عاممقالات

الأديب و الأدباتي

الأديب و الأدباتي …

كتب / خطاب معوض خطاب

أنا الأديب الأدباتي غايظني حال بلدياتي 

و غلبت أوحوح و أهاتي لكن بلدنا سمعها تقيل …
من المعروف و المشهور و الشائع أن لفظ (الأدباتي) هو اسم ساخر يطلق على الأديب لكن الحقيقة عكس ذلك تماما حيث أن الأديب يختلف تماما عن الأدباتي فالأدباتي كان رجلا محترفا يدور قديما على المقاهي و في يده طبلة و يرتدي في أغلب الأحوال طرطورا على رأسه (أي أنه أشبه بالأراجوز) يقرع طبلته و يهز طرطوره و يرتجل أزجالا ينشدها لمستمعيه من رواد المقاهي و في النهاية يخلع الطرطور و يجمع فيه من الجالسين على المقاهي ما يجودون عليه به من قروش أو مليمات .
أما الأديب فكان قديما صاحب حرفة أو تجارة أو وظيفة بجوار هوايته للأدب الذي كان يمارسه فقط للهواية و المتعة و شغل وقت الفراغ فلم يكن هناك من الناس من يحترف الأدب كعمل في ذلك الوقت فكنت ترى الموظف أو التاجر أو الجزار مثلا يهوى الأدب و يعقد الندوات بجوار دكانه التي يملكها أو محل عمله .
من أشهر الذين احترفوا مهنة الأدباتي في مرحلة من مراحل عمره المتقدمة (و إن صار من كبار الأدباء بعد ذلك) الأديب الكبير و الشاعر الزجال خطيب الثورة العرابية الأشهر عبدالله النديم الذي اشتهر بمحاوراته الشهيرة و مساجلاته الزجلية و الشعرية بعدما أصبح أديبا شهيرا مع الأدباتية الذين كانوا يمرون بالمقاهي التي يجلس عليها و كان دائما ينتصر عليهم و يعلنون إستسلامهم و هزيمتهم أمامه حيث أنه كان يجمع بين كونه أدباتي قديم و أديب متمكن لا يبارى .
و من المعروف أن الملحن الشيخ إمام عيسى له لحن من أجمل الألحان غناه بصوته من كلمات شاعر العامية الشهير أحمد فؤاد نجم قال فيه :
أنا الأديب الأدباتي …
غايظني حال بلدياتي …
و غلبت أوحوح و أهاتي …
لكن بلدنا سمعها تقيل ……..
المصادر :

كتاب 75 نجما في بلاط صاحبة الجلالة (فتحي رزق) .

كتاب موسوعة تراث مصري (أيمن عثمان) .

كتاب أيام لها تاريخ (أحمد بهاء الدين) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock