسلامية، وكما ذكرنا فإنها تعتبر أول سيدة مصرية تدخل مجلس الأمة في تاريخ مصر وكان ذلك في يوم 14 يوليو سنة 1957، وكان من أبرز القضايا التي تبنتها المطالبة بتنفيذ المشروع الخاص بإنشاء مكاتب للتوجيه الأسرى والاستشارات الزوجية، وتولت رئاسة جمعية سيدات الخدمة الاجتماعية، بالإضافة إلى حصولها على عضوية مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر، وجمعية هدى شعراوي وجمعية التعاون الإسلامي والمجلس المحلي لمحافظة الجيزة.
وقد لقبت بلقب أم المقاتلين الشهداء حيث أنها أنشأت جمعية رعاية المقاتلين والشهداء بالجيزة، وكذلك دورها الإيجابي الداعم للجنود المصريين ورفع معنوياتهم أثناء العدوان الثلاثي على مصر، حيث كانت أول ضابط إتصال في جيش التحرير الوطني المصري وقامت بتدريب ما يقرب من 4 آلاف سيدة علي الإسعافات الأولية وحمل المواد الغذائية للجنود، وتم تكريمها حيث حصلت على درع القوات المسلحة للجيش الثاني الميداني وميدالية 6 أكتوبر الذهبية، وتم اختيارها أما مثالية في سنة 1976 حصلت على نوط الواجب من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل السادات لدورها في العمل التطوعي لمدة 30 سنة، وبعد مسيرة طويلة من العطاء في مجال العمل الأهلي توفيت في سنة 1997 عن عمر يناهز 71 سنة.