محمد سعيد أبوالنصر يكتب …
تنوع الإنسانية في الألسنة والديانات واللغات والقوميات والأجناس والألوان أمر لا ينكر ، والخلاف في عرض وجهات النظر لا يفسد للود قضية ..بشرط أن يكون في إطار الجادة والتزام آداب الحوار ومن شأني وعادتي أنني أقبل الآخر أيا كانت ديانته أو عقيدته وقد يدور بيننا حوار أتعرف على فكره وأفهامه ، ومن القدر أن الحوار هذه المرة وقع مع شيعي متدين ..وله إسهامات فكرية وتكلمنا عن مفهوم الحرية ثم تطرق الحديث عن بعض الكتاب فقلت: إنه نال من صلاح الدين الأيوبي وأراد أن يزور تاريخ الرجل الكبير ولن يفلح …وما أدهشني أنني فوجئت برد هذا الشيعي وكان كالتالي هذا الكاتب عالم وباحث ،وفيلسوف وله دراساته ومؤلفاته ولا بد أن نحترم وجه نظره ، أخذت افكر ما الذي جعل هذا الرجل يدافع عن هذا الكاتب بكل هذه القوه ولأنه كان حديثا لا يحمل معنى المناظرة وإنما هو عبارة عن دردشه انتهى الحديث… وأخذت افكر ما الذي حمل هذا الرجل لأن يدافع عن أمثال هؤلاء ..وبعد التأمل قليلًا تذكرت أن من إنجازات صلاح الدين أنه أزال الدولة العبيدية ، وأزال الدولة الصليبية فأيتام الدولتين الهالكتين ما زالوا يبكون على الماضي ويودوا أن لو غيروا التاريخ ، إن هؤلاء مصرون على إهانة البطل صلاح الدين لأنه أذل أجدادهم الغابرين
ففي الجانب العقيدي نشر صلاح الدين المذهب السني فبالتالي سيكرهه الشيعة ويبغضونه . لأنه دحرهم وهزمهم وأسقط راياتهم وأزال دولتهم .
وفي الجانب العسكري انتصر على القوة الصلبية فالنصر كان حليفه ،وبه انتصر العرب على الصليبين فقد استطاع صلاح الدين أن يذل ويدحر الدولة الصليبية فكل صليبي لا بد أن يكرهه ويمقته لأنه نصر الإسلام والعرب وجعل راية الإسلام عالية بعد سنين من الهزيمة ..
عند ذلك اتضحت لدي المعادلة صلاح الدين ناصر الحضارة الاسلامية العربية على الغرب وزمر أهل السنة وبطل العرب .
فالكارهين له كارهين للحضارة الإسلامية أو تابعيين للحضارة الغربية أو تابعين للشيعة …
ويمكننا القول الآن بأن أي شخص ينال من تاريخ الرجل هو في الحقيقة يكذب حقائق التاريخ ويزور الماضي لصالح الغرب وينتصر للحضارة الغربية على العرب والمسلمين .
أو قل إن شئت من يفعل ذلك مدفوع من الشيعة أو مأجور منهم ،والتابع للغرب أو الماجور من الشيعة كلاهما أشر من الآخر
إن صلاح الدين هو الرجل الذي أعاد هيبة المسلمين المفقودة ورد اعتبار الأمة ، أيصح أن يكون صلاح الدين بالأمس منتصرًا واليوم يصير صلاح الدين مهزوما ،صدق الشاعر
باﻷمس كان “صلاح الدين” منتصرا
أتراه صار صلاح الدين مهزوما ؟!