كتب / خطاب معوض خطاب
دنيانا دنيا غرورة …
و اللي تغره يخسر مصيره …
في مشهد من أروع مشاهد مسلسل (الشهد و الدموع) للكاتب أسامة أنور عكاشة و المخرج إسماعيل عبد الحافظ إنتاج 1985م و تحديدا في الحلقة الأخيرة من الجزء الثاني يجلس حافظ رضوان (الفنان يوسف شعبان) مع عم جعفر (الفنان عبد المنعم إبراهيم) و يسأله عن السبيل للنجاة و الخلاص مما صار إليه حاله (بعدما ظلم أخيه شوقي و تسبب في موته و حرم أولاد أخيه من ميراثهم و انتقم الله منه بأن حاول ابنه الأكبر إقامة قضية حجر عليه و تحطمت حياة ابنته الكبيرة بعد انتقام ابن عمها منها و هجرة البنت الصغرى لأمريكا و خروج الابن الأصغر من بيت أبيه و زواجه من فتاة فقيرة في إعادة لما حدث من عمه شوقي و استيلاء حجازي الذي يعمل عنده على المحل و الفيلا) فقال له عم جعفر : منه له ! جاي رايح منه له فعلم حافظ الذي لم يحفظ للأخوة و المروءة حقا طوال حياته أن سبب نكبته هو المال الحرام فجمع ماله كله و تخلص منه و انتهى به الحال بأن أصبح درويشا يخدم في أحد المساجد .
و يبدع الشاعر سيد حجاب في كلمات التيتر التي غناها المطرب علي الحجار من ألحان الموسيقار عمار الشريعي :
تحت نفس الشمس و فوق نفس التراب
كلنا بنجري ورا نفس السراب
كلنا من أم واحدة أب واحد
دم واحد بس حاسين باغتراب
و على نفس المنوال سار مسلسل (المال و البنون) للكاتب محمد جلال عبد القوي و المخرج مجدي أبو عميرة في الجزء الثاني إنتاج 1995م في التأكيد على أن المال الحرام لا ينفع من اكتسبه بل يكون المصير مؤلما فها هو المعلم سلامة فراويلة الذي استولى على مال حرام ينتهي به الحال مصابا بالشلل بعدما فقد كل شيء (المال و الأولاد الذين تفرقت بهم السبل) و ها هو الشاعر سيد حجاب و الموسيقار ياسر عبد الرحمن يبدعان في أغنية التيتر التي شدا بها الفنان علي الحجار :
قالوا زمان دنيا دنية و غرورة
و قلنا و اللي تغره يخسر مصيره
قالوا الشيطان قادر و له ألف صورة
قلنا ما يقدر على اللي خيره لغيره
و جاء مسلسل (شرف فتح الباب) للكاتب محمد جلال عبد القوي و المخرجة رشا شربتجي إنتاج 2008م ليؤكد على نفس الفكرة و هي أن المال الحرم لا يفيد من اكتسبه بل يكون وجوده سببا في خسارة الدنيا قبل الآخرة فها هو الأستاذ شرف فتح الباب الرجل الشريف الذي يعمل كأمين مخزن بإحدى شركات المقاولات الحكومية لكنه في لحظة ضعف يقبل رشوة كبيرة فتكون سببا في خسارة عائلته حيث تتركه زوجته التي لا تقبل بالحرام و يضيع أولاده الذين تعب في تربيتهم و ينتهي به الحال مشردا مجذوبا يهيم على وجهه في الشوارع .
و يبدع المطرب مدحت صالح في غناء كلمات الشاعر سيد حجاب و ألحان الموسيقار عمار الشريعي :
الدنيا يا ابن الناس مهيش جاه و مال
و راحة البال فين إذا حالها مال
و ابن الحلال عمره ما يمشي في ضلال
و البركة ما تحل إلا على مال حلال
و هييجي يوم تلقى المخبي اتعرف
شرف الأستاذ شرف .
و هكذا كانت الدراما الجيدة تمتع دائما و في نفس الوقت تعطي المشاهدين العظة و الاعتبار و تحذرهم من عاقبة ما يخالف الشرع و الأخلاق و الدين و القانون .
المصادر :
جريدة الأنباء الكويتية 2 يوليو 2014م .
موقع المصري اليوم لايت .
موقع السينما . كوم .