و بينا ميعاد، مسلسل كثير من الجمهور يتابعه و الكثير اتكلموا عنه و عن الأحداث و الشخصيات، لكن أنا أحببت مشهد له الكثير من المعاني، عندما تحدثت الابنة الوسطى لأمها ” انت ازاي قوية كده” و بعدها دخلت الأم حجرتها وحيدة مع ذكرياتها تبكي من الداخل قبل الخارج…..
لماذا؟! لماذا نصنع وجوها غير وجهنا الحقيقي ؟
لماذا نظهر أقوياء فولاذيين للبعض و نظهر مبتسمين قادرين على التعامل مع الأزمات قادرين على قهر الصعاب…. و عندما نختلى بل وجهنا الحقيقي نقتل أنفسنا و أرواحنا و مشاعرنا صراخا دون صوت …صراخ أخرس خوفا من أن يرانا الأخرون ضعاف… ألسنا بشر؟ من حقنا أن نحب و نبكي و نفرح و ندافع عن أحلامنا و حقنا في الإنسانية أن نعبر بحريه…
عندما نتحمل و نخفي الحقيقة وراء الف وجه و جه، يأتي يوما ربما لا نستطيع أن نجد أنفسنا و وجهنا الحقيقي، الجميع يتحدث عن الضغط و الحبس الداخلي يولد الانفجار … ليتنا ننفجر
الاسوأ … أن نتوه وسط الوجوه التي رسمناها لأنفسنا فلا يمكننا العثور على نسختنا الحقيقة و هذا اسوأ ما يمكن حدوثه… لماذا لا نكون طبيعيين كما كنا في السابق قبل الانهيارات الإنسانية في ظل التكنولوجيا التي أضافت لنا وجه حديدي صعب جاف….
دعوتي التي اعتبرها جنونية… فلنبحث جميعا عن شخصيتنا و وجهنا الطبيعي الحقيقي بدون مكياج الحياه المصطنع من المشاعر و الكلمات… فلنعطي أنفسنا فرصة كي نواجهها و لو ليوم واحد و نحكي ما بداخلنا في المواقف بشكل حقيقي و راقي….
فكم من الأقنعة نذوب فيها فنختفي… دعوة للحياة … لمحبة أنفسنا … لمحبة وجهنا و قلبنا الحقيقي…