صور لنجيب ريحاني في ذكرى وفاته
كتبت / ريما السعد
لم يأت حتي الآن فنان فى حجم موهبة الفنان العبقري الراحل نجيب الريحاني الذي أحدث طفرة في الكوميديا واستطاع أن يؤسس مدرسة في فن الكوميديا والتمثيل معروفه باسمه وهي مدرسة الريحاني في الكوميديا.
ولد الفنان “نجيب إلياس ريحانة” فى حي باب الشعرية بالقاهرة، يوم 21 يناير لعام 1889م، وكان والده “إلياس ريحانة” يعمل بتجارة الخيل وعراقى الجنسية، درس “الريحانى في مدارس الفرير الابتدائية الفرنسية بالقاهرة والتى ظهرت فيها موهبته ولكنه اكتفى بشهادة البكالوريا وذلك بسبب تدهور تجارة والده أما عن زيجاته فقد تزوج من “بديعة مصابنى” ثم انفصل بعد ذلك عنها، ليتزوج من الألمانية “لوسي دي فرناي”
ظهرت موهبة «الريحانى» فى المدرسة الفرنسية التى درس بها، فانضمَّ إلى فريق التمثيل المدرسيّ، واشتهر بين مُعلميه بقُدرته على إلقاء الشعر العربي، حيثُ كان من أشد المُعجبين بالمُتنبي وأبو العلاء المعرِّي، كما أحب الأعمال الأدبيَّة والمسرحيَّة الفرنسيَّة وتعرف «الريحانى» على المخرج الشامى الشاب ” عزيز عيد ” وجمعت بينهما صداقة متينة، وتأصل حب الريحاني لِلمسرح وقتها، وظل الصديقان يترددان معا لعدة أشهر على الفرق المسرحية بالقاهرة، ونجح الاثنين فى الحصول على وظيفة «كومبارس» بِدار الأوپرا، حيثُ كانت الفرق الأجنبيَّة تعمل في موسم الشتاء، وكانت أوَّل رواية اشترك الريحاني في تمثيلها هي رواية «الملك يلهو» بعدما ترجمها أديب يدعى أحمد كمال رياض بك، وبذلك أُتيح للريحاني مُشاهدة تمثيل بعض كبار المسرحيين في زمانه
وفي أواخر العقد الثاني من القرن العشرين الميلاديّ أسس «الريحانى» مع صديق عُمره بديع خيري فرقةً مسرحيَّة عملت على نقل الكثير من المسرحيَّات الكوميديَّة الفرنسيَّة إلى اللُغة العربيَّة، وعُرضت على مُختلف المسارح في مصر وأرجاء واسعة من الوطن العربي، قبل أن يُحوَّل قسمٌ منها إلى أفلامٍ سينمائيَّة مع بداية الإنتاج السينمائي في مصر
أبدى “الريحانى” تألقً فى المسرح ليعرف بأسم “كشكش بيه” ومن أهم مسرحياته “كشكش بك في باريس” و”وصية كشكش بك” و “الجنيه المصري” و”الدنيا لما تضحك” و”الستات ما يعرفوش يكدبوا” و”إلا خمسة” و”حسن ومرقص وكوهين” و”تعاليلى يا بطة” و”مجلس الأنس” و”عشان سواد عينيها” و”المحفظة يا مدام” و”ياما كان في نفسي
شارك الريحانى في بطولة العديد من الأدوار السينمائية من أبرزها “سلامة في خير” و”أبو حلموس” و”لعبة الست” و”سي عمر” و”أحمر شفايف” و”غزل البنات ” وأثر أسلوب “الريحانى” فى التمثيل على العديد من الممثلين اللاحقين من بعده ومنهم “فؤاد المهندس” الذي اعترف بتأثير أُسلوب الريحاني عليه وعلى منهجه التمثيلي، كما كان له الفضل في تطوير المسرح والفن الكوميدي في مصر، وربطه بالواقع والحياة اليوميَّة
توفي الفنان نجيب الريحاني في مثل هذا اليوم فى 7 من شهر يونيو عام 1949 بالمستشفى اليونانية بحى العباسية بالقاهرة، بعدما انتهى من تصوير أخر دور له فى فيلم “غزل البنات”، وكان قد أصيب “الريحانى” بمرض التيفود الذى أثر على صحة رئتيه وقلبه