حياة الفنانينعام
“الأديب جهاد موسى “منذ الصغر عشقت قراءة القصص العالمية والدواوين الشعرية وتعلقت بها
حوار إلهام غانم عيسى
أحمد محمد أبو رحاب
إنسان طموح يهوى شراء وقراءة القصص العالمية عشق الكتابة منذ نعومة أظافره ترعرع في بيت مليء بالثقافة حيث يملؤه الشعر فهو ابن الشاعر خالد موسى صاحب ديوان عشتاروفلسفة الغزل إنه الشاعر جهاد موسى الذي كان لنا معه هذا اللقاء فكان حديث القلب للقلب
جهاد موسى كيف تعرف نفسك للقراء والمتابعين لك ؟
انا الشاعر جهاد خالد موسى من مواليد ١٩٦٧ لبناني الجنسية من قرية تدعى قب الياس هي منطقة بقاعية في قضاء زحلة انا من عائلة متواضعة والدي كانت يعمل في السلك العسكري ووالدتي كانت سيدة فاضلة طيبة خلوقة كان كل همها تربيتنا انا وإخوتي لنكون في أفضل حال ولا ينقصنا شيء بسبب غياب والدي أحيانا عن المنزل لظروف عمله أما دراستي الابتدائية كانت في مدرسة سيدة الرسل قب الياس وبعدها انتقلت مع الأهل إلى بيروت حيث أكملت دراستي المتوسطة والثانوية وبعدها دخلت في المجال المهني حيث درست الهندسة الكهربائية في إحدى المعاهد في بيروت وبعد تخرجي عملت في إحدى المكاتب الهندسية وكنت مشرفا منفذا لعدة مشاريع منها مشاريع فندقية ومنها مباني سكنية وغيرها
كيف كانت بدايات ولوعك لعالم الإبداع والكتابة ومن كان الراعي والداعم لك في تنمية موهبتك ؟
منذ الصغر كانت لدي هواية شراء القصص الأدبية العالمية لفكتور هيجو كقصة البؤساء والقصص البوليسية لأغاتا كرستي والكاتب طه حسين وابن زيدون والمنفلوطي وميخائل نعيمة وأمين الريحاني وكتب الأديب جبران خليل جبران وكتب الشاعر محمود درويش والشاعر نزار قباني وهذه الكتب كانت هي الحافز لتعلقي بالشعر والأدب
بمن تأثر الشاعر جهاد موسى من الكتاب والشعراء؟
تأثرت بالعديد من الأدباء والشعراء القدامى كالمتنبي وامرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى ومن الشعراء الجدد الشاعر محمود درويش والشاعر نزار قباني وغيرهم
حضرتك ابن الشاعر والأديب خالد موسى صاحب ديوان عشتار وفلسفة الغزل هل هذا شكل لديك أرضية صلبة في خوض الكتابة وفتح لديك علاقات مباشرة مع العديد من الكتاب والشعراء كانوا حافزا لك في مسيرتك الشعرية ؟
نعم أنا افتخر أني ابن الشاعر والأديب خالد موسى وأنا كنت دائما”من الداعمين لوالدي وافتخر واعتز ومعجب بكل مؤلفاته ومسيرته الادبية والثقافية واقتدي به وبمثابرته وجهده الدائم وسهره من اجل
إصدار ديوان عشتار وفلسفة الغزل هذا الديوان الرائع الذي فيه العديد من القصائد الوجدانية والعاطفية ، اما عن صداقاتي نعم لدي العديد من الأصدقاء من شعراء هيئة الحوار الثقافي الدائم كون والدي هو أمين سرها ولدي العديد من العلاقات مع أدباء وفنانين من خارج هيئة الحوار فأنا منذ بداية شبابي كان يستهويني التواصل مع بعض الفنانين وكنت أحرص ان أتواجد في بعض الندوات الشعرية التي كانت تحصل في بيروت وكان لي حظ كبير بأني حضرت ٱخر امسية شعرية قدمها الشاعر نزار قباني في بيروت في قاعة السان بيهول في الجامعة الأميركية …
إلى أي لون يميل الشاعر جهاد موسى شعر التفعيلة أم الشعر المحكي ولماذا ؟
أنا اميل إلى شعر التفعيلة الموزون والمقفى لأن له رونقه وجماله الخاص وأيضا” أكتب الشعر العامودي والشعر الحديث
وأكتب النثر وأكتب الشعر العامي فالشاعر لا يصعب عليه أن يكتب بأي أسلوب عن أي جملة جميلة أو موضوع مؤثر ما دام يملك الثقافة والاحساس والموهبة ..
ماهي القصيدة التي كتبتها وتشعر بأنها الأقرب إلى قلبك ؟
القصيدة هي مشروع ولادة تتكون من ثقافة وجو معين واحساس وموهبة ، القصيدة في ولادتها أحيانا” معاناة إن كانت قصيدة حب او قصيدة وطنية او قصيدة تحكي هموم الناس والمجتمع فكل القصائد التي تولد من رحم افكاري ونبض قلبي هي قصائد مقربة لي وانا
لا أفرق بين واحدة وأخرى فكل
قصيدة كتبتها لها ظروفها وتفاعلات في داخلي ..
ماهي دوافع الشاعر جهاد موسى للكتابة هل هي المعاناة أم التاثر بحياة الآخرين أم الحب ؟
أنا أكتب في حالات السعادة ، والحزن ، والمعاناة ، والحب فنحن بشر وبالتأكيد كل ما يحدث من حولنا يحفزنا ويدفعنا إلى الكتابة فمثلا” انا لا استطيع ان أكتب عن الحب وأنا أعيش حالة حزن والعكس صحيح ان لكل مقام يا سيدتي مقال ..
أين الحب في حياة جهاد موسى وكيف جسدته في كتاباتك ؟
الحب هو الأساس في حياتي ، أنا كإنسان بدون حب اعتبر نفسي آلة تتحرك بلا نبض وبلا مشاعر وبلا قلب وبمعنى أصح بدون حب أنا أكون شخصا ميتا إن كل ما في داخلي ينبض بالحب ، وهناك علاقة خاصة بيني وبين الأشياء فأنا ممكن ان تستهويني زهرة جميلة في بستان او مقطوعة موسيقية أو إمرأة جميلة مثقفة تجذبني في حديثها أو طفل صغير يلهو في أشيائه الصغيرة أو أي منظر جميل كمنظر البحر والطبيعة والنجوم إن بيني وبين كل تلك الاشياء حالة تأمل وعشق مشتعل دائما” …
أين القضية العربية ومايجري في بلداننا العربية من كتاباتك ؟
أنا ابن هذه الأرض أعاني معاناتها وأتألم لألمها أتأثر بما يحدث من حولي في فلسطين في العراق في مصر وسوريا ولبنان كذلك أتأثر بما يحدث في تونس وبلاد المغرب العربي فهؤلاء هم أهلي وناسي ومن حق تلك الشعوب أن تعيش بسلام ، أنا لدي عدد كبير من القصائد الوطنية الداعمة للقضية الفلسطينية وقضايانا العربية وما يحدث من تفسخ في مجتمعنا العربي من المحيط إلى الخليج يحزنني ما يحدث من انشقاق
وتباعد بين الإخوة في الوطن الواحد أتمنى من الله أن تنتهي وتنزاح تلك الغيمة عن سمائنا لترتاح الشعوب وتشعر بالأمن والأمان ، في الحقيقة شعوبنا تعبت من كل ما اصابها ويصيبها هل محرم على هذه الشعوب أن تعيش بسلام ..؟
حضرتك كاتب وشاعر من وجهة نظرك إلى أي مدى نجح الأدباء والكتاب العرب في حمل القضية العربية إلى أنحاء العالم ؟
الكتاب والشعراء دائما” كانت لديهم رسالة يحملون فيها قضايا مجتمعهم وأوطانهم وٱلامهم وآلام أهلهم وشعوبهم ومنهم من دفع الثمن حياته فداء لتلك القضايا فأنا أعتبر بأنهم لم يقصروا أبدا” في فعل كل ما يتوجب عليهم ليوصلوا معاناة هذه الأرض ويرفعوا الظلم عن الشعوب فهم في النهاية ابناء هذه الأمة …
هل ترى بأن انتشار الشبكة الإلكترونية (الإنترنت ) سحب البساط من تحت أقدام الكتب والمطبوعات ام سيظل الكتاب الورقي هو سيد الموقف؟
في عصرنا هذا نحن نتطور كما يتطور أي شيء من زمن لزمن وبالنسبة للانترنت لديه حسناته ولديه سيّئاته المهم هو من يدير تلك الوسيلة الالكترونية ليوصل لنا ما هو نافع ومفيد للناس إن كان من ناحية المادة المقدمة ، أو من حيث النشر والاضاءة على مواضيع واشخاص موهوبين لإيصالهم الى الناس بشكل جيد وراقٍ وبطريقة اسرع المهم هو من يدير تلك الوسيلة ومن يشرف عليها اما موضوع الكتاب والنشر إن للكتاب عشق خاص ورونق خاص ونكهة خاصة ان من يقرأ الكتاب لا يستطيع ان يتخلى عنه او يتجاهل وجوده كقيمة ادبية وفنية انا اعتقد بان الكتاب سيبقى لانه له عشاقه وناسه وقيمته الثقافية فهو كما البطاقة الشخصية لا يمكن الاستغناء عنه في كل العصور وكل الاماكن وكل الازمنة …
برأيك هل ما يقدم على الساحة الثقافية من شعر وشعراء يرتقي إلى مستوى الطموح وخصوصا اضحى الآن الكل شاعر ويكتب الشعر ؟
كل شخص يستحق سوف يصل والناس ذواقة وخاصة في مجتمعنا العربي هناك كمّ كبير من المثقفين فنحن لا نستطيع أن نستخف بعقول الناس فهم لن يسمحوا لنا أن نقدم لهم
مادة رخيصة ونقنعهم بأن هذه المادة هي المادة المطلوبة في المجتمع والتي تحظى بالفخر والتقدير ، عقول الناس مش لعبة يا سيدتي الناس تدرك اين الصح واين الخطأ …
برأيك بماذا يختلف الشعر القديم عن الشعر الحديث ؟
بين الشعر القديم والشعر الحديث هناك مصطلحات أدبية وعادات وتقاليد اجتماعية مختلفة ، في الماضي كان هناك مفردات صعبة الفهم ، وكان يجب على القارئ أن يحمل قاموس لغوي ليترجم ما يقرأ فمثلا” مصطلحات منطقة الجزيرة العربية كانت تختلف عن مصطلحات بلاد الشام ، ولكن التطور والتمدن وتقارب الناس من بعضها البعض ، وتداخل الحضارات على كل الأصعدة الثقافية وحتى التجارية
جعل لنا لغة جديدة متعارف عليها ومفهومة هي خليط من كل الحضارات والمجتمعات وايضا”وجود الراديو والتلفزيون والانترنيت جعل الناس تتواصل مع بعضها البعض بشكل اسرع وباسلوب جديد مشترك ومفهوم من الجميع ، حتى المصطلحات الغربية دخلت علينا واصبحنا ننطق بها احيانا في حياتنا اليومية دون ان نشعر …
في الماضي كان الشاب والفتاة يتزوجون دون أن يعرفو بعضهم كان يراها فقط في الصورة
وكان ممنوع عليها أن تخرج من بيتها وهي مكشوفة الوجه وكانت المرأة فقط للبيت ولترعى شؤون زوجها وأولادها ، أما اليوم المرأة تمثل نصف المجتمع فهي تشارك الرجل في كل هموم الحياة وأصبحت المرأة مثقفة وتعمل ولديها اكتفاء ذاتي وتستطيع ان تهتم بنفسها على اكمل وجه
إن الشباب اليوم إناث كانو أم ذكور كلهم على درجة عالية من الوعي ويدرك كل منهم ماذا يديد من الاخر وما هي طبيعة العلاقة التي ستجمعهم ..
الشعر القديم ماهي اصدارات جهاد موسى وهل من جديد؟
الشعر القديم لدي أكثر من مئة وخمسين قصيدة منها الوطني ومنها العاطفي سأنشرهم في ديوان قريبا” إن شاء الله أما حاليا” أكثر قصائدي تتكلم عن الحب لأننا فعلا” مللنا من كل شيء في هذا الزمن ، إلا الحب والحب هو الشيء الوحيد الذي نفتقده ونحتاج إليه لتبقى قلوبنا تنبض ولنبقى على قيد الحياة ..
ما هي أفضل أوقات الكتابة لديك وأين تجد الملاذ في حال تعبك و تكاثر همومك ؟
الكتابة ليس لها وقت محدد ، فأنا أو غيري لا نعلم متى ستولد القصيدة واين ، القصيدة هي تفرض نفسها علينا ، في أي مكان وأي زمان وخاصة عندما تكثر همومنا ومشاكلنا ويصيبنا التعب ، تكون القصيدة هي المتنفس الوحيد لدينا ، وتكون الكتابة هي البئر الذي نلقي فيه أثقالنا لنرتاح ..
الشاعر جهاد موسى هل يضايقك النقد ؟
النقد البناء إن كان في موضعه لا يضايقني أبدا” بالعكس هو حافز لي لكي أتطور أما النقد لمجرد النقد والتجني والتجريح طبعا”هذا غير مقبول
ماهي الأشياء التي تسعد جهاد موسى او تضايقه ؟
ما يسعدني هو أن أرى الكون كله لا يحكمه إلا دستور واحد هو الحب ولا يحكمه إلا حاكم واحد هو الحب فبالمحبة يا سيدتي تبنى الأوطان ..
وما يحزنني ويضايقني أن أرى أهلي في كل البلاد العربية تتقاتل وتفترق وتتباعد والبلاد التي بنيت بدموع العين تحترق ..
هل من أحلام مؤجلة لشاعرنا جهاد موسى يود أن تتحقق ؟
الأحلام كثيرة والأمنيات كثيرة ولكن على الصعيد الأدبي أتمنى أن تصل قصائدي إلى كل الناس
واتمنى أن أكون على قدر ٱمالهم وطموحاتهم وأقدم لهم ما يلامس قلوبهم ويداعب أحاسيسهم ويسعدهم ..
ماهي رسالة جهاد موسى في مسيرته الأدبية وفي حياته الشخصية؟
رسالتي إلى القراء أعدهم بان أقدم لهم دائما” الأفضل والأجمل والأرقى ، ورسالتي إلى بلدي وأهلي ساحاول دائما” أين ما وجدت أن أواصل ثقافة وحضارة هذا البلد إلى العالمية وأنشد دائما” بالمحبة والتآخي والسلام بين شعوب المنطقة والعالم لأن هذا هو الطريق الوحيد الذي يوصل مجتمعاتنا للرقي والتقدم …
برأيك هل تقدم الدولة عبر دور الثقافة والوزارات مايحتاجه الشعراءوالأدباء وهل هناك معاناة في النشر؟
الدول دائما”مقصرة في حقنا ، بكل شيء بسبب النزاعات والمهاترات الحاصلة وخاصة في بلادنا العربية فنحن نحتاج الكثير لتبنى اوطاننا البلاد لا يبنيها إلا مبدعوها ومثقفوها والناس الطيبون فهم من سيذكرهم التاريخ ، لذالك هم محاربون في ثقافتهم وحضارتهم ولقمة عيشهم …
كلمة أخيرة للشاعر جهاد موسى ماذا يقول ؟
أود أن أشكرك الأستاذة إلهام عيسى على هذا الحوار الشيق والممتع وأشكر إدارة (مجلة سحر الحياة. ) الكريمة التي أتاحت لنا هذه المساحة البيضاء من صفحاتها لتعرّف عنا وتضيء على همومنا الثقافية والإنسانية في الوطن العربي وشكرا”