بقلم فتيحة بن كتيلة
صفاء النفس ..بهجة الحياة بقلم فتيحة بن كتيلة ما أجمل وما أروع أن نمتلك نفوسا صافية ، وقلوبا نقية ، لا تحمل حقدا ولا حسدا ولا غلا ،إلا حب الخير والصدق ، للننعم بحياة شعارها الصفاء والنقاء والطهر،وحب الجميع في الله ولله ، لا نريد جزاء ولا شكور ولا مدحا ، فبهذا القلب السليم ، ننجي أنفسنا من الأذى الروحي والقلق والضغط النفسي والتوتر العصبي ، ولا نتخلص من الكدر وتلويث النفس إلا إذا ابتعدنا عن سوء الظن بالآخرين ، لأن هذا الأخير يفتك بحياتنا الروحية ويسود بياضها ، ويلوث نقاءها ،ويدمر العلاقات الإنسانية فيجعل الأخ عدوا ، فعلينا أن نحسن الظن بالغير ونترك الخلق للخالق ،فهذا هو طريق النجاة والسلامة و به تتصافى القلوب ، وتقوى روابط المحبة والإخاء بين أبناء المجتمع الواحد ،وبين الأهل و الأصحاب و بحسن الظن تصفو نفوسنا من الحسد و الغل و الأحقاد و نتبع و نمتثل لأوامره عليه الصلاة السلام ،و تحذيره من عاقبة سوء الظن في قوله صلى الله عليه و سلم ” “إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا…”.
فإذا صفت القلوب و طهرت من الأحقاد و الحسد و الضغينة و التي يسببها سوء الظن تكوّن مجتمع متماسك محب و متعاضد ..مجتمع من الصعب على العدو أن يجد ثغرة ليدخل منها فيفرق بين الأصحاب و الجماعات و يضعف قوتهم ،فما هي السبل لقلب نظيف طاهر نقي من سوء الظن بالآخرين ؟؟ هناك العديد من السبل و الطرق المعينة على حسن الظن و التعود عليه
1- وضع النفس في منزلة من نسيء الظن فيهم قال الله تعالى “{لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12 ففي هذه الآية أشعر الله المؤمنين أنهم كيان واحد لا يتجزأ و بهذه الروح بنى عليه الصلاة و السلام مجتمع خال من الأحقاد بعد أن كان مجتمعا قائما على الأحقاد و الضغينة فلو فكرنا أننا كلنا واحد و أن ما يضر إخوتنا في الله يضرنا و ما ينفعهم ينفعنا لما أسئنا الظن بهم .
2- الدعـــــاء فالدعاء هو مفتاح كل الخير فلنسأل الله تعالى أن يرزقنا قلوبا سليمة طاهرة نقية من كل الشوائب ، وندعو لأنفسنا ولإخواننا بالهداية والصلاح والفلاح .
3_الصبر على أذى الناس : فالصبر مفتاح من مفاتيح الجنة ويرزق صاحبه مكانة عاليا عند الله سبحانه وتعالى . ونحن على مشارف شهر رمضان الكريم فنسعى لتطهير قلوبنا وجعلها أرض خصبة للتنمو فيها المحبة والإخاء ويزدهر المجتمع ، وتتلاشى الأحقاد والضغائن ولا ننسى فنحن أمة خلقت لتربية باق الأمم ويتباهى بنا الحبيب يوم القيامة أسأل الله لي ولكم قلوبا نقية صافية مخمومة .