منير مكرم يبدع في “سحر الحياة”: كوميديا توعوية بقالب إنساني
كتب : فارس البحيري
” سطرين سينما “
في العرض المسرحي الغنائي الاستعراضي “سحر الحياة”، الذي كتبته وأخرجته الدكتورة نبيلة حسن، عن فكرة للدكتورة مها نور رئيس جمعية سحر الحياة.
برز الفنان منير مكرم بأداء مغاير وغير تقليدي لشخصية مريض بسرطان الثدي. قدم مكرم هذا الدور بطريقة كوميدية، رغم الثقل الذي تحمله الشخصية من حيث التوعية والرسالة الإنسانية العميقة، مما أضفى على العرض نكهة خاصة وجذب انتباه الجمهور بشكل فريد.
منير مكرم جسد دور مريض سرطان الثدي بأسلوب كوميدي مبتكر، حيث استطاع من خلاله أن يخفف من وطأة الموضوع الجاد والمرير. استخدامه للكوميديا كان ذكياً، إذ لم يقتصر على إضحاك الجمهور فقط، بل استخدم الضحك كوسيلة لتوصيل رسائل توعوية هامة حول المرض وكيفية التعامل معه. هذا المزيج بين الكوميديا والتوعية جعل الشخصية أكثر قرباً وتأثيراً في قلوب المشاهدين.
أداء مكرم تميز بالحيوية والإبداع، حيث نجح في تحويل مشاعر الحزن والألم إلى لحظات من الضحك والتفاؤل. قدرته على المزج بين الجوانب الإنسانية والكوميدية للشخصية أضفت على العرض بُعداً جديداً، حيث تمكن من جعل الجمهور يضحك ويبكي في آن واحد. كانت هذه الشخصية بمثابة تحدٍ كبير، لكن مكرم تعامل معها ببراعة وفهم عميق لأبعادها النفسية والاجتماعية.
ما يميز منير مكرم في هذا الدور هو استخدامه للكوميديا كأداة للتغيير والتأثير الإيجابي. عبر تقديمه للشخصية بطريقة خفيفة الظل، استطاع أن يكسر الحواجز النفسية حول الموضوع الحساس لسرطان الثدي، وجعل التوعية به أكثر قبولا وسهولة للفهم. كان قادراً على تقديم المعلومات والتوجيهات بأسلوب سلس ومحبب، مما جعل الرسالة تصل إلى الجمهور دون تعقيد أو جفاف.
في “سحر الحياة”، لم يكن منير مكرم مجرد ممثل يؤدي دوراً كوميدياً، بل كان رسولا للتوعية، يستخدم موهبته في الكوميديا لنشر المعرفة وتعزيز الوعي حول مرض السرطان. كان حضوره على خشبة المسرح نابضاً بالحياة، حيث استطاع أن يخلق توازناً مثالياً بين الكوميديا والتراجيديا، مما جعل الجمهور يتفاعل معه بعمق وصدق.
هذا الأداء الكوميدي التوعوي لمكرم في “سحر الحياة” يعكس قدرته الفائقة على التكيف مع الأدوار المختلفة واستخدام موهبته في الكوميديا لخدمة أهداف نبيلة. لم يكن يسعى فقط لإضحاك الجمهور، بل كان يهدف إلى تقديم رسائل هامة بطريقة سهلة الفهم ومرحة. كانت شخصية مريض سرطان الثدي التي جسدها تمثل الأمل والقدرة على مواجهة التحديات بروح مرحة وقوية.
في الختام، يمكن القول إن منير مكرم نجح في تقديم أداء استثنائي في “سحر الحياة”، حيث استطاع أن يجسد شخصية مريض سرطان الثدي بطريقة كوميدية فريدة، محققاً توازناً بين الضحك والتوعية. بفضل هذا الأداء المبدع، أكد مكرم على موهبته الفذة وقدرته على توصيل الرسائل الإنسانية العميقة بأسلوب مبتكر وجذاب. “سحر الحياة” بفضل منير مكرم وزملائه، قدم تجربة مسرحية غنية بالتوعية والإلهام، تعكس قوة الفن في تغيير الحياة وبث الأمل.