شعر وحكاياتعام
ليلة رأس السنة
التقيا عندَ النهرِ كما تواعدا مُسبقاً …
وكان اللقاء بعدَ فترة طويلة من الانقطاع …
وابتسمَ ابتسامة خفيفة ،وهمس في أُذنيها ..كما أعتدتُكِ تحسنينَ الطلاقة في بلاغتكِ ،
ما هذا التناقض يا أميرتي ،وملكة سمائي ؟!!
أحستْ بالفخرِ وقالت: كل ما انجزتهُ في أيامي السابقة كانت براقة كالنجمِ الثاقب،وانا أنجز اعمالي ،والأطواقُ تحوم حول عنقي .
فلهذا أنا كثيرة الفخرِ بما أعمل ،وانجز ،وأيضاً أفتخر لعدم رضوخي للعواقبِ …
أما القمر المحاق ،هذا الإشعاع الخفي الذي يجولُ خاطري ،وأيامي ،وأنا بينَ هلاكٍ لايهلكني ،وروعاتِ مقاومتي لنفسي ،ولمن حولي ،جهاداً للسعي إلى ما أرمي،وصولاً لمُرادي …
لقد تخطيتُ تحتَ هذا الضوءُ الخفي أقسى ما أُعانيهِ ،وأنا مرفوعة الرأسِ كالفرسِ الأصيل ِ ،وبعدَ الاندهاشة المعتادة لهُ ،وهو ينظرُ إليها بأبتسامة اعجاب لها ….
مسكَ يدها ،وهو يحاول مواساتها تخفيفاً عنها ماعانتهُ وهو بعيد عنها .
قال: وهو خجلٌ من نفسهِ ،لا أستطيعُ طلب السماح ،ولا أقصد العذر منكِ …
ولكن كل الذي أعرفهُ إنكِ موقنة بما أنا عليهِ ،وما هي أحوالي …
ليلة رأس السنة
إنكِ المُتلازمة لي في كل دقائقي ،وحتى في أحلامي أجدكِ تُشاركينني منامي ،فأنا أُشاطركِ أوجاعي ،وإن كنتِ غائبة فلا خلافٌ في ذلكَ إنكِ حاضرة هواجسي ،وهي تنظرُ إلى بريقٌ عينيهِ ،اردفتْ قائلةٌ :
أحياناً أدفنُ أوجاعي حتى من أمامَ نفسي ،وأسيرُ في خطواتي مُتزنة لامُبالية بما يجري،ولا ارفعُ عيني لضرباتِ الزمانِ ،وأحياناً أُخرى التجأ إلى من أوهمتُ نفسي أنهُ يحسُ بما يجري بفؤادي ،فأتعثر وارجعُ إلى نقطتي ،وبهذا قد زدتُ همي …..
تخطيتُ الكثير من الأمور ِ لوحدي ،دون أن أقع في شباك الهزيمة ….
ساعدها فيمَّ ارادت القولُ
وقال: ياوردتي …وسيدة بالي هكذا كان دائما يُلقبها ….
أحياناً لانستطيع ان نُترجم بالشكلِ الصحيح الألم الذي نحنُ نعيشهُ ،وتخوننا العبارات نحو الضيقُ الذي نمرُ فيهِ .
فتصرفاتنا هي من تطلقُ عبارات الواقع الذي نعيشهُ …
ولكلِّ ردة فعل هي حصيلة ضغوطات مُتراكمة .
كانت ترمقهُ بنظراتِ استغراب ممزوجة بتعجب ،نتيجة لمَّ قالهُ امامها .
يامن علمتني كيفَ الغوص ببحارِ المخاطر .
لقد حاربتُ المثير من الأمور ِ.
ليلة رأس السنة
أول من حاربتُ هي نفسي،وحاربتُ الظلم ومن أرادَ بي الوقوع في الهاوية حتى أنهم صرخوا عالياً تباً لكِ من امرأة قوية جبارة لاتهابين َ المخاطر .
كنتُ بحاجة لمن يسندني ،ويقف إلى جانبي ،ولو بكلمة لطيفة ،ولكن ..
أنا من سندني ،وكلما وصلتُ إلى حفرة الوقوع أجدني انهض ،وأكمل مسيرتي .
فكنتُ اللطف والسند ،والقوة مع من يلتجأ إلي َّ .
لزمتُ الحفاظ على جوهري ،وهدوئي أحياناً ،وصمتي مراراً ،وتكرارا،حتى أمامَ من يخذلني ،ويجرحني .
واجهتُ قساوة الأيام،كالرياح العتية ،وكالأمواج القاسية .
بحقيقة نقائي ،وفطرتي ،وجوهر معدني الذي أفعله بألافعال لا بالأقوالِ .
وكان سُر نجاح اعمالي .
هو توكلي على الله ،وصدق نياتي الطيبة .
كأنهُ أحسَ بالخجل من كلامها ،ولهذا نظرَ قليلاً إلى الأرض ثم رفعَ رأسهُ وقال:ما أقساكِ ياملكة سمائي
حتى وأنت ِ في حلاوة كلماتكِ أجد ُ في طياتِ حروفها سهامٌ ترمقني ،وتدخل عيني لتُخجلني ،وتؤذي ضميري .
لاتجعل كل كلمة تُقال تصل إلى داخلكَ لتوجعكَ .
فبعض المفردات تُقال للإفصاحِ عمَّ تجولهُ الروح .
أجابها وهو يقطعُ وردة أراد أن يُهديها لها .
إنني أفهمُ كل كلمة تخرج ونحسُ إنها جارحة هي نتيجة لآلاف السهام التي كانت تأتي من تصرفات المقابل
وكل إهمالٍ حصل ممن تُحب هو ترجمة لحاجتهُ لكَ ،وأنت َ في عالم آخر ،وهو في عالم لاتحسهُ ،أو إنكَ لاتحسب له الحسابات .
وأفعالٌ نطلقها لمن نحبُ لكنهُ يتغافلُ عنها ،وهذا ما يُتعبنا أو يحرقُ مانعملهُ لهم ،وبهذا يغزونا البهتان ،وبرودهم يُعدينا .
وهي تأخذ الوردة من يدهِ أرمقتهُ بنظراتٍ تبوح بالاندهاشِ.
وهذا أنتَ أصبحتَ من الفصحاءِ أيضاً …
ياترى من السبب ؟؟
كانت قهقهتهُ ملفتة للنظرِ ،وأردفَ قائلاً انتِ اكيد ….
إنها أجمل ليلة رأس سنة يامن سكنتْ الروحَ
بقلم شيماء الحسيناوي
اقرأ المزيد كيف نستقبل العام الجديد