? سامح عبده
أتقنت أدوار الإغراء في أفلامها، واعتاد المشاهد العربي على رقصها الجذاب بملابسها النصف عارية، وبرزت كنجمة شهيرة في السينما المصرية، لكن القدر لم يرد أخذها إلى السماء على حالها هذا، مديحة كامل كانت لا تعرف عن الإسلام سوى الشهادتين فقط، وكانت عندما تطلب منها ابنتها الملتزمة مريهان أن ترتدي الحجاب، ترد عليها بسخرية، قائلة:” المشاهد التي لا تروق لك هي التي تكفل لك هذه الحياة الرغدة التي تنعمين بها والتي تحسدك عليها كل البنات.. لكنك عمياء لا تستطيعين الرؤية”.
وأستمر حالها وهي منغمسة في السهرات الليلية وليالي الأنس والطرب والشراب، وما إلى ذلك من الفسوق، بينما ابنتها الطيبة لا تتوقف عن الدعاء لوالدتها بالهداية والعودة إلى الله.
وفي ذات ليلة من عام 1992 رأت مديحة كامل شخصاً في المنام يتقدم إليها ويلبسها رداء أبيضا فضفاضا وينظر إليها بحنان ويهمس لها: “لقد آن الأوان يا مديحة”.
في اليوم التالي قررت مديحة كامل الاعتزال وذلك أثناء تصويرها لفيلم “بوابة إبليس” مع المخرج عادل الأعصر، ما اضطر المخرج إلى الاستعانة بدوبليرة لاستكمال مشاهد مديحة كامل. وظهرت عناوين الصحف تحمل هذا الخبر الكبير
ثم بدأت بحضور الدروس الدينية مع ابنتها، وفي أحد الدروس استمعت مديحة لقراءة القرآن، وظلت تبكي بشدة وذرفت الدموع من عينيها، وبدأت تتحدث وتقول “عندما بدأت رحلتي مع الفن كنت أبعد ما أكون عن الله، لم يكن يشدني إلى الحياة سوى المال والشهرة وقصص الحب، ومع الأيام زادت نجوميتي . لكن إحساسا غريبا بدأ ينتابنى كنت أشعر وأنا فى قمة المجد بأني أيضا فى قمة الوحل . كثيرا ما أحسست برغبة عارمة فى أن أحمل سوطا وأجلد نفسى، وكم وقفت أمام المرآة وأنا في أبهى زينة ثم تمنيت أن أبصق على وجهي.
ظلت مديحة كامل ملتزمة بأمور دينها وارتدت الحجاب الشرعي وكانت تداوم على الذهاب إلى المسجد، بدل إن كنت تداوم على الذهاب إلى السينما.
في 13 يناير 1997 المصادف الرابع من شهر رمضان وبعد أن أدت صلاة الفجر جماعة توقف قلب مديحة كامل نهائياً وانتقلت إلى جوار ربها، رحم الله بنت كامل وأدخلها فسيح جناته.