كتب : فارس البحيري
” سطرين سينما “
في عمق المشهد الدرامي السوري الحالي، يبدو أن النصوص الفنية تعاني من فقدان حاد، حيث ينعدم البلور والحِبك في السيناريو والكتابة. تظهر القصص الضخمة والمسلسلات المتكاملة بأفكارها وشخصياتها الفريدة، لكن يبدو أننا نصل إلى حائط أمام نقص الكتّاب ذوي الخبرة والمحتوى الجذاب.
في هذا السياق، نسلط الضوء على واحد من أبرز العقول الفنية التي أبدعت في الساحة الدرامية السورية، ممدوح حمادة.
يعتبر ممدوح حمادة صاحب أهم مساهمات الكوميديا التلفزيونية، حيث قدّم أعمالاً تتميز بالسخرية اللاذعة والتعبير الحقيقي، وتمتزج بالرسائل الاجتماعية العميقة.
من خلال مسلسلاته وأعماله، ترك حمادة بصمته بقوة، حتى أصبحت أعماله رمزاً للفن السوري الراقي. فمن ينسى لوحات “بقعة ضوء” المتنوعة التي بدأ بها مشواره الفني؟ تلك اللحظات الساحرة مع “ضبو الشناتي”، والربط السلس بين الواقع والفكاهة، وحوارات “ضيعة ضايعة”، ومسلسل الخربة وغيرها من الأعمال الرائعة.
إن قدرت ممدوح حمادة العجيبة على استنباط أفكار جديدة وتحويلها إلى واقع تلفزيوني مثير، تمنح أعماله هالة غريبة وساحرة، تثبت أنه يبقى الأفضل دائماً. والآن، في ظل هذا الفراغ الكبير في مجال كتابة السيناريو، يجب أن نتذكر إرث هؤلاء الفنانين الرائعين، كـ”ممدوح حمادة”، الذين ساهموا في بناء عالم درامي مثالي، والذي ينبغي علينا العمل على إعادة تجسيده بجودة مماثلة.
اقرأ المزيد “ترهيب وتهديد: حينما تُكمَم الأفواه وتُقيَّد الآراء – نظرة على ما يواجهه طارق الشناوي”
أحمد حموده : موهبة براقة و اجتهاد ممثل واعد.
قصة كفاح ونجاح: الدكتورة غادة جبارة، من الدراسة لرئاسة أكاديمية الفنون
