كتبت:صوفيا زاده
ملكة الاحلام
علم التعبير لاينكره إلا الجاهل به وبعلمائه وبالكتب المصنفة فيه ، فالبعض يعترض علي علم التعبير بحجه اشتباهه بالكهانه ، وانه من الجان او المكاشفة
فليس كما قال ، بل هو قوة نفس ، وليس هو صلاح ولا كشف ، ولا من قبل الجن ، ولا ينبغي لك ان تطمع في ان يحصل لك بالتعلم والقراءة و حفظ الكتب ، ان لم تكن لك قوة نفس فلا تجد ذلك ابدا ، ومتي كان لك هذه القوة حصل ذلك بأيسر سعي ، وأدني ضبط ، فهذه الدقيقة خفيت علي كثير من الناس ، ويكفي الاعتبار بفرع واحد من فروعه وهو عبارة الرؤيا ، فإن العبد إذا أنفذ فيها ، وكمل اطلاعه جاء بالعجائب
من هنا نريد ان نقول انه ليس علم غيب ، بل هو علم يختص الله به بعض الناس و غاب عن غيرهم ، بأسباب انفرد هو بعلمها ، وخفيت علي غيره ، والشارع ( رسول الله) حرم من تعاطي ذلك ما مضرته راجحة علي منفعته ، او مالا منفعة فيه ، او ما يخشي علي صاحبه ان يجره الي الشرك ، وحرم بذل المال في ذلك ، وحرم أخذه به صيانة للامه عما يفسد عليها الإيمان أو يخدشه بخلاف علم عبارة الرؤيا ، فإنه حق لاباطل ، لأن الرؤيا مستندة من الوحي المنامي ، وهي جزء من أجزاء النبوة ، ولهذا كلما كان الرائي أصدق ، كانت رؤياه أصدق ، وكلما كان المعبر أصدق ، وأبر ، وأعلم ، كان تعبيره أصح بخلاف الكاهن والمنجم
فلا يجد من يطعن في علم التعبير العلم النبوي الإيماني حجة ، أو ان ينكر علي عالم التعبير ، إخباره عن أمور غائبة ، وتحديده لبعضها من خلال تفسير الرؤيا ، التي تحتوي إشاراتها علي هذه الامور ، فهو يخبرهم عنها ، لوجود قرائن وعلامات تدل عليها ، وهو علم منقول بالتواتر لا ينكره الا الجاهل به الذي يطغي العقلانية أثناء المناقشة ، وهذا لعدم وجود النص بتحريمه لجأ إلي العقل ويجادل بما لم يحط به علما ويخشي علي هؤلاء الجهلة من قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( ما ضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا أوتوا الجدل )
فعليهم بالعلاج وهو أن يرجعوا إلي ماقرره العلماء في أصول الفقه ، من أصول الاستنباط ، وفهم الأدلة وأستخراج الأحكام منها ، وعليه بالأطلاع علي مصادر أهل السنه والجماعة ، ويتخلوا عن هذا الموقف ضد المعبرين ، ولا ينسوا ان هذا نعمه من الله بها علي صفوة الناس