مقالات
كيف ندعم التعليم في الحالات الطارئة وفي المناطق النائية والفقيرة
كتبت/ فاطمة الكحلوت
إن الاهتمام بعملية التعليم في الدولة شيء أساسي وركن من أركان تطورها وقدرتها على مواكبة التطور التكنولوجي الذي نشهده اليوم ، كما أن الاولوية التي يجب أن نقدمها للأفراد هي حق التعليم لأن عليه يتم اتخاذ الخطوة الأولى للعمل والاندماج في سوق العمل ، كما يمكن تطوير مجالات التعليم لتشمل الاختراعات والابتكارات التي تسهل الحياة على المواطنين وتخدم مصالحهم وتقدم لهم مستقبل أفضل وآمن ، لكن هنالك مشكلات تعيق عملية التعليم في الدولة منها الفقر وعمالة الأطفال والحالات الطارئة من كوارث طبيعية ونزاعات وحروب وتفشي الأمراض ، جميعها من المعيقات للتعليم والتي تمنع وصوله لكافة الأفراد في المجتمع كما يمكن الحديث عن المناطق النائية والثقافة السائدة فيها والتي تمنع التعليم للإناث بشكل خاص فما هي أبرز الحلول وكيف يمكن دعم التعليم في المناطق النائية؟!
ما هي المبادرات التي يجب اتخاذها لتحسين نظام التعليم الأساسي في المناطق النائية والفقيرة؟
تحسين نظام التعليم الأساسي في المناطق النائية والفقيرة يتطلب مجهوداً متعدد الجوانب. ومن الممكن اتخاذ العديد من المبادرات، مثل:
1- توفير البنية التحتية اللازمة في المدارس وتجهيزها بالمستلزمات التعليمية اللازمة.
2- جعل التعليم مجانياً وإلزامياً حتى بعد سن الخامسة عشر لتقليل معدلات الهدر المدرسي.
3- إنشاء مدارس جديدة ودعم المعلمين .
ما هي أبرز المشكلات التي تواجه التعليم في المناطق النائية وما هي أبرز الحلول للتصدي لها ؟!
إن عمالة الأطفال من التحديات الكبيرة التي تواجه العالم النامي، فالكفوف الصغيرة حرمت من حقها في التعليم مرغمة بحثاً عن لقمة العيش .
إن تدهور الأوضاع الاقتصادية وانخفاض المستوى المعيشي يؤثر على الأسرة بشكل كبير فهي تتقيد بالمصاريف والمشتريات حسب دخلها المادي كما أنها تكون ملزمة أحيانا بالتجاوز عن الأساسيات المتعلقة بمستلزمات الالتحاق بالمدارس وذلك بسبب تدني دخلها المادي وخاصة في الظروف الاقتصادية الصعبة التي نشهدها اليوم مما أفقد الكثير من الأطفال قدرتهم على الالتحاق بالمدارس وإكمال تعليمهم ،كما يلجأ الكثير من الأشخاص بإجبار أولادهم لترك المدرسة والالتحاق بسوق العمل مما أدى إلى حدوث مشكلات كبيرة مثل عمالة الأطفال وازدياد نسبة العنف وتعاطي المخدرات وازدياد السلوكيات الخاطئة الناجمة عن ترك التعليم والتوجه للعمل ،لذلك من المهم نشر الوعي بالنتائج السلبية التي تنتج من ترك الأطفال للتعليم والالتحاق بالعمل .
ولا بد من التأكيد بأن لكل طفل الحق في التعليم والإحساس بطفولته، لأن من بين كل عشرة أطفال يضطر طفل للعمل بدلا من الذهاب للمدرسة وبما أن الأطفال هم الأساس لمستقبل المجتمعات والدول، يجب علينا إيجاد أفضل الوسائل لدعم المجتمعات وتوفير فرص التعليم للأطفال بدلا من العمل وذلك من خلال رفع الوعي، والتنبيه من مخاطر عمالة الأطفال .
عمالة الأطفال عبر الزمن :
تتفاوت درجات عمالة الأطفال عبر التاريخ. خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كان هناك العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا من أسر فقيرة يعملون في الدول الغربية ومستعمراتهم. كانوا يعملون أساسًا في الزراعة، وعمليات التجميع المنزلية، والمصانع، والتعدين، والخدمات مثل الأولاد الذين يعملون في مجال الأخبار، حيث كان بعضهم يعمل في نوبات ليلية تدوم 12 ساعة. مع ارتفاع دخل الأسرة وتوافر المدارس وإصدار قوانين عمل الأطفال، انخفضت معدلات حدوث عمل الأطفال.
في أفقر بلدان العالم، يعمل واحد من كل أربعة أطفال في عمالة الأطفال، ويعيش أكبر عدد منهم (29 في المائة).
ما هي أفضل الحلول لدعم تعليم الأطفال والتصدي لظاهرة عمالة الأطفال ؟!
إن العمل على تحسين المستوى المعيشي للأسر ومحاولة إيجاد حلول أكثر واقعية للتقليل من الفقر والبطالة يضمن حياة آمنة للأطفال .
يمكن وضع صندوق لدعم تعليم الأطفال ومحاولة الوصول إليهم في المناطق النائية والفقير.
وضع السياسات والقوانين التي تمنع عمالة الأطفال وتضمن التحاقهم بالمدارس .
الدعم المادي لهم وتقديم لهم جميع المستلزمات اللازمة لتعليمهم .
ما هي أبرز الحلول التي قامت عليها الدول لحل أزمة التعليم في المناطق النائية؟!
في كولومبيا وعدت الحكومة الكولومبية بإنشاء خطوط التلفريك للتغلب على هذه المشكلة.
فى أندونسيا أُنْشِئَت العديد من المراكز في جميع أنحاء الجزر.
أما في صحراء سوريا فقد أنشئت المدارس المتنقلة لنشر التعليم في المناطق النائية، حيث يمكن للبدو أن يتعلموا وفقا لتقاليدهم ولاسيما أن شيوخ القبائل يؤكدون أن مدرستهم هي الصحراء.
وفي مصر هناك مشروع E- Learning التعليم الإلكتروني بالمناطق الحدودية وذلك لتوفير بيئة تعليمية عن بعد وإتاحة فرص التعليم للأطفال في هذه الأماكن البعيدة، وهذا يؤدي إلى تحقيق الإتاحة في التعليم حيث يتم الوصول لأماكن لا توجد بها مدارس، وبذلك يتم التواصل مع المتعلم في أي مكان في حين أن هيئة الأبنية تحتاج من 80 إلى 90 مليون جنيه لبناء مدارس في هذه المناطق.
في الجزائر تعد وزارة الدولة بتوفير ميزانية متخصصة للحافلات للتلاميذ في مختلف الولايات.
ورغم تنوع الحلول المقترحة في مختلف الدول إلا أن ما يلمس من نتائج في أرض الواقع لازال شحيحا ولازالت الأزمة تعرض حياة آلاف الأطفال للخطر، إضافة لما ينتج عن هذه المشكلة من تدني في مستوى التحصيل لأطفال في تلك المناطق، نظرا لما تستنزف المسافات الطويلة من طاقة كان الأولى بها أن تبذل وتخصص للدراسة والتحصيل العلمي، هذا ويبقى السؤال المطروح في ظل استمرار أزمة الهيكلية التعليمية ووسائل النقل: متى يمكن أن نرى حلولا نهائية لمثل هذه الظواهر؟
كما يمكن التأكيد بأن ما نغرسه اليوم سنحصده في الغد فإن ضمان حقهم في التعليم يضمن لهم وللمجتمع مستقبل زاهر يؤمن بالتعليم والتقدم والتطور .
كاتبة وباحثة اجتماعية -الأردن
اقرأ المزيد الفقر من منظور اجتماعي